الكتاب

إعلام المطاعم والصحون: لقب بلا مهنة… وصورة بلا رسالة .. بقلم / عبدالله غصنة

بقلم / عبدالله غصنة

لم يعد المشهد الإعلامي اليوم كما عرفناه؛ أصبح أشبه بساحة مفتوحة يدخلها من شاء، ويخرج منها من شاء، دون أن يمرّ على أبواب المهنة أو يتوقف عند مسؤولياتها. فمجرد امتلاك هاتف بكاميرا جيدة صار كافيًا ليمنح البعض أنفسهم لقب “إعلامي”، وكأن الإعلام مستودع تُستلم وظيفته عبر عدسة الهاتف وليس عبر المعرفة والخبرة.

الغريب أن كثيرًا ممن يرفعون هذا اللقب لا يعرفون أساسياته البسيطة:

ما معنى إعلام؟ ما الفرق بين خبر ومعلومة؟ وما العناصر التي تجعل من حدثٍ ما مادةً قابلة للنشر؟

بل إن بعضهم لا يملك حتى الفضول ليتعلم؛ كل ما يحتاجه بالنسبة له هو جولة بين المطاعم والمحلات، وصور لأطباق وماركات، ثم يلتصق باللقب ويلتصق اللقب به.

الإعلام ليس إعلانًا، وليس دعاية، وليس حضورًا عابرًا بين افتتاح وآخر والحصول على أجر تغطيته ألف أو ألفين ريال أو قالب كيك او كوب قهوه او هديه ترضيه وهذا مستحق لأصحاب هذه المهنة لجهدهم وقبولهم بهذا الطرح ولكنه غير مهني ومنطقي تسميه انفسهم اعلاميين فالإعلام وعي قبل أن يكون مهنة، وميزان قبل أن يكون شهرة، وبوصلة توجه صاحبها إلى ما يفيد الناس لا ما يملأ السجلات والمتابعات.

من يعمل في هذا المجال يدرك أن الكلمة مسؤولية، وأن الخبر يبنى على مصادر لا على مشاهدات شخصية، وأن للمعلومة قيمة لا يمكن العبث بها. هذه أمور لا تُكتسب من خلال توثيق زيارة لمقهى جديد، بل من خلال تجربة، وتعليم، واحتكاك مهني طويل.

ومهما علت الأصوات حولنا، يبقى الفرق واضحًا بين من يحمل الهاتف ليلتقط صورة… وبين من يحمل الكلمة ليصنع أثرًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى