الكتاب

إقرأ و ربك الأكرم

بقلم | الفيصل الحارثي 

موضوع قديم جدا و ربما مستهلك بشكل واضح و ممل ! و لكن لا بد من الخوض فيه لا سيما أنه عمود حضارة الأمم و المضمار الحقيقي الذي يثبت كل منا قوته فيه . أجريت دراسات في فرنسا – عاصمة الثقافة و الأدب و مهد الشعراء والمفكرين أمثال فيكتور هوغو – أن نسبة القراءة انخفضت فيها بنسبة 50 % !! فما كان من وزارة الثقافة الفرنسية إلا ان قامت بحملة قادها الوزير بنفسه لتوعية الناس بالقراءة و أهميتها و التحفيز إليها بصحبة جمع من المثقفين و الكتاب و أصحاب دور النشر بارتياد المكتبات و القراءة و استعارة الكتب و اهدائها للناس حتى يقرأوا . قيل : (إذا أردت أن تقيس مدى تقدم الامم فقس مدى قراءتهم) لا بد أن نقرأ نقرأ لنعيش لا لنتثقف فالقراءة مصدر الحياة ليست هواية على حد قول بعض الناس و انما وسيلة للعيش و البقاء . أنت بلا قراءة جسد خاو ليس سوى كتلة من اللحم تهيم على وجه الأرض بالقراءة أنت ملك في عالمك تجول و تصول . فارس على صهوة جواده بيده سلاح لا يكسر ابدا هي الثقافة سلاح اذا امتلكه المرء ما كان لاحد أن يهزمه الا اذا اتى بما ما اتى به أو أكثر. بحر لا نهاية له و سماء لا حد لها. هي عالم بحد ذاته تسرح فيه و تمرح كيف ما تشاء هي باختصار أرواح و عقول تسكن في تلكم الوريقات و السنة لمعت أدبا و علما تعبق مع روائح الحبر المنبعثة .إذا شككت في كلامي هذا فارجع الا ما نحن فيه نتفق كتاب الله و سنة نبيه . يبين الله تعالى الايات لنا علنا نتعض و نتنبه لامر عظيم . فقد ارسى ربنا جل في علاه دعامة هذا الدين بأول آية نزلت ألا و هي ( إقرأ باسم ربك الذي خلق…الآية) لم يقل سبحانه سبح أو اعبد انما “اقرأ” دلالة ربانية واضحة لا ريب  فيها ولا نقاش . أول رسالة نزلت من رب السماوات و الأرض على خير البشرية أن اقرأ فنحن من باب أولى – كنا أو بالاحرى كانوا في عهد الاندلس المجيد يتفاخرون بعدد ما قرأوه من الكتب و كان الاغريق مثلهم من قبلهم – فيكمل ربنا تعالى الى أن يصل إلأى ( إقرأ و ربك الأكرم) وقد قاله في هذا الصدد الدكتور ساجد العبدلي كلاما يخط بماء الذهب حيث قال:(قد يحق للمرء أن يتساءل عندما يقرأ الآية التي جاءت في سورة العلق “اِقْرَأ وَرَبُّكَ الأَكْرَم” فيقول لماذا جاءت لفظة (الأكرم) ولم تأت لفظة أخرى كالأعلم مثلا أو الأعظم، أو أي لفظة قد تبدو متناسبة أكثر في ظاهرها مع سياق الآية الداعي إلى القراءة والتعليم ؟ الإجابة تكمن في القراءة المتعمقة لهذه الآية حيث سيجد المرء أنها تحمل بعدا معنويا فريدا، فاقتران القراءة بأن الرب هو الأكرم في هذه الآية إشارة ظاهرة لتلازم الأمرين في الحياة، أي أن أولئك البشر الذين سينالون كرم الله وغناه وسيعلو شأنهم في الأرض، هم القراء وأكثر الناس قراءة وطلبا للعلم ) فلنعد القراءة يا أمة إقرأ و نعيد مجدنا و تألقنا و هيبتنا بين الامم للأسف في عالمنا العربي حقائق مؤلمة تدمي القلب و تشجي النفس نسرد بعضا منها حتى يتمعن القارئ في حالنا و لعلها تغير شيئنا في النفس و تبث شيئا من جرعات الالم حتى نتحرك لفعل شيء و لو يسير أمام هذه المشكلة التي ارقت و قضت مضاجعنا

متوسط قراءة الفرد العربي في السنة تعادل 6 دقائق فقط

كتاب واحد فقط يصدر لكل ربع مليون مواطن عربي سنويا بينما يصدر كتاب لكل 15000 مواطن غربي

الناشر العربي لا يطبع اكثر من 3000 نسخة من الكتاب لانه يعلم سلفا انه اذا قام بطباعته فلن يباع
و غيرها الكثير الكثير من الحقائق بل الفواجع لامتنا العربية و الإسلامية كنا و كنا و كنا هذا ما لدينا لنقوله و لكن يلزمنا الفعل و العزيمة الكافيين لانقاذا أمتنا الغريقة في غياهب الجهل و التخلف إني مؤمن و موقن أنه ما زال هناك بصيص من الضوء ما إن تبعناه و اتبعناه و اهتدينا به فلن نحيد و لن نضيع بعده أبدا ما زلنا في فسحة و الامر في سعة فلنحيي تلك الثقافة التي اضمحلت بسبب عوامل الزمن و دورانه و لنجعل هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس بإذن الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى