الكتاب

الاختبارات المركزية وقلق الاختبار .. بقلم / جابر الحريصي

بين ضبط جودة التعليم وصحة الطالب النفسية، تُعدّ الاختبارات المركزية أحد أبرز أدوات التقويم في الأنظمة التعليمية الحديثة، إذ تهدف إلى قياس مستوى التحصيل الدراسي للطلاب وفق معايير موحّدة تضمن العدالة وتكافؤ الفرص بين المتعلمين في مختلف المدارس والمناطق.

وفي الوقت ذاته، يبرز قلق الاختبار كأحد التحديات النفسية الشائعة المصاحبة لهذه الاختبارات، لما تحمله من رهبة التقييم الرسمي وضغوط النتائج.

أولًا: مفهوم الاختبارات المركزية الاختبارات المركزية

هي اختبارات موحّدة تُعدّ وتُشرف عليها جهة تعليمية مركزية، وتُطبّق على نطاق واسع بهدف:

•قياس نواتج التعلّم بدقة وموضوعية.

•مقارنة مستويات الطلاب والمدارس وفق معايير ثابتة.

•دعم صُنّاع القرار التربوي في تطوير المناهج وتحسين جودة التعليم.

•تعزيز مبدأ العدالة والشفافية في التقييم.

وتُسهم هذه الاختبارات في الكشف عن مواطن القوة والضعف في العملية التعليمية وهذا يعتبر بداية الحل في تطوير التعليم وهو الاعتراف والاحساس بالمشكلة ومن ثم علاجها .

ثانيًا: مفهوم قلق الاختبار

قلق الاختبار هو حالة نفسية انفعالية يشعر فيها الطالب بالتوتر والخوف المفرط قبيل أو أثناء أداء الاختبار، وقد يظهر على شكل:

•تسارع في نبضات القلب والتعرّق.

•صعوبة في التركيز أو تشتّت الانتباه.

•نسيان المعلومات رغم الاستعداد الجيد.

•أفكار سلبية مرتبطة بالفشل أو خيبة الأمل والرسوب.

ويُعد هذا القلق طبيعيًا في مستوياته البسيطة، بل قد يكون دافعًا للأداء الجيد، إلا أنه يصبح مشكلة عندما يتجاوز حدّه الطبيعي ويؤثر سلبًا في أداء الطالب وصحته النفسية.

ثالثًا: دور الأسرة والمدرسة

لاشك أن الأسرة لها دور مهم لفترة الاختبارات في تهيئة البيئة المنزلية نفسياً قبل كل شيء فكثرة الحديث عن الاختبارات المركزية وصعوبتها أمام الابناء يجعل القلق ينتقل من الأسرة الى الطالب

دور الأسرة:

ادارة الوقت ،وقت للنوم و وقت للمذاكرة ، وقت للاستراحة والصلاة ، والدعاء للأبناء بالتوفيق والنجاح.

دور المدرسة:

تهيئة اماكن الاختبارات واستقبال الطلاب بكل حبُ وابتسامة وتشجيع، والتواجد أثناء اداء الطلاب الاختبار بفاعلية لتطمين الطلاب فدقائق الأولى لها تأثير كبير على باقي اجزاء الاختبار.

خاتمة

إن الاختبارات المركزية تُعدّ أداة مهمة لضمان جودة التعليم وتحقيق العدالة في التقييم، إلا أن نجاحها الحقيقي يتطلب مراعاة البعد النفسي للطالب.

ويظل قلق الاختبار تحديًا يمكن الحدّ منه عبر تهيئة تربوية ونفسية متوازنة، تجعل من الاختبار فرصة لإظهار القدرات، لا مصدرًا للخوف أو القلق.

فالتعليم الناجح هو الذي يوازن بين جودة المخرجات الأكاديمية وسلامة الإنسان النفسية.

جابر الحريصي .. موجه طلابي وأخصائي نفسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى