الجمعيات واخفاء الصدقات

كتب-عبدلله ال غصنة

مادفعني لكتابة هذا المقال صورة انتشرت لطالب في احدى المدارس خارج المملكة يحمل حقيبة مدرسية تبرعت بها احدى الجمعيات الخيرية في الوقت الذي اخفى الطالب إسم الجمعية حتى لايحرج أمام زملاءه .

فعل الخير والصدقة من الأمور التي شرعها الله للمسلمين وأمرهم بأن يفعلوا الخيرات وينفقوا مما جعلهم مستخلفين فيه تزكية لنفوسهم وتطهيراً لأخلاقهم وتنمية لأموالهم فقال تعالى: ( وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وقال: ( وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ…) ويقول الله تعالى : ( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ).

وهناك الكثير من المواقف والادله التي حفلت بها السنة النبوية التي توضح فضل الصدقات وأعمال الخير والتي تساهم بدون شك في زيادة الرزق والمباركة فيه فقد بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الصدقة لا تنقص المال، بل تزده بما يحصل فيه من بركة الإنفاق والعطاء .

ونحفظ جميعنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يحثّ على إخفاء الصدقة: (ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه).

وعودة لبداية المقال وهو القصد من المقال ولب الحديث ندعو ونأمل من الجمعيات الخيرية بالمملكة ان كانت تقوم بطابعة اسمها وكذلك الشركات والقطاعات المختلفة على ماتتبرع به مراعاة تلك الأمور عند تقديم تبرعات للمستحقين مثل الايتام والمستحقين من الطلاب والاسر المحتاجه والتي هي متعففة خوفاً من إحراج الأطفال والمساس بمشاعرهم حيث يشعرون بالاذلال والنقص عن غيرهم بسبب ظروفهم الماديه والاجتماعيه فلتكن تلك التبرعات عادية بدون شعارات .

وختاما نذكر بقوله تعالى :

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ).

ونشير الى امرالله بالتصدق على الفقراء وجعل إخفاء الصدقة خيراً للمتصدق من إعلانها كما في قوله تعالى :

(إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).

وفقنا الله وإياكم لفعل الخير وكتب لنا ولكم الأجر .