الساحة الشعبية من محاورات الجامعة إلى : شاعر المعنى ..

_ محاورات الجامعه ومهرجان الجنادريه وحفلات المغتره اهم المحطات في تاريخ المحاوره
– اعتزال شليوح وابو مشعاب ورحيل الجبرتي وزلزال الثبيتي وتسونامي صياف اهم المنعطفات في تاريخ المحاوره .
– صفوف السوطه للمحاوره تستحق أكثر من ” أبصم لك على العشره ” .
– الحلقة التاسعة شهدت ابداع العطياني وتميز المطيري وتفوق الشلوي .

لحظات جميله مليئه بالمتعه والاثاره عاشها جمهور الشعر المتواجد بمسرح أمانة الدمام مساء الاثنين الماضي أثناء تسجيل أحداث الحلقه التاسعه من مسابقة شاعر المعنى في نسختها( الثالثه ) تلك المسابقه الخاصه بشعر المحاوره ( القلطه ) والتي حظيت بإهتمام إعلامي ومتابعه من قبل الشعراء والمشاركين ومتذوقي الشعر في كافة أنحاء المملكه على أختلاف ميولهم وأعمارهم حتى أن بعض الشعراء المشاركين في النسختين الأولى والثانيه أعتبروا مشاركتهم في تلك المسابقه هي نقطة البدايه في المسيره الشعريه و تتولى قناة الساحه تنظيم هذه المسابقه والاشراف العام عليها في مسعى ً منها للحفاظ على الموروث الشعبي ومحاولة أكتشاف العديد من المواهب الشعريه وتقديم التشجيع المعنوي لتلك المواهب وتبنيها تمهيداًً لدخول الساحه الشعبيه تلك الساحه التي حظيت ولاتزال بمتابعه من كافة أطياف المجتمع وعناية ورعايه خاصه من قبل ولاة الأمر – حفظهم الله – منذ توحيد هذه البلاد الى يومنا هذا بل وصل الأمر للمشاركه والتاريخ يحفظ للملك فيصل بن عبدالعزيز – رحمه الله – عندما كان أميرا للحجاز أهتمامه بالشعر بشقيه ( النظم والمحاوره ) وفي إحدى المناسبات تدخل الفيصل بحكمته المعهوده في الوقت المناسب قائلاً :ً

ترانا ياجماعه مانحب الفقش فالرمان
نبا الرمان صم وكل حبه بذرها فيها

وكان هذا البيت كافيا لإنها الخلاف القائم بين شاعرين كل منهما يمثل قبيله بعد أن ادرك جلالته بحسه الشعري أن المحاوره كادت تخرج عن المسار المرسوم لها . والساحه الشعبيه مرت خلال الأربعة عقود الماضيه بعدة محطات مهمه كانت بدايتها محاورات الجامعه
( جامعة الامام محمد بن سعود ) في أواخرالتسعينيات من القرن الهجري المنصرم ثم مهرجان الجنادريه الذي كانت بدايته عام 1405 وحفلات ليالي المغتره في أبها بالاظافه الى المناسبات الاخرى التي تقام داخل المملكه أو خارجها كالمهرجان الشعبي للتراث الذي أقيم بدولة الكويت 1994 م وكانت تلك المناسبات والمهرجانات مسرحاًً للمواجهات الساخنه بين كبارالشعراء وعمالقة المحاوره أمثال : شليويح بن شلاح الشلاحي المطيري ( شفاه الله ) ، محمد بن شريف الجبرتي السلمي (رحمه الله ) ، احمد الناصر الشايع ، مستور بن تركي العصيمي العتيبي ، صياف بن عواد السحيمي الحربي ( رحمه الله )، مطلق بن حميد الثبيتي العتيبي ( رحمه الله ) ، عبدالله المسعودي الهذلي( رحمه الله )
، رشيد بن زيد الزلامي العتيبي ، محمد بن جرشان البقمي ، نايف بن سعود البقمي – المعنى -( رحمه الله ) ، عوض الله بن حميد البقيلي السلمي ، زيد بن سلمي العضيله ، خلف بن هذال الحافي العتيبي ، فيحان بن نعيمان القعياني ، حبيب بن دغيم العازمي العتيبي ، علي بن خلف الهجله ،
دخيل الله بن مسعد القعياني ، مفرح بن قاعد الضمني المطيري ،معيض العجي الحربي ( رحمه الله ) ، خليف بن دواس الشاطري ( رحمه الله ) ، محمد بن متروك السناني الجهني ،
مسعد القصير الجهني ، بكر الحضرمي ، عبدالله المطرفي ،فلاح القرقاح القحطاني ، فلاح الحنان السبيعي ،
سعيد العلياني السلمي ( رحمه الله ) ، ملفي بن مزيد المورقي العتيبي ..) وآخرون كما مرت الساحه الشعبيه بعدة منعطفات هامه لعل من أهمها :
رحيل الشاعر عبدالله المسعودي مع بداية هذا القرن الهجري والذي ترك رحيله فراغاً كبيراً لايمكن تجاهله أو نسيانه ثم جاء نبأ اعتزال الشاعر الكبير شليويح المطيري( شفاه الله ) عام 1409 كالصاعقه على الشعراء قبل الجمهور مما حدا ببعض زملاؤه للقيام بزيارته وطلبه العدول عن هذا القرار الا أنه رفض جميع المحاولات وقرر المضي قدماً في هذا القرار الذي أصاب الساحه الشعبيه وبالذات ( المحاوره ) بما يشبه الشلل النصفي الذي لم تتعافى منه حتى اللحظه …!
اما عام 1414 فقد سجل أخطر المنعطفات التي مرت بها الساحه في هذا القرن بعد رحيل أسطورة الشعر محمد الجبرتي السلمي والذي كان يعتبر بحق عميد السلك الدبلوماسي العربي لشعراء المحاوره في الجزيره العربيه كيف لا وهو صاحب التسليمه الخالده في عالم المحاوره:
سلام من الجبرتي لاتقولون الجبرتي غاب
حضر واللي عقد روس الحبال يحلها حلي
أنا اللي لاحضرت اللعب فاللازم درق الباب
عصام اللعب ليه وأرطني ياترك عصمللي
وبعد السلام البيت الاخيرجمع فيه بين الثقه والفخر والتحدي .
وفي عام 1416 تعرضت الساحه الشعبيه لهزه عنيفه فاقت قوتها أعلى درجات مقياس ريختر بعد نبأ رحيل الشاعر مطلق الثبيتي بعد معاناه مع المرض وهو أحد أعلام هذا الفن وأساتذته حتى ان زملاؤه كانوا يقدمونه للبدع عند بداية المحاوره لما يمتلكه من قدره عجيبه في تصوير المعنى.وفي عام 1419 جاء نبأ رحيل مستور القصير أحد رواد الاعلام المهتمين بتوثيق المحاورات قبل ظهور القنوات الفضائيه . وفي عام 1426 فجعت الأوساط الشعبيه والاعلاميه بنبأ وفاة الشاعر والاعلامي / محمد بن شلاح المطيري ( شقيق شليويح ) بعد أن خدم وطنه في المجال العسكري والاعلامي بالاظافه الى ماقدمه للساحه الشعبيه وكونه احد ا اركانها الرئيسيه فهو شاعر نظم من الطراز الأول وبالذات شعر الحكمه بالاظافه لأجادته لفن المحاوره ولعل قصيدته ” الكرم ” من أجمل ماتغنت به الساحه الشعبيه والتي يقول في مطلعها :
أمل الوجار وخلوا الباب مفتوح
خوف المسير يستحي لاينادي
يانمر مافي صكة الباب مصلوح
ولاهيب لنا يامضنة فـــــؤادي
الى آخر القصيده . وفي عام 1428 فجعت الساحه الشعبيه بنبأ رحيل الشاعر صياف بن عواد الحربي والذي كان مضرب مثل في الاخلاق قبل أن يكون مدرسه في الشعر ويمكن تشبيه رحيله بموجة تسونامي غمرت الجزيره العربيه بالحزن ولم تقتصر على الساحه الشعبيه لوحدها وبعده بعام تقريبا جاء نبأ وفاة الشاعر فيصل الرياحي وفي عام 1431 اعلن الشاعر عوض الله السلمي الملقب ” ابو مشعاب ” اعتزال المحاوره وباعتزاله ورحيل من سبقوه الى الدار الأخره تطوى عدة صفحات مشرقه سجلها التاريخ بمداد من ذهب لأولئك الذين حافظوا على هذا الارث التاريخي خلال تلك الحقبه و لتكون المسئوليه مضاعفه على من يأتي من بعدهم ليكونوا خير خلف لخير سلف نسأل الله ان يرحم من توفي منهم برحمته الواسعه وأن يمن على المرضى بالشفاء العاجل وان يمتع البقيه بالصحه والعافيه .

أما بالنسبه لأحداث تلك الحلقه التاسعه فقد كانت بداتيها مشتركه من جميع الشعراء بنظم بيتين بمناسبة تعيين الامير سعود بن نايف أمارة المنطقه الشرقيه ثم بعد ذلك تنوعت الفقرات بين المحاورات ( القلطه ) والفلكلور الشعبي لأسماء لها وزنها في عالم الغناء ( عيسى بن علي الاحسائي ، بدر الغريب ، طاهر بن علي الاحسائي ) ثم قدم الشعراء: رياض الخزمري و علي نامش الشهري وعايض الغامدي وعلي الحلافي العرضه الجنوبيه والتي تعتمد على فن ” الشقر ” وهو احد الفنون التي اشتهرت بها المنطقه الجنوبيه وتم تقديم ذلك الفن ببراعه وتفاعل الجمهور مع هذا الفن كثيراً وبعد ذلك انطلقت أولى الجولات وكانت بين الشاعرين فايز الوذيناني وتركي السواط وكان المعنى الذي تحاور الشاعرين فيه في الطاروق الاول اختلاف النيه وفي الطاروق الثاني كان المعنى الثقه . وبعد ذلك بدأت الجوله الثانيه بمحاوره بين الشاعرين زيادالمطيري وعوض السلمي وبدأه زياد بقوله :
سلام والليله المعنى من اللي نقول
وأنا أعرف الناس من منطوقهم لابدو
من باب حسن النوايا واحترام العقول
اللي ماهوصاحبي مايعني انه عدو
وكان الرد رائعا من الشاعر عوض السلمي :
يامرحبا والحضيض اللي يحصل قبول
يومن بعض الاوادم في الشدايد غدو
بعض العرب تستمع له لو ليله يطول
وبعض العرب ليتهم عقب المغيب ارقدو
فرد عليه زياد :
المعركه قبل مبداها حساس الطبول
والمعرفه نصــــــــها عند التزام الهدو
منهاجنا مايقول الله وقال الرسول
من بعدها نستمع في رايكم يابــــــــــدو
فرد عليه عوض :
الناس يازياد في الدنيا تصول وتجول
واهل المواقف لياجات اللزوم اصمدو
حنا ترانا على السنه نعرف الاصول
ولا خابوا اللي بمنهاج الرسول اقتدو
وكان المعنى الذي تحاور فيه الشاعران هو ( الحوار ) وبعد نهاية الجوله وتعليق اعضاء لجنة التحكيم على هذا الطاروق قال عضو اللجنه الشاعر / سلطان الهاجري بأن البيتين الاولين من المفترض ان تدرس في الجامعه لما تملكه من معنى جميل ولسهولة التركيب وفي ذلك رساله أولـئك الذين يبنون العداوه على مجرد الظن ..!
ثم كان الطاروق الثاني والذي بدأه الشاعر عوض السلمي وكان المعنى يدور حول ( المغامره ) بعد ذلك بدأت الجوله الثالثه بين الشاعرين باسل الشريف وممدوح العطياني العتيبي وكان المعنى ( اثبات الوجود ) وكانت البدايه من قبل الشاعر باسل وكانت ردود العطياني في هذا الطاروق قويه من البدايه بقوله رداً على باسل :

ان كان مالله ستر وان كان مالله لطف
اسمك من اربع حروف ادناة من يحذفه وفي نفس الطاروق يقول :
ان عودت للمواهب شاعر محترف
وان عودت للدراهم ماعليك أكلفه

أما الطاروق الثاني فكانت بدايته من الشاعر ممدوح العطياني وكان المعنى ( التخطيط للهدف ) وبدأه ممدوح بقوله :

سلام الله سلام مثل صب الكيف يوم يصب
على اللي له ثلاث ايام والفنجال ماذاقه
والا ياللي تجاوزت الصعب قدامك الاصعب
مسافه تفحص الرجال في شعره وفي اخلاقه

فرد عليه باسل بقوله :

تفضل يالعطياني على سلم العرب وارحب
ومزن الخير ياممدوح قام يلوح براقه
كسبنا الطيبه واللي بقي قدامنا الاطيب
ورزق الآدمي من عند رب الكون خلاقه

بعد لك بدأت الجوله الرابعه والأخيره وكان ختامها مسكاً بمواجهه بين الشاعرين عيضه الشلوي وناصر الجنيبي البقمي وكان المعنى
( العماله السائبه ) وبدأه الشاعر عيضه بقوله :

سلام للشعار والشعر وجماهيره
وصفوفنا الوافين والساحه وطاقمها
اليوم ياكثر الطراقي مع هل الديره
تغزي مغازيها وتنهب من غنايمها
فرد عليه البقمي بقوله :
يامرحبا ياجارنا اللي تحفظ الجيره
وأهل الوفا محد يبا يخلف معالمها
ان كان منته محتزم بسلاح ودخيره
ابا خذ ثياب الشلاوا مع عمايمها

ورد الشلوي :

الله يستر من خيول جتكم مغيره
قامت تراكض ماتصخرها شكايمها
حنا نبي نقضي على الشر بحذافيره
خص الوحوش اللي منفخة براطمها

فرد البقمي

حنا كما جيش ليا صفوا طوابيره
ماهمنا روس تفاخر في محازمها
الوحش لامر الشجر ياكل عصافيره
ا تعلم العربان والا ماتـــــــــــــعلمها
اما الطاروق الثاني فكان المعنى ( العنف الاسري ) وكانت البدايه من الشاعر ناصر الجنيبي البقمي بقوله :
ياسلامي سلام فيه لين وقساوه
والهدايه من الله والرضا والصلاحي
المحبه ياعيضه لاتعود عداوه
وانت بيتك مشيد من جميع النواحي
فرد عليه عيضه بقوله :
مرحبا والمعاني هات منها النقاوه
فيه شي حرام وفيه شي مباحي
يالجنيبي ترى الاوضاع زي الحلاوه
ماني مفرط في ريشة من جناحي
فرد الجنيبي بقوله :
من بغى سم وابشر جابها بالهداوه
ماتحل الأمور الهينه بالسلاحي
يااكبر القوم داو الجرح بالعرف داوه
جعل ربي يبارك في القلوب الصحاحي
وكان الرد من عيضه الشلوي :
مانشد الحبال ولانزيد الرخاوه
كم خطيه نقابلها بعفو وسماحي
انصح اهل القلوب اللي عليها غشاوه
عالم في الحياه يحاربون النجاحي
وكان ختام تلك الحلقه هذا البيت من قبل البقمي :
برح الخط للماشي ودكه وساوه
جاك علمي بحلنٍ من لحون الرياحي

وبعد نهاية المحاوره علقت اللجنه على الطاروقين وأشادو بالشاعرين وبالذات عيضه الشلوي الذي كانت ردوده وابياته فيها من الذائقه الشعريه الشيء الكثير اما نجم الحلقه الحقيقي فهو صفوف المحاوره وهي صفوف السوطه القادمه من الطائف للمشاركه في هذه المسابقه والتي لن يوفيها الجمهور حقها حتى لو ردد ” ابصم لك على العشره ” وبلغ حماس الجماهير مع المحاوره الى قيام بعضهم بتشكيل صفوف محاوره اخرى امام مقاعد المسرح وقاموابترديد الطاروق مع الصفوف والشعراء وكانت تلك الحلقه متميزه من حيث المضمون عن بقية الحلقات وقد اعلنت نتائج الحلقه الثامنه والتي اسفرت عن تأهل الشعراء الاتيه اسماؤهم الى مرحلة الـــــ 12 وهم :

ذيب القحطاني وخالد العصيمي ومخلد المطيري ومرزوق الفهمي