الكتاب

المعلّم… اليد التي صنعت الأجيال وكتبت مجد الوطن .. بقلم | عطية الزهراني

بقلم | عطية الزهراني

في كل عام، ومع إشراقة الخامس من أكتوبر، نقف وقفة تأمل وعرفان أمام مَن حملوا أنبل رسالة وأعظم أمانة: رسالة التعليم.

ذلك “المدرّس” – كما كان آباؤنا يطلقون عليه – الذي علّمنا الحرف الأول، وصبر على أخطائنا الأولى، وتحمل شغبنا وأسئلتنا الكثيرة، وآمن بأن فينا طاقات تنتظر من يشعل فيها شرارة المعرفة.

المعلّم ليس مجرد ناقل للمعلومات، بل صانع أجيال، ومهندس عقول، وباني قيم. هو من فتح لنا الأبواب إلى آفاق واسعة، ومنحنا أدوات التفكير، وعلّمنا أن النجاح لا يكون إلا بالجد والمثابرة. كم من كلمة نُصِحنا بها في فصلٍ دراسي بقيت حيّة فينا حتى صارت منهجًا لحياتنا.

واليوم، ونحن نرى طلاب الأمس وقد أصبحوا قادة ومهندسين وأطباء وطيّارين ومسؤولين، نوقن أن الفضل – بعد الله – يعود لأولئك المعلمين الذين غرسوا فيهم بذرة العلم والحلم.

في الجبيل الصناعية، تقف المصانع العملاقة والمشروعات الشامخة شاهدة على طلابٍ صاروا مهندسين يديرون عجلة التطوير والتشغيل والصيانة، ولا يزال معلموهم الأوائل يذكرون أسماءهم بفخر ويشيدون بإنجازاتهم.

فيا من حملتم الطباشير يومًا، وصنعتم بها أمجاد وطنٍ وأجيال، أنتم النور الذي لا ينطفئ، والجميل الذي لا يُنسى، واليد التي امتدت لتُخرج العقول من عتمة الجهل إلى سعة المعرفة.

تبقى كلماتكم الأولى في دفاترنا القديمة شاهدةً على بداية الطريق، وتبقى ملامحكم محفورةً في الذاكرة مهما تعاقبت السنين.

وكل عام وأنتم نبع العطاء، وأنتم في القلوب أعظم من أن يختصكم يوم… لأن أيامنا كلّها بكم ومنكم وإليكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى