الجبيل اليوم

النوخذة أبو مبارك: شبابنا أشغلهم «البلاك بيري».. وبيوتنا تحوّلت إلى «صمت»

النوخذة أبو مبارك 68 عاماً، بالسياح على متن يخته بشاطئ الفناتير بالجبيل الصناعية، لقضاء أوقات ممتعة، يختلط بها نسيم البحر مع الأحاديث الشعبية الممزوجة بطعم القهوة، يتخللها الكلام عن زمن الأجداد، كما يأخذهم إلى بعض الجزر القريبة من الجبيل، ليتعرفوا على بعض آثارها وطيورها. وقضى أبو مبارك وهو أحد أشهر صيادي المنطقة الشرقية 40 عاماً من عمره في البحر، يصيد السمك ويلتقط اللؤلؤ والمحار، وينظم حالياً رحلات سياحية على متن اليخت بواقع رحلتين يومياً مدة كل رحلة 55 دقيقة لكل سائح، وأشار إلى أن يخته كلفه كثيراً من المبالغ المالية ليظهر بصورته الحالية.

بيوت مهجورة

التقت «الشرق» أبو مبارك على يخته، وتشاركت معه أطراف الحديث، حيث انتقد الشباب في العصر الحاضر، وقال إن الأجهزة الإلكترونية الحديثة أشغلتهم، وجعلت بعضهم يتقاعس عن العمل، مفضلاً الحديث لساعات عبر «البلاك بيري» والأجهزة الأخرى، غير أن البيوت تحوّلت إلى «صمت»، لم يعد الأهل في المنزل الواحد مترابطين كالسابق، وباتت البيوت كالمهجورة بسبب تأثر هذه الأجهزة، موصياً الشباب بضرورة تضييق الفجوة بينهم وبين آبائهم، ومحاولة التقرب إليهم، حيث إن العائلة هي من تبقى للشاب وتسانده.

عالم جميل

يقول أبو مبارك «البحر عالم جميل لا يعرف أسراره إلا من عمل به وأبحر فيه وعاش به لأيام، فلي أكثر من أربعين عاماً أعمل صياداً، وقد قضيت طفولتي وشبابي محباً للبحر، وها أنذا اليوم أكمل مسيرة حياتي على متن هذا اليخت، أنظم رحلات للشباب والعوائل، ومحبي البحر، فالأمور تغيّرت الآن، فبعد أن كان قصد البحر مقتصراً على توفير لقمة العيش، بات مصدراً للترفيه»، وبيّن أن قيادة السفن البحرية ليس بالأمر الصعب، ولو استطعت أن أقود طيارة لقدت، حيث إن الإرادة وحب العمل توصلان الشخص لما يريده مهما كان.
وأضاف» قيادة اليخت أسهل وأفضل من قيادة السيارات التي تحوّلت بفضل بعض الشباب إلى هلاك ووفيات، أما قيادة اليخت مريحة ولا توجد بها حوادث كما أن البحر فسيح لا تجد به من يضايقك، إلا أنه ينبغي أن يكون السائق لليخت حذراً من ناحية معرفة الأماكن المنخفضة مثلاً أو المرتفعة أو الجبال واتجاهات الريح وغيرها».

أنا ابن البحر

وقال أبو مبارك «على أي شاب يريد تعلم قيادة السفن البحرية أن يحضر إلي وأنا أتعهد بتعليمه، فكثير من الشباب الذين يزورونني على يختي يستغربون كيف وأنا في هذا العمر أستطيع قيادة هذا اليخت، ولا يعرفون أني ومنذ صغري ابن البحر، فهو صديقي الصدوق، وكثيراً ما تتركز أسئلة الشباب لي عن سرعة اليخت وكأنهم يريدون سرعة قصوى، غير أن سرعة هذا اليخت متوسطة تصل إلى 30 درجة، وأذكر أن رحلتي استغرقت من الشارقة بدولة الإمارات إلى المنطقة الشرقية هنا حوالى 36 ساعة متواصلة». وعن نصيحته للشباب قال «الشباب هم رجال المستقبل، عليهم بالتعلم والوصول إلى أعلى المراتب الوظيفية».

خ

‫2 تعليقات

  1. معاناه مشتركه.لﻷسف البيوت اصبحت مهجوره بالفعل.التكنولوجيا غزو محنك من الغرب وفي الحقيقه نجحو نجحو..كان يفترض ان نسخر التكنو لخدمتنا وقضاء مصالحنا وتيسير اعمالنا..ولكننا بسبب عدم مسؤوليتنا جعلناها سﻻح يفتك بكل عمر وعقليه على حده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى