الجبيل اليوم

تأثير النوم في البرد

بقلم / إبراهيم القميزي

خلال فصل الشتاء تنخفض درجات الحرارة، وتتأثر بذلك صحة الإنسان بصور مختلفة ندرك الكثير منها مثل زيادة الإصابة بنزلات البرد والزكام والانفلونزا، ولكن السؤال الذي لم يناقشه أحد في السابق هل تؤثر درجات الحرارة الخارجية في النوم أو وظائف النوم؟ تؤكد الدراسات العلمية أنه حتى أثناء النوم، يظل جسم الإنسان حساسًا لدرجة حرارة الهواء المحيط. كما بينت الدراسات أن نوم الشخص بملابس غير كافية قد ينتج عنه تأثر مراحل النوم والقلق نتيجة التعرض للبرد أكثر من التعرض للحرارة.

ما يحصل في فصل الشتاء والذي يتميز بقصر نهاره وطول ليله، أن الغدة الصنوبرية في المخ تقوم بإفراز مادة تسمى الميلاتونين والتي تسبب النعاس بدورها، إفراز هذه المادة هو مرتبط بدرجة الضوء فكلما انخفضت درجة الضوء قام المخ بإفراز هذه المادة والشتاء يحل فيه الليل سريعاً وتتناقص درجة الضوء بفعل الغيوم والأمطار فيقوم المخ بالتفاعل مع هذا التناقص للضوء ويفرز مادة الميلاتونين مما يجعل الإنسان يحس بالنعس كثيراً ولا يحس أنه يشبع ويأخذ كفايته من النوم حتى لو نام لفترة أطول من المعتاد.

بالرغم من أن تغير درجة الحرارة لا يؤثر على الساعة البيولوجية إلا أن تغير مواعيد شروق وغروب الشمس المصاحب لتغير الفصول قد يؤثر على الساعة البيولوجية ومدة النوم. ففي فصل الشتاء يتأخر وقت شروق الشمس، ويصبح من المعتاد الذهاب للعمل صباحاً والأجواء ما زالت مظلمة، وهذا هذا يؤثّر على الساعة البيولوجية في الجسم التي تحدد متى ننام ومتى نستيقظ.

يجب الحصول على التدفئة المناسبة والمحافظة على تدفئة الجسد خصوصاً لدى الأطفال، ولا ننصح أبداً أخذ حمامات ساخنة قبل النوم بساعتين حتى لا تؤثر على درجة حرارة الجسد، وعند الاستيقاظ ننصح بالتعرض لدرجة إضاءة جيدة حتى يتوقف المخ عن افراز مادة الميلاتونين.

_____________________________

أخصائي التنفس و مهتم بعلم اضطرابات النوم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى