تجارة الخادمات المنزلية بالجبيل : بالشهر 9000 ريال , أدفع أو توكل ! من يوقفهم ؟

تجارة سوداء مربحة ،سوداء رائجة ،سوداء مؤسفة مبتزة…… تجارة العمالة المنزلية . الاتجار بالخدم يعد اليوم سوقا اخضر،بواقع اسود مظلم . كل ما هو مطلوب لممارستك لهذه التجارة هو حصولك على خادمة وهكذا بإمكانك بدأ نظام الربح والمرابحة الذي يناسبك. ان اردت التنازل عنها فلك ان تضع ما شئت من الأرقام مزينة بعدد ما تريد من الأصفار….اضطرتني ظروفي للبحث عن خادمة للتنازل وصدمت بأرقام تصل الى حدود  35 ألف ريال سعودي !!!!

و هناك طريقة اخرى وهي تأجيرها كعاملة ايجار يومي ،  على فترتين ولمدة ستة ساعات ولك أيضا وضع تسعيرتك ألشخصية .عزيزي القارئ بامكانك ان تتخيل فترتان بأقل تسعيرة في السوق السوداء 150 ريال اي في اليوم 300 ريال اي في الشهر 9000 ريال … نعم التجارة !!!

و ما عليك عزيزي المقدم على ممارسة التجارة الحالكة إلا أن تغلق فم هذه العاملة المستهلكة ب 1000 ريال فقط وان زدتها 500 يكون كرما منك. هكذا تكون الضحية الأولى اما الضحية الثانية فهي الزبون، المواطن المضطر والمحتاج إلى سلعتك .والغريب في الامر أن الحال باقي على ماهو عليه وفي تصاعد وازدياد وتفشي ،لا هنالك من يقول كفى ولا من يقول اكتفيت .

والطريف في الموضوع انني في احد الايام استأجرت عاملة منزلية من احد الاخوات التاجرات ،ورحت بطبيعتي الصحافية المتطفلة اجري حوارا مع تلك المكنة المستغلة …

سألتها (كل يوم انتي شغل في اتنين بيت ؟ )

اجابت ( ايه مدام بس امكن  كم يوم ما في شغل )

في فضول سألتها ( كم راتب ؟)

قالت ( ألف )

نظرت بانبلاه وصدمة ومفاجئة  ،و تابعت ( مدام المهم بركة )

هذه الضعيفة تتلمس البركة في هذه الألف وهنالك من يركض لهفا خلف المزيد وتابعت ( مدام في عشرة شغالة زيادة مع أنا، أنا اليوم سافر بس باقي تسعة )

هنا أصدقكم القول لم أكن مع بقية ثرثرتها لان عقلي توجه الى الحاسبة العقلية في مخي ورحت اضرب واجمع واطرح لأعرف حقيقة كم تجني هذه التاجرة . وصدقوني كان رقما صادما صاعقا ,وعليكم الحساب …..

وقادتني الايام لتاجرة اخرى تقوم بتأجير عاملاتها بمبلغ 250 ريال لستة ساعات فقط أي ان الساعة  تكلف 41 ريال .

وعند مراجعة ذوي الاختصاص من مسئولين ومنسقين مواعيد ومشرفين تأجير ( المؤجرة) تجيب بثقة

((الصراحة يا أختي شغلها زين ))

نعم شغلها ( زين ) ولكن أنا حالتي المادية ( ما عادت زينة ) تحت هذا الاستنزاف .

المصيبة ليست هنا، المصيبة ان هذه التجارة لها شق اخر وهو الايجار الشهري ،وما ادراك ما الإيجار الشهري

فيتراوح ايجار العاملة شهريا من 3500 الى 5000 ريال سعودي !!!!! لا تعليق

و لدي قصة اذكرها هنا سألت أيضا مرة خرى مديرة قسم التأجير مرة عن سبب وضع هذا السعر الخرافي والذي يحاكي دخلي الشهري فأجابت بقوة وكلمات واضحة

(إنها تحمل الجنسية الاندونيسية يا أختي ) !!!! إذا الجوازات تلعب دورا في التسعيرات ؟يا ترا كم سعر من تحمل جوازا اوروبيا او امريكيا ؟؟؟؟

والكارثة والطامة الكبرى هي اسعار رمضان ،حدث ولا حرج . الايجار الشهري يصل الى ستة الاف .

واليومي يصل الى فوق المئتان للست ساعات .وهذا امر بديهي لتجارة لا يوجد قانون حماية مستهلك يرعبها ولا قوانين تجارة وعمل وعمال تربكها وتحد من عشوائيتها .الامر موكل الى التاجرات الافاضل .الاسعار في الصعود والحجوزات في حالة ضغط مستمر .

تجارة موبوءة أعراضها الجشع وقلة القناعة وفيروسها المال ،أما علاجها فلنضع حد لابد ان توضع الية وقوانين ،لابد من التفاتة من وزارة العمل والعمال ووزارة التجارة ووزارة الخارجية ايضا ان امكن ،الوضع ما عاد يحتمل نحن في حاجة لهن ،ولكن في حدود المنطق والعقل وبعيدا عن الابتزاز والطمع .أنجدونا منهم وساعدونا للقضاء والتغلب عليهم ….أرجوكم أرجوكم ام عاملة مستنزفة .