الكتاب

حياة مجهولة | بقلم : عبدالله الناشري

من طبيعة الحياة أن يوجد بها الكثير من الأخطاء فيخرج الإنسان عن الطريق الصحيح أو الطريق السليم ويقع في الأمور المحظورة قانونا ونظاما كما أنها محرمة شرعا ، فالأولى تعاقب عليها أنظمة الدولة والثانية فعقابها لدى المولى عزوجل ، ولكن ما إذا تغير حال هذا الإنسان المخطىء داخل المؤسسات العقابية ؟ وقد عزم على التوبة والعودة إلى الطريق الصحيح ، فالكثير من الأشخاص في مجتمعاتنا ينظرون إلى الشخص المخطىء بتلك النظرة الإجرامية التي تظل راسخة في العقل لاتتغير فهو بأعينهم ذلك الشخص الذي لانفع له بالحياة فلايصلح لعمل أو تعليم أو نسب أو حتى زمالة فتصرفاتهم نحو هذا المخطىء تصرفات ليست بالمقبولة فهم بدورهم يخشون التقرب منه أو إعطائه الفرصة ، وهم لايدركون هل هذا الخطأ الذي وقع به هل كان بفعله أم بفعل غيره ؟ فإن كان بفعله فقد تاب وأعطى لنفسه مرحلة وحياة جديدة نحو المستقبل فنحن بالنهاية لانعلم مابالنوايا وخفايا الصدور وإن كان بفعل غيره فقد يكون مظلوما فيصبح بهذه النظرة متهالك الشعور كون أن مايخفيه بداخله لايعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ،وقد ذكر الله في كتابه الكريم في سورة الأنفال الآية 29 (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُوالْفَضْلِ الْعَظِيمِ(( ﴿٢٩﴾

فالله سبحانه وتعالى رحيم بعباده غفار عن أي معصية وإثم ، فكيف لنا كمجتمع وكأرواح بشرية خلقها الله سبحانه وتعالى أن لانعطي هذا الشخص تلك الفرصة التي تعيده إلى المجتمع وتذهب به إلى الطريق الصحيح ، كما ذكر الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله (( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله وأستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون )) سورة آل عمران آية (135)

فنظام المؤسسات العقابية نظام تأهيلي في وقتنا الحاضر فيه من التعليم وبه من المهن ومن التأهيل الذي يكفي لتغيير أي شخص داخل هذه المؤسسات العقابية ، مؤهلا تأهيلا كاملا لإعطائه فرصة نحو المستقبل في هذه الحياة ، فعن عمر إبن الخطاب رضي الله عنه أنه عندما يسجن الناس كان يقول لهم جملة جميلة (( إسجنه حتى أعلم له توبة )) فالهدف من هذه المؤسسات العقابية هي الردع عن إرتكاب مثل هذه الجرائم المتواجدة في أي مجتمع في المستقبل وأن هذا الشخص قد تاب وانصلح فمن الأحرى علينا كمجتمع أن نحسن الظن في من قد أرتكبوا أخطاء وتابوا عليها وعادوا إلى الطريق الصحيح ومن الأفضل مساعدتهم نحو هذا الطريق ومن الأفضل مد يد العون إليهم في جميع نواحي الحياة من تعليم ومهن ونسب أو أي كان من الفرص فهم بحاجة إلى هذه النظرة لكي يسلكوا الطريق الصحيح ولكي لايعودوا إلى أي جرم قد يضر بالمجتمع بأكمله ، وفي النهاية جميعنا كبشر لسنا بمعصومين من الأخطاء ،كما قال الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم (( كل ابن آدم خطأ وخير الخطائيين التوابون )) .

____________

عبدالله الناشري

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى