الكتاب

عالمي الأسود | الكاتبة رهف الدويش #مقالات_الجبيل_اليوم

غارقة في عالم السواد لا ترى شيئًا ، ما هو اللون الأحمر والأصفر ؟ لا تستطيع حتى أن تتخيله !
عمياء منذ نعومة أظافرها ، شعرها المصفف بطريقة جميلة فستانها الزهري نظارتها السوداء التي لا تفارق عينيها ، لا تستطيع رؤية ما حولها ، تعتمد كل الإعتماد على سمعها.
تعرف ما هو الكتاب وما هي الملعقة وما هو القلم مجرد كلمات ، تستطيع لمسها ولا تستطيع رسمها في مخيلتها وإن رسمتها فبطريقتها الخاصة.
تحب الجلوس بحديقة منزلها الكبير ، تسمع والدتها تصف لها ألوان الزهور ، وردي مُحمر وأزرق مموج كأمواج البحر ، وزهرٌ أبيض ناصع بعكس عالمها الأسود.
لم تفارق الإبتسامة محياها ، كانت متفائلة ، أستطيع أن أرى وأن أصف ألوان الأزهار كما تصفها والدتي ، لم تيأس كلما سمعت عن طبيب بارع ذهبت إليه لعل الحلم يتحقق ، ذات يوم ذهبت إلى طبيب ذاع صيته وكانت البسمة التي لم تفارقها تبشر أنها ستبصر عما قريب.
حان الموعد دخلت غرفة العمليات استغرقت العملية ثلاث ساعات الأهل يترقبون ، خائفون .. خرج الطبيب بشرهم بنجاح العملية ، بعد اسبوع سيبعدون الشاش عن عينيها لترى النور .
كانت الفتاة تودّع عالمها الأسود عاشت معه كثيرًا جاء الوقت الذي تهاجر الظلام وتعيش بعالم الألوان كما تسميه ، كان قلبها يخبرها أنها ستبصر وترى العالم بطريقة أجمل.
مرت أيام الأسبوع كسنه بالنسبةِ إليها كانت متحمسه للنور ، أبعد الطبيب الشاش عن عينيها سيطرت عليها مشاعر الخوف ماذا لو فتحت عينيها ولا زالت بعالم السواد !
استمدت قوتها من يد أمها التي كانت تمسكها بقوة ، فتحت عينيها ببطء كانت في ذهول مما تراه يسألها الطبيب أترين شيئًا ؟ لم تجبه وما زالت شاردة ، كرر السؤال عليها ، ابتسمت وقالت : لا ، لقد حُكم علي أن أبقى بعالمي الخاص للأبد.
” تقبل أمورك بإبتسامة وأنظر لها من الجانب المشرق و إن كان صغيرًا لأن بذلك ستكون أخف وطأةً على نفسك” .

 

_____________

رهف الدويش

الثانوية الثانية بالجبيل

 

‫6 تعليقات

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    مقال ممتاز لإبنتنا رهف

    حفظها المولى عز وجل وبارك فيها و جعلها بارة بوالدبها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى