لماذا لا تتزوجُ الثانية؟ .. بقلم / عطية الزهراني

بقلم / عطية الزهراني
{الثانية… قرار الرجال حين تقترب الحياة من منعطفها الهادئ}
لا يخلو أي مجلس — خصوصًا حين يقترب أحدهم من التقاعد — من الحديث عن الزوجة الثانية. حديثٌ تتباين فيه الآراء بين مؤيّد ومعارض، بينما الأغلبية تتحدث عنه كأمنية عابرة… حديثٌ يُقال ثم يُنسى. لكن خلف هذا الصخب، هناك رجلٌ صامت، يقترب من تقاعده المبكر، يخطط بهدوء… بعيدًا عن الأضواء.
في الآونة الأخيرة، يرى البعض أن الزواج الثاني أصبح أكثر فائدة من السابق، خاصة بعد أن أصبحت المرأة تقود السيارة وتتحمّل مسؤوليات البيت والتنقل؛ مما يجعلها — في نظرهم — سندًا حقيقيًا.
أحدهم يروي قصةً لافتة: زوجته الثانية هي من أنقذته حين ألمّ به وجعٌ منتصف الليل، فسارعت بنقله إلى المستشفى في الوقت المناسب.
مشهدٌ يختصر فكرة “العون” التي يبحث عنها كثيرون.
من منظور البعض، الزوجة الثانية ليست فقط شريكة حياة، بل دعمٌ إضافي، وراحةٌ نفسية، ومصيرٌ جديد. وقد تتحوّل — من حيث لا يشعر أحد — إلى منافسة إيجابية للزوجة الأولى، فتسعى كل واحدة لتقديم الأفضل، وينعكس ذلك حتى على الأبناء والبنات في دراستهم، وسلوكهم، وعلاقاتهم، وأعمالهم، ومستقبلهم.
ومهما تعددت الآراء وتنوّعت الرؤى، يبقى القرار الأخير بيد من يملك الصحة والقدرة المادية.
هذان العنصران وحدهما من يرفعان كفّة الميزان، حين يأتي وقت اتخاذ القرار الذي لا يحتمل إلا الصراحة مع النفس قبل كل شيء.


