الكتاب

مدارسنا والتعلم النشط

انطلاق التعلم النشط في الميدان التعليمي التربوي انطلاقة قوية بالتطبيق المتسع ,حيث اصبحت كثير من مدارسنا بمسمى المدارس النشطة وذلك نظرا للمتغيرات التطويرية في العملية التعليمية بالميدان التربوي حين تغير المفهوم إلى تكوين مدلول معين وهو ( أن الطالب أصبح محور العملية التعليمية ) وإليه يسعى الجميع في تحقيق أهداف معينة فالوزارة تسعى جاهدة الى تطبيق المشاريع التطويرية المختلفة لتعمل الإدارات التعليمية الى تطبيقها في الميدان بالمدارس كل ذلك من أجل الطالب ,والمدارس تعمل  بكل جهدها للوصول إلى تحقيق هذه الاهداف المأمولة من أجل بناء شخصية الطالب من جميع النواحي , ويقول قائل لماذا كل هذا ؟ فيكون الرد إن هذا الطالب هو عماد المستقبل وهو القائم على بناء الأمة القادمة فينبغي أن يكون الاهتمام به جلياً ووضع كل ما يمكن لبناء شخصيته على الوجه الأكمل بإذن الله وحتى يكون مسلحا بسلاح العلم الصحيح والدين القيم قادراً على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقة بكل اقتدار . لذلك كان ولابد أن يظهر الاهتمام به كشخصية متكاملة وعلى حده فمنذ ان وضعت الوزارة اهتمامها بالتعلم النشط وتبنته في الميدان إلا وقد كان شعلة تضاء في كل مدرسة وقادة بالعلم وأساليبه وطرائقه المتعددة في تطبيق الاستراتيجيات الحديثة حيث وضع المتعلم في صلب العملية التربوية الحديثة وتحت المجهر فحددت الاطارات التعليمية للنظر إلى إمكانيات الطالب ومعرفه خبراته ومهاراته واهتماماته حتى يكون الاتجاه منها في اتخاذ الاساليب المساعدة والممكنة التي يختارها المعلم في طريقة تدريسه ليتفاعل معها الطالب بالشكل المناسب وحتى يصبح التعليم عملية بنائية مفهومة واضحة المعالم لديه ليصل إلى أقصى ما يمكن من الجودة التعليمية ,فبدأت المدارس بتحسين البيئة المدرسية والصفية للطالب وفق ما هو معد للرقي بمستواه وأبدت الوزارة  استعداد غير مسبوق في السعي إلى جني الثمار من تطبيق هذا التعلم النشط لما له من اثر كبير نحو التنمية السليمة لشخصية الطالب.

فمن بوادر هذا التطبيق التكوينات الشخصية للطلاب التي ظهرت لمواجهة التحديات والصعوبات  على المستوى العالي في المشاركات العالمية والدولية والإقليمية والمحلية بخروج كثير من المواهب الطلابية الشابة في الميدان نحو المنافسات العديدة بالألقاء والمناقشة والحوار والاستماع الهادف والملاحظة السريعة والتفكير الهادف الواعي الابداعي وبراءات الاختراع المتعددة . وأصبح كثير من ابنائنا يمارسون العديد من الخبرات بأنفسهم  واصبح دور المعلم أن يكون المرشد والموجة والمساند له في العملية التعليمية , ومن نتائج ذلك أيضا إنه من بدء تطبيق هذا التعلم تم ضخ طلاب وطالبات متميزين في التعلم وحصد كثير من الجوائز التعليمية خير دليل على ذلك فالنتائج تبشر بالخير ولله الحمد ,فها نحن نحصد بعض الثمرات اليانعة , والميدان التربوي مازال ينتظر الكثير من التجهيزات القادمة المعينة على السعي قدما في تحقيق الأهداف حتى تكون الحصيلة أعلى وأوفر لابد من النظر بعقلانية إلى النواقص في التجهيزات والاستعدادات وسرعة إيجادها , فالمعلمون يبذلون قصارى جهدهم للوصول الى تحقيق الطموحات في دعم الطالب المسلم بكل الإمكانيات , لذلك من حق هؤلاء المعلمين ان تتوافر لهم جميع ما يساعدهم على ذلك من حيث توفير المباني المدرسية المؤهلة بالتجهيزات المختلفة والتقنيات الحديثة بكل ملحقاتها في المدارس بدء من الشبكة العنكبوتية كما ان تجهيز المعامل والفصول بالوسائل التعليمية الحديثة يوفر الوقت والجهد وتقنين عدد الطلاب في الفصول يعطي المعلم القدرة على عطاء كل ذي حق حقه من الطلاب مع العمل على تذليل الصعوبات أمام المعلمين في اعداد أنصبة الحصص الدراسية إلى ما يتناسب وكم المادة العلمية وهذا من أهم الاشياء التي يسعى لها المعلمين ,كما إن تقليل تكليف المعلم  بأعباء العمل الكتابية والأنشطة الروتينية التي تقف حجرة عثرة في الطريق ينبغي اجتيازها بالتخطيط السليم والهادف للوصول إلى التطوير في العملية التعليمية بدقة , فالمعلم ليس اداة ميكانيكية وإنما فكر ومشاعر وأحاسيس يتعامل مع بشر لهم نفس ما هو فيه من المشاعر فينبغي النظر لها بعين الاعتبار ,فهو المزارع الذي يزرع لنحصد نتائج زرعه في السنوات القادمة فله الحق ان تتوافر لديه جميع الامكانيات والقدرات والمهارات التي يوظفها من أجل طالب اليوم ورجل المستقبل وعماد الأمة المقبلة .

__________________________________

المشرفة التربوية/ أ نورة صقرالسبيعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى