وكيل كلية الفيحاء د. محمد مصلح: التعليم الجامعي ليس شهادة فقط بل رحلة لبناء الشخصية وصقل المهارات

حوار – ريم الدوسري
في إطار حرص صحيفة “جيل اليوم” على تسليط الضوء على الكفاءات الأكاديمية المتميزة التي تسهم في تطوير التعليم العالي، كان لنا هذا اللقاء مع الدكتور محمد عبداللطيف سعيد مصلح، أستاذ مساعد في علوم الحاسوب ووكيل كلية الفيحاء الأهلية للشؤون الأكاديمية. د. مصلح يحمل خبرة أكاديمية وإدارية ثرية، إذ حصل على درجة الماجستير والدكتوراه من الهند ، وتدرج في عدد من المناصب القيادية في جامعة سبأ قبل أن ينتقل للعمل في المملكة العربية السعودية.
في هذا الحوار، نتعرف على محطاته الأكاديمية، وأبرز مسؤولياته في كلية الفيحاء، ورؤيته المستقبلية لتطوير الشؤون الأكاديمية.
▪ في البداية، نود أن نعرف القارئ أكثر على شخصكم الكريم، فهل ممكن أن تحدثنا عن خلفيتكم الأكاديمية والمهنية؟
أنا د. محمد عبداللطيف سعيد مصلح، أستاذ مساعد في هندسة وعلوم الحاسب. حصلت على درجة الدكتوراه في علوم الحاسوب من الهند ، والماجستير من نفس الدولة، إضافة إلى البكالوريوس في نظم المعلومات الحاسوبية من جامعة سبأ مع مرتبة الشرف الأولى. بدأت رحلتي الأكاديمية منذ سنوات البكالوريوس من خلال تقديم محاضرات تطوعية لزملائي، ثم عملت في جامعة سبأ محاضرًا، وانتقلت بعدها لإكمال الدكتوراه في الهند حيث مارست التدريس أيضًا. شغلت في جامعة سبأ لاحقًا مناصب مثل رئيس قسم تقنية المعلومات ونائب عميد كلية الحاسب، ثم انتقلت إلى المملكة العربية السعودية حيث عملت في جامعة الملك سعود، وبعدها التحقت بكلية الفيحاء.
▪ كيف كانت بدايتكم في كلية الفيحاء الأهلية، وما هي أبرز المحطات التي مررتم بها حتى توليكم إدارة الشؤون الأكاديمية؟
التحقت بكلية الفيحاء في بداية مراحل التأسيس كأستاذ مساعد، وكُلفت في الوقت نفسه بإدارة القبول والتسجيل.
لاحقًا توليت إدارة النظام الأكاديمي وتطويره وتشغيله بكفاءة، وهو ما أتاح لي خبرات واسعة في التخطيط الدراسي والإرشاد الأكاديمي وتنظيم الأعباء التدريسية والجداول الدراسية. بفضل هذه التجارب، حظيت بثقة إدارة الكلية وتم تكليفي بمنصب منسق الشؤون الأكاديمية بعد ذلك منصب وكيل الكلية للشؤون الأكاديمية.
▪ ما هي أبرز المهام التي تقع على عاتق إدارة الشؤون الأكاديمية داخل الكلية؟
تتولى الإدارة مسؤولية الإشراف على المناهج والخطط الدراسية وضمان توافقها مع معايير الاعتماد الأكاديمي. كما تعمل على تنظيم الجداول الدراسية والاختبارات، متابعة الأداء الأكاديمي للطلبة، دعم المتعثرين، وتقييم أعضاء هيئة التدريس، بالإضافة إلى إعداد تقارير للإدارة العليا.
▪ كيف يتم التنسيق بين الأقسام الأكاديمية المختلفة لضمان جودة العملية التعليمية؟
يتم عبر لجان متخصصة مثل لجنة المناهج، لجنة الامتحانات، ولجنة الجودة والاعتماد الأكاديمي. كما تُعقد اجتماعات دورية للأقسام لمناقشة التداخلات أو التحديات، إلى جانب تنسيق استخدام القاعات والمعامل والموارد البشرية المشتركة.
▪ ما هي المعايير التي تعتمدها الكلية لاعتماد البرامج الأكاديمية الجديدة؟
تعتمد الكلية في اعتماد البرامج الأكاديمية الجديدة على معايير واضحة تضمن مواءمتها مع التوجهات الوطنية ومتطلبات الاعتماد الأكاديمي؛ حيث تُراعى أولاً درجة توافق البرنامج مع رؤية المملكة 2030 وخطط التنمية الوطنية، ثم انسجامه مع رؤية ورسالة الكلية وأهدافها الاستراتيجية. كما تؤخذ في الاعتبار حاجة سوق العمل المحلي والوطني، ومدى جاهزية الكوادر الأكاديمية والبنية التحتية والتجهيزات التعليمية، إضافة إلى مواءمة المحتوى الأكاديمي مع معايير الجودة والاعتماد، مع التأكيد على إعداد دراسة جدوى مالية وإدارية متكاملة لضمان استدامة البرنامج وفعاليته.
▪ كيف يتم تقييم أداء أعضاء هيئة التدريس؟ وهل هناك برامج تدريبية لتطوير قدراتهم؟
يتم التقييم وفق معايير تشمل جودة التدريس، الالتزام بالحضور، تحديث المحتوى، البحث العلمي، خدمة المجتمع، والمشاركة في الأنشطة الجامعية. كما تعمل الكلية على توفير برامج تدريبية لتطوير مهارات التدريس والبحث والتقنية.
▪ ما هي جهود إدارة الشؤون الأكاديمية في دعم الطلاب أكاديميًا، خصوصًا في السنوات الأولى من الدراسة؟
نركز على الإرشاد الأكاديمي المبكر، وبرامج التهيئة الجامعية، والمتابعة المستمرة لأداء الطلاب. كما نقدم خطط دعم للمتعثرين، ونوفر ورش عمل في مهارات الدراسة، إدارة الوقت، والاستعداد للاختبارات.
▪ هل هناك نظام للإرشاد الأكاديمي؟ وكيف يتم تطبيقه داخل الكلية؟
نعم، يُطبق النظام من خلال تعيين مرشد أكاديمي لكل طالب، مهمته توجيه الطالب في اختيار المقررات، متابعة أدائه، وتقديم الدعم اللازم عند التعثر.
▪ هل لدى الكلية خطط للتوسع في التعليم عن بعد أو التعليم المدمج في المستقبل القريب؟
بالتأكيد، فالكلية تسعى إلى التوسع في التعليم المدمج عبر الجمع بين المحاضرات الحضورية والتعلم الإلكتروني. يجري تدريب أعضاء هيئة التدريس على تصميم محتوى رقمي متكامل، مع تطوير منصات ذكية لإدارة التعلم.
▪ ما هي أهم إنجازات الكلية فيما يخص الاعتماد الأكاديمي والجودة؟
حققت الكلية تقدمًا ملموسًا في مواءمة البرامج مع معايير الجودة، وتوثيق العمليات الأكاديمية، وتحديث الخطط الدراسية بما ينسجم مع متطلبات سوق العمل، بالإضافة إلى تعزيز ثقافة الجودة داخل المجتمع الأكاديمي.
▪ ما هي رؤيتكم المستقبلية لتطوير الشؤون الأكاديمية خلال السنوات القادمة؟
نطمح إلى التحول الرقمي الكامل في جميع الخدمات الأكاديمية، تطوير التعليم المدمج، تخصيص خطط متابعة شخصية للطلاب، تعزيز مواءمة المخرجات مع سوق العمل، وتطوير الإرشاد الأكاديمي ليكون أكثر فاعلية واحترافية.
▪ أخيرًا: ما هي رسالتكم لطلاب كلية الفيحاء، خصوصًا في ظل التحديات التي تواجه التعليم العالي؟
أقول لهم: التعليم الجامعي ليس مجرد شهادة، بل رحلة لبناء الشخصية وصقل المهارات. اجعلوا من التعلم عادة مستمرة، واعتبروا التحديات فرصًا للتطور. تفاعلوا مع بيئتكم الجامعية، وكونوا قدوة في الالتزام والأخلاق.
أنتم مستقبل هذا الوطن، ونحن في الكلية معكم ومن أجلكم، نعمل لنمنحكم تجربة تعليمية متكاملة تمهد لكم طريق النجاح.
وهنا نختم اللقاء مع د. محمد مصلح كنموذجًا للأكاديمي الذي يرى في التعليم الجامعي رحلة لبناء الإنسان قبل أن يكون شهادة. برؤيته المرتبطة برؤية المملكة 2030، وإيمانه بالتحول الرقمي والتعليم المدمج، يؤكد أن كلية الفيحاء ماضية نحو مستقبل أكاديمي واعد، كما أن دعوته للطلاب إلى جعل التعلم عادة مستمرة تضعه في موقع الموجه والقدوة.