الكتاب

إنه قدري || بقلم هيفاء الربيع

ها أنا ذا أجلس على الأريكة الضخمة. أ تأمل الأثاث الراقي.أتفحص كل زاوية ولوحة معلقة على الجدران. والورود المدفونة في قلب خزفية صامتة….
آه كان من المفترض أن يكون هذاالبيت لي بل مملكتي.
كم أشعر أنني امرأة حاقدة متمردة منافقة!!!
تسللت إلى قلب (منيرة)بكل سهولة ويسر لأتشرب كل أسرارها مع (سامي )كان المفترض أن يكون زوجي. ولكن بعد أن تم عقد القران وأعلن للملأ أنه زوجي جاءت قوانين القبيلة حائلا بيني وبينه!
أنا ذات حسب ونسب وابنة الشيخ (ناصر) الذي ينتمي بعروقة وجذورة إلى أساس قبلي ذي شأن كبير، بينما (سامي) ليس كذلك
صرخت بكل ماأملك من صوت أنثوي خافت :هل يتم الطلاق من أجل أنه لاينتمي إلى أصل قبلي؟!!!
أهلي هل ترضون بلقب (مطلقة )مقابل تحقيق رغباتكم.
ذلك ماقام (راشد)بدسه في القلوب والأذهان؛ (لمياء)لايمكن لها أن تتزوج(سامي)!!
صمتت كل طبول الفرح، تحولت الزغاريد إلى زعيق ونعيق.
لم أسمع حينها إلا صدى البكاء المرير وآهات الحب الذي لابد أن يدفن حيا.
هكذا هم الرجال ؛عليهم وأد مايسمى بصوت الأنوثة،وأجسادهن أيضا.
وقفت في منتصف الطريق ضائعة…. تائهة….حائرة.
هل أعود إلى الوراء
ولكن القهر قد ولى وانقضى،وأمامي أحزان ومتاعب تتعاهد قلبي بالمضي قدما نحو الأمام.
آه…..كم أنا تائهة بين قلبي المحب وحقيقة القدر!
كم أنا حائرة بين حمامة قلبي التي تجنح نحو المغيب وحقيقة حياتي التي تمضي نحو الغد المجهول؟
بل هي وصمة عار في جبين القبيلة بأكملها.
لكن (سامي)زوجي عقدا وشرعا؛ وفارس حلم طال انتظارة كثيرا.
(منيرة)تربت على كتفي،ترميني بنظرة حائرة لماذا يالمياء حزينة؟
ألجم حزني ألوذ بين عاطفتي فرحي وحزني بابتسامة صفراء باهتة وهناك في داخلي لوم عنيف يطرق حنايا القلب والجسد كيف أتيت إلى هنا؟
لمياء….الشاي سيبرد
أكفكف الحزن… أدفن الدموع التي كادت أن تسقط لولا أنني قاومت لحظة الضعف لجعلتني أعترف أمام منيرة بأنني طليقة (سامي).
منيرة إنسانة طيبة القلب. مرحه. متواضعة. بسيطة.في هندامها تمتلك ملامح هادئة خالية من أدوات مصطنعة. وأنا أخفيت عنها حقيقة الماضي وبقيت معها في المكان نفسه الذي يعيش فيه سامي لأرى صورته في كل زاوية بمنزلة.
إنه إنسان يحمل كل معاني الرجولة. رجل ناجح.طموح.متعلم.
قبل أن أخرج أدفن يد منيرة بطاقة زواجي، وفي داخلي نزف عميق، لا تستطيع قوانين القبيلة دفن أثر الجرح الغائر.
ولكن رجاء لذاتي المنهارة لعل الأقدار غدا تخبرني بخير.
———–
بقلم هيفاء الربيع سدير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى