الإعلامية ” هالة رضا ” تكتب | سحر الكلمة

تتواتر الأفكار والخواطر لدي يوميا ولكنى عندما أشرع بالكتابة أجد نفسى أفكر كثيرا ماذا أكتب ؟ وما الفكرة التى تستحق أن أكتبها خصوصا اذا شعرت أن أحدا ما سوف يقرأ ما كتبت فاحتراما لهذا القارئ أحاول أن أنتقى أجمل الأفكار وأروع الخواطر وأعذب الكلمات وهنا شعرت بأهمية الكلمة ومدى تأثيرها فاذا كنت ما اسطره الان هو عبارة عن مجموعة من الكلمات وان كان طريقى للحوار مع العالم الخارجى يأتى عن طريق الكلمات فلماذا لا أفكر فى معنى الكلمة وما تحمله من مدلول وما تحمله من آثر ومعنى قريب كان أو بعيد فرب كلمة يقولها طبيب تطمئن مريضا وتذهب عنه الروع وتخفف عنه الألم ورب كلمة اخرى تهوى به فى الأوجاع والأسقام والعلل ما علمنا منها وما لم نعلم .ولذلك فقررت ان اتامل آيات القرآن الكريم التى لا شك انها عبارة عن مجموعة من الكلمات ايضا وهذا دليل واضح على عظم الكلمة ولو نظرنا الى تعليم الله آدم الكلمات ليتوب عليه {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } البقرة) وفى هذا بيان واضح عن معنى الإعتذار والتوبة والإعتراف بالخطأ فهو أول خطوة على طريق النجاح والفلاح . ولما كان للكلمة الطيبة من أهمية كبيرة جدا حيث ضرب الله بها مثلا حين قال ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)﴾ ولذلك أحببت ان ابحر فى بحر الكلمة الطيبة فوجدتها دائما فى المقدمة حيث أمر الله سبحانه وتعالى نبيه موسى أن يذهب الى فرعون ويكلمه باللين واللطف لا بالشدة والعنف حيث قال تعالى ( فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) هذا عن الكلمة الطيبة واثرها الجميل فماذا عن الكلمة القوية ذات البرهان والدليل فوجدت أروع مثل لهذا فى قصص سيدنا إبراهيم حين قال تعالى (( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)) البقرة .فيا لهذه الكلمة التى من قوة أثرها وبرهانها بهت الكافر فالكلمة ذات التأثير القوى وذات الدليل الواضح لا تعطى فرصة للجدال ولا تترك مجالا للخرافات . وفى موضع آخر للكلمة القوية فى قصص سيدنا موسى عليه السلام حين سأله فرعون ((وما رب العالمين )) الشعراء فأجابه موسى إجابة قوية مستخدما كلمات واضحة عالية التعبير (( قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24)”)) الشعراء. كما أن الله سبحانه وتعالى جعل الدعاء هو مخ العبادة وما هذا الدعاء غير مجموعة من الكلمات العظيمة (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)) غافر .كما ان الكلمة هى وحده بناء الحوار وهى التى تحدد مساره وتحدد ما اذا كان الحوار هادفا و بناءا أم لا وهنا تعملت أن الكلمة نور حين قرأت حوار الامام الحسين مع الوليد حاكم المدينة حين قال له الوليد فلتقل بايعت واذهب بسلام إلى جموع الفقراء فلتقلها ما ايسرها إن هى إلا كلمة حينما كان يريد منه ان يبايع يزيد بن عبد الملك بن مروان فقال الإمام الحسين كبرت الكلمة وهل البيعة إلا كلمة وما دين المرء سوى كلمة

مفتاح الجنة في كلمة

ودخول النار علي كلمة

وقضاء الله هو الكلمة

أتعرف مامعني الكلمة؟

الكلمة لو تدري حرمة

زاد مذخور

الكلمة نور

وبعض الكلمات قبور

بعض الكلمات قلاع شامخة

يعتصم بها النبل البشري

الكلمة فرقان مابين نبي وبغي

بالكلمة تنكشف الغمة

الكلمة نور ودليل تتبعة الأمة

عيسي ماكان سوي كلمة

أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين

فساروا يهدون العالم

الكلمة زلزلت الظالم

الكلمة حصن الحرية

إن الكلمة مسؤلية

إن الرجل هو الكلمة

شرف الله هو الكلمة

الكلمة نور

وبعض الكلمات قبور

سأظل ابحث فى الكلمة فهى البداية والنهاية وهى العلوم والفنون وهى الابداع وهى الحياة وسرها يكمن فى معناها وخير الكلمات هى الكلمة الطيبة وأصدق الكلمات هى التى تصل الى القلب وهى الوسيلة للتعبير والتواصل الناجح بين الشعوب فاللهم احلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى اللهم اجمع أمتنا على كلمة الحق .