الكتاب

البيئة أمانة الكاتب : ( سلطان المطيري )

 

قال سبحانه وتعالى في سورة الأحزاب  ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها  وحملها الإنسان إنه كان  ظلوما جهولا)

في نهاية الأسبوع موعد مع الأولاد في رحلة برية. منوعة بين الشواء وركوب الدبابات. بدأت الرحلة من (السوبر ماركت )أخذ ما يريد وما لا يريد مشروبات مأكولات ما لذ وطاب. وصل المكان. تفاوض و صاحب الدبابات اتفقا لمدة ساعتين اختار مكانه. أولاده يحرثون الأرض هو وزوجته يحتاران في الأكل والشرب فمرة قهوة ومرة شاي ومرة تمرة ومرة بطاطس ومقليات ومشويات ومعجنات كل شيء ولا غرابة  هو يرمي بقايا طعامه في جهة وهي ترمي في الجهة الثانية انقضت الساعتان. نادى أولاده. استعدوا للعودة يا أبنائي. الأب يناديهم . (يالله ياعيالي مشينا ولا تنسون نظفوا السيارة لا تتركون شي ارموها بالأرض بسرعة )غادر المكان مبتسما  هو وعائلته لكن ماذا ترك خلفه؟. وماذا فعل بالأرض؟ ترك جالون ماء وعلب فارغة وشبه فارغة وفحم وحطب وبطاطس وأكواب ورقية وبلاستيكية وكل شيء لقد دمر البيئة وخرب الأرض بفعلته

وبعد عام عاد المخرب لنفس المكان فوجد الأرض خراب قد خربها جاهل يشبهه. غضب وقال ( ياخي حرام عليكم ليه توصخون الأرض كذا (

ألم نقل لكم لقد قــتل الأرض مرتين ؟

هذا هو حالنا نرمي من العلب البلاستيكية والحديدية والقاذورات وكأن الأرض قمامة كبيرة ولا نبالي ننفعل الأفعال وننقدهـا نلقي اللوم على غيرنا وننسى أنفسنا

نريد منتزهات نظيفة ونحن ندمرها بأفعالنا

وفي نفس الوقت نسأل نفس السؤال لماذا الأرض غاضبة ؟لماذا العشب يموت؟ لماذا الأشجار يابسة ؟ لماذا لم نعد نجد مكانا نظيفا ؟

 

لأن الأرض تنحر مرتين

 

 

سلطان المطيري

‫2 تعليقات

  1. مقال يحكي واقعنا
    كم قابلنا من أمثال هذا العابث
    ولكن عبثه لن يثنينا عن تفعيل دورنا
    بتوعية الأجيال التي نحمل هم تربيتها

    شكراً لك على مقالتك
    لفتة رائعة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى