التطوّع مابين الإستغلال والتميّز

ناصر الشهري
رائع وجميل أن ترى ثقافة التطوع وقد بدأت بالإنتشار بل وقد ساهمت وسائل التواصل الإجتماعي في ظهور عدد كبير من الفرق والمبادرات التطوعية في كل أنحاء المملكة.
ولكن الغريب في ذلك هو استغلال هذه الكلمة (التطوع) في سلب جهود المتطوعين في غير مجالات التطوع من أفراد ومؤسسات تلمع صورة التطوع في قالب من الاستغلال وتوفير المال في تنظيم الفعاليات والمناسبات رغم أن التطوع أسمى من أن تكون غايته المال أو المصالح الشخصية.
يمكن لنا أن نضع تعريفًا مناسبًا لمعنى (التطوع) وهو أن يكون عملًا دون مقابل يُرجى به الأجر والمثوبة من الله وبكامل ارادة صاحبه دون ضغوط خارجية يرد بها جميل وطنه ومجتمعه بما يملكه المتطوع من امكانيات سواءً من علم أو معرفة أو وقت أو جهد أو مال. ومالا يدركه الكثير حول التطوع أنه من أجمل ما يمكن أن يقوم به الفرد في حياته فهي نابعة من عطاء داخلي ورغبة جامحة في تقديم مايمكن تقديمه من هذا المتطوع لغيره.
كثيرًا سنجد تلك الكتب المتنوعة والمقالات المتفرقة عن التطوع وسماته والتطوع ومهاراته ولكن هل كان التطوع حديث عهد بنا ! بالطبع لا.
لقد عُرف التطوع من قبل الإسلام في بذل المساعدة لمن يحتاج وفك النزاعات بين المتخاصمين وسقاية الناس في بيت الله الحرام وفي كل دول العالم المختلفة ولكن الإسلام أتى ليعزز هذه القيم بشريعة تحث على الخير والعطاء وأصبح التطوع موجودًا بيننا بنوعيه الفردي والجماعي.
اليوم نجد كثيرًا من الناس يتطوع بعلمه عبر مواقع التواصل الإجتماعي ويتطوع بوقته في مساعدة الناس والجمعيات الخيرية والمنظمات الغير ربحية وقد تطور الأمر كثيرًا حتى رأينا التطوع في صورة فرق تطوعية تساهم بشكل كبير في خدمة الوطن والمجتمع وأصبحت هذه الفرق على قدر عالي من الإحترافية والتميز.
نعم لايمكن إنكار ماتقوم به كثير من الفرق التطوعية من استغلال التطوع في تلبية مصالحها الشخصية وربما وصل الأمر أن تكون المصلحة الأكبر لمؤسس الفريق على حساب بقية الأعضاء وهذا مانسميه باستغلال التطوع داخل المنظمات والفرق التطوعية ولايمكن بالطبع اغفال الأمرالآخر باستغلال المتطوعين من قبل الجهات والمؤسسات الأخرى.
المتطوع هو الهبة الربانية للوطن والمجتمع ولايمكن أبدا أن نطور من أفكارنا التطوعية دون دعم وتكاتف بين جميع من يملك مقومات التطوع بكل أنواعه.
وطننا الغالي وفي طموح رؤيتنا 2030 والتي تسعى لتطوير مجال العمل التطوعي وزيادة عدد المتطوعين إلى مليون متطوع قبل نهاية عام 2030 وعندها سنجد أننا نسعى بكل جهد أن نساهم في تحقيق هذه الرؤية عبر استحداث أفكار جديدة غيرتقليدية والتوجه لأفكار أكثر استدامة ومحفزة لكل من يتطوع بها.
الكثير من المتطوعين ينادي بأن يكون هناك منصة وطنية للتطوع في وطننا الغالي يساهم بها قادة العمل التطوعي الميداني الحقيقي وتكون مضلة لكل عمل تطوعي وحساب ساعات التطوع بكل احترافية ودقة وأن ننتهي من مسألة المعاداة الامنطقية للفرق التطوعية وقادتها عند طلب لجهة حكومية أو خاصة لغرض عمل مبادرة تطوعية تخدم وطننا ومجتمعنا وأن تتيسر هذه الأمور لاحقًا عبر اعتراف حقيقي بمايقوم به المتطوعين من عمل رائع في كل مجالات التطوع.
علينا اليوم أن نكون أكثر واقعية في أفكارنا التطوعية وأن نساهم بشكل كبير في نشر هذه الثقافة في أبسط صورها وأن نبتكر برامج تطوعية في مجال العلوم والمعرفة وتحفيز الشباب ومساعدتهم على التوظيف والكتابة في مجالات العلوم المختلفة وأن نركز كذلك على مجالات الخطابة واللإلقاء ومهارات التخاطب مع الجمهور وأن نتنوع كذلك في مجالات الرياضة والصحة العامة.
إن دور التطوع ليس مقتصرًا على جهات تطوعية وأفراد وحسب بل يتوسع الأمر ليشمل كل مؤسسة وجهة حكومية في أرض هذا الوطن وأن يكون التكاتف من الجميع لنبذ الشللية في مجال التطوع ونبذ الإحتكار والعمل على هدف واحد وهو تحقيق رؤيتنا وإيصال الرسالة السامية من التطوع لكل أفراد المجتمع بدًا من التعليم في مراحله الأولية للطلاب والطالبات وتعزيز هذه القيم في حصص النشاط الطلابي وخارج أوقات العمل الرسمية.
نعم نحن في تحدي كبيرفي هذا المجال الغير ربحي والتطوعي بكل ماتعنيه كلمة تطوعي من معنى والواجب على كل من يجد من وقته وعلمه وصحته ومنصبه أن يساهم في دعم التطوع والمتطوعين وأن نكون يدًا واحدة لنشر هذه الثقافة ونرد شيئًا بسيطًا من فضل وطننا ومجتمعنا علينا.
ناصر الشهري – الجبيل الصناعية
أمين سر لجنة المسؤلية الإجتماعية في شركة سبكيم / رئيس نادي الجبيل التطوعي بالهيئة الملكية بالجبيل
بسم الله الرحمن الرحيم
احسنت استاذ ناصر الشهري فيما تطرقت اليه و ما تجلى من خلال كلماتك المعبرة . استاذي الكريم عطفاً على ما سبقت بذكره اود ان اعرج على ذلك بشكل مقتضب و اقول ان العمل التطوعي شيئ رائع و راسخ في ثقافتنا العربية و من ثم جاء الاسلام و عزز تلك القيم فينا و حثنا عليها و المواصلة فيها كي لا تكون آنية و كما قيل قليل مسترم خيراً من كثير منقطع .
استاذي الكريم اود ان انوه الى ان ثمة اشخاص ذوي اتجاهات و افكار قد لا تتناسب مع تركيبة مجتمعنا المتدين بطبعه و المحافظ ويأتي لسيتغل هذا القصور في الوعي بالعمل التطوعي و يدعو الى احياء هذا العمل و يبذل فيه الغالي والنفيس و ظاهر الامر انه يريد ان ينعش و يبث في المجتمع حب التطوع ولكنه يرمي الى ما هو ابعد من ذلك و هو استغلال التطوع الى العمل على اخراج العفة من بيوتنا الى الشوارع و الميادين العامة حيث لا ادب ولا حشمة فيدعو الى اشراك النساء و الفتيات الى العمل التطوعي و بالعادة يكون العمل التطوعي جماعي و هنا يكمن الخطر حيث ان مأربهم لا ترمي الى الترغيب في العمل التطوعي و انما الى دمج الجنسين مع بعض خارج حدود الادب و العادات الحميدة . انه يريد ان يرى الفتاة الى جوار الفتى في زيارة مرضى او تبرع بالدم او طلاء جدران مدارس الحي التي عبث بها العابثون او توعية صحية في التجمعات المدنية كالمولات و المهرجانات و التجمعات الى تكون مؤقته . فقط هدفهم فقط اخراج العفة من قلعة البيت الحصينة نوعاً ما الى حيث الإنطلاق والإنعتاق من وهن العفة الادب و الحشمة كما يصفونها . و لؤؤكد على ما قلته استاذي الكريم انك لو سألت من يحث على العلم التطوعي و يدعو اليه آناء اليل و اطراف النهاء وقلت له ما رأيك لو يكون العمل التطوعي بالفصل بين الجنسين لقال لك لالالا يا اخي و ساغ لك من الاعذار والاسباب الواهيه التي هي اوهن من بيت العنكبوت و ازبد و ارغد وهو يناطح عن هدفه المستتر او انه سيوفقك ولكنه سيأتي بعد فترة ويقترح دمج الجنسين في العمل و الحجة ان النتائج ستكون افضل واجدى و ستكون له حجة ظاهرها انها مقنعة و سيقول لك كما استمعتً لك و اخذت بنصيحتك و نفذت مشورتك لما لا نجرب رأيي و نعمل بمشورتي . بالمنطق والعقل كلامه صحيح ولكن هي الطامة لأنه سيعمل على اثبات نجاح الفكرة ولو على الورق فقط و سيُعتمد الخيار الاخير .. حينها و حينها فقط سنكون قد فقدنا الهدف الاسمى من العمل التطوعي التقربي الى الله به و صـُـيّـر الهدف الى هدف وضعي يهدم ولا يبني كما يزعمون . حينها و يحنها فقط سنعاني من ويلات لم تكن لا على البال ولا على الخاطر ولن يفيد البكاء على اللبن المسكوب … تحياتي مع باقة ورد