التعليم السعودي كما عرفته: من طالب إلى محاضر في وطن احتضنني .. بقلم: محمد عبدالشكور كريم

وُلدت ونشأت في المملكة العربية السعودية، في بيئة تعليمية لم تميز بين ابن الوطن والمقيم فيه، بل احتضنت الجميع بمنظومة تعليمية راسخة، ورؤية تنموية طموحة. منذ خطواتي الأولى في التعليم، شعرت أنني جزء من مشروع وطني كبير، يؤمن بأن الاستثمار في الإنسان هو الطريق إلى المستقبل.
تعليم مجاني منذ الطفولة
من الابتدائية وحتى الثانوية، تلقيت تعليمي مجانًا، دون أن تُثقل كاهلي أي تكاليف. كانت المدارس مفتوحة للجميع، والمناهج متطورة، والمعلمون مؤهلون. هذا الدعم السخي لم يكن مجرد سياسة تعليمية، بل كان تعبيرًا عن رؤية المملكة في بناء الإنسان، وتمكينه من أدوات المعرفة منذ الصغر.
منحٌ فتحت لي أبواب التميز
لاحقًا، حصلت على منح دراسية من وزارة التعليم، كانت بمثابة شهادة ثقة، ودعوة مفتوحة للعلم والعمل. التحقت ببرامج أكاديمية مرموقة، وتدرجت حتى نلت درجة الماجستير، وسط دعم مؤسسي واضح، وإشراف علمي دقيق، ومناهج تواكب المعايير العالمية.
تجربة مهنية متعددة الثقافات
عملت في عدة جامعات سعودية، وشاركت في فرق تعليمية وبحثية تضم خريجين من مختلف دول العالم. كنت دائمًا في موقع يُمكّنني من المقارنة، والتفاعل، والتعلم. ووجدت أن مستواي الأكاديمي لا يقل عنهم، بل في كثير من الأحيان كنت أسبقهم في التحليل، والطرح، والتواصل العلمي. هذه التجربة عززت قناعتي بأن الجامعات السعودية لا تقل كفاءة عن نظيراتها العالمية، بل تتفوق في كثير من الجوانب، خصوصًا في جودة البرامج، وصرامة التقييم، ووضوح الرؤية التعليمية.
من طالب إلى محاضر: مسؤولية ورسالة
أن أكون اليوم محاضرًا في إحدى هذه الجامعات هو شرف ومسؤولية. أحرص على أن أكون امتدادًا لهذا النموذج التعليمي، وأن أنقل لطلابي ما تعلمته من قيم، ومنهجيات، وتجارب. أؤمن أن التعليم ليس مجرد نقل معلومات، بل بناء إنسان قادر على التفكير، والإبداع، والمساهمة في مجتمعه.
شكرٌ من القلب
من هذا المنبر، أتقدم بخالص الشكر والامتنان لحكومة المملكة العربية السعودية، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ووزارة التعليم، على ما قدموه من دعم ورعاية وتمكين. لقد صنعوا بيئة تعليمية لا تُفرّق بين أحد، بل تحتضن الطموح وتدفعه نحو التميز.
كلمة أخيرة
تجربتي ليست استثناء، بل دليل على أن التعليم في المملكة يفتح أبوابه لكل من يسعى، ويمنح فرصًا حقيقية للنمو والتميز. الوطن الذي يحتضن العلم، يصنع الإنسان، ويبني المستقبل.
محمد عبدالشكور كريم .. محاضر كيمياء – كلية الفيحاء بالجبيل
				
					
					

