طلاب الإعاقة البصرية في الشرقية لماذا لايتم قبولهم في “جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل ” ؟
دلال الدوسري .. تم رفض طلبها بسبب إعاقتها :
جيل اليوم | نعيمه القحطاني . الجبيل
رسمت أحلامها بألوان من نور، وسعت بخطى ثابتة لتحقيقها منذ أن ذهب ضياء عينها وهي متيقنة من وعورة طريقها، أمنت بذاتها ومهارتها فكانت من الحالمين الساعين نحو الأمل طيلة سنوات لتكتمل لوحتها، فحلقت كالفراشة في يوم تخرجها ، تسمع الهتافات والتصفيق ،وعبارات التهنئة لتحيطها بهالة من السعادة، فقد تخرجت بتفوق من الصف الثالث ثانوي “القسم العلمي” لتنتقل بكل جد لمرحلتها الجامعية، وبحكم سكنها في المنطقة الشرقية وتحديداً مدينة الجبيل، اكتملت سعادتها بالالتحاق بأفضل جامعة معتمدة “جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل “فهي حاصلة على الاعتماد الدولي، ومشهود لها بالكفاءة وإحدى المؤسسات التعليمية التي تسعى جاهدة لتحقيق خطط التنمية في وطننا الحبيب.
بالرغم من أنها فقدت بصرها في العاشرة من العمر إلا أن ذلك لم يعقها فتعلمت لغة برايل، والكثير من البرامج التقنية، وتفوقت في جميع الأقسام العلمية وكان العائق الوحيد لها هو الجامعة التي ستلتحق بها فقد أوجبت تخطي اختبار القدرات والتحصيلي رغم أن مركز قياس يقدم إعفاء لذوي الإعاقة البصرية، ولا تستقبل ذوي الاحتياجات مقارنة بجامعات المملكة الأخرى، و بالتواصل مع كلية الجبيل تبين أن الخدمات التعليمية محصورة على سليمي البنية.
الكفيف هو فرد من المجتمع فاقداً للبصر ولكنه ليس فاقداً للإبداع والتميز، بل قادر على تقديم الخدمات لوطنه، والتعليم أهم ركائز التنمية في مجتمعنا، وقد حرصت حكومتنا الرشيدة على أن تقدمه للجميع عامة، ولذوي الاحتياجات بصفة خاصة، بل وتخصص لهم مكافأة مالية بالإضافة إلى مساعدين شخصيين وأكاديميين ،وكذلك تمكينهم ودمجهم في المجتمع كأفراد فاعلين ومؤثرين كغيرهم من فئات المجتمع لهم حقوقهم وعليهم واجباتهم ،كما أوجبت على المؤسسات التعامل معهم وفق احتياجاتهم ،وخصصت الكثير من الجهود لفئة ذوي الاحتياجات سواء في الميدان التعليمي، أو سوق العمل.
” نحن جزء رئيسي من الوطن وشركاء في دفع عجلة التنمية، ولدنا بكامل صحتنا العقلية بل قد نفوق غيرنا ..مشكلتنا الوحيدة بأننا أصبنا بإعاقة جسدية ليس لدينا يد فيها ”
كانت هذه عبارتها في بداية لقائنا للخريجة المتفوقة والكفيفة “دلال الدوسري” عبر صحيفة جيل اليوم .
- بداية حدثينا متى شعرت أنك مختلفة عن الآخرين؟
ولدت بكامل عافيتي، استمتعت بطفولتي بكامل صحتي الجسدية إلى أن بلغت العاشرة من عمري وتعرضت لحادثة أفقدتني بصري، وهنا شعرت بمعنى الاختلاف عن الآخرين، تغيرت حياتي ولكن رغم صغر سني إلا أنني تعلمت الكثير وحددت هدفي وسعيت إليه.
- هل واجهت صعوبات خلال رحلتك التعليمية وخصوصاً أنك عاصرتِ جائحة كورونا وما صاحبها في التعليم من تطور تقني؟
نعم، واجهت الكثير من الصعوبات بعد فقدي البصر ولكن شغفي للدراسة وحبي للتعلم جعلني أبحث عن المعرفة بمختلف الطرق، وبداية تعلمت لغة برايل، وأصبحت أحل واجباتي المدرسية بهذه اللغة، ثم أيقنت بأن لغة العصر هي الكمبيوتر والبرامج التقنية وبدأت تعلمها من ثاني سنة لفقدي البصر ساعدتني إحدى قريباتي فقد كانت مدربة في التقنية المساعدة لذوي الإعاقة البصرية، ثم بعد ذلك كان تعلمي ذاتياً،اعتمد في دراستي على الناطق في الكتابة والقراءة والوصول إلى البرامج وغيرها، ويختلف البرنامج على حسب النظام المستخدم بمعنى Apple لهم برنامج خاص، وندووز له قرابة ثلاثة برامج يختلفون في طريقة الاستخدام ،ومع جائحة كورونا كنت مهيئة تماماً وكانت معلماتي يتابعن المشاريع والمهام عن طريق الأجهزة الذكية مثل الجوال وأجهزة التابلت واللابتوب، استخدمها بواسطة قارئ الشاشة يتم تثبيته على الجهاز لينطق لي العناصر الموجودة على الشاشة وبدوري أنفذ تلك المهام.
- كيف استطعت تقديم جميع مهام القسم العلمي رغم متطلباته الدراسية ؟
دخلت المسار العلمي لكي أحقق حلمي في الالتحاق بقسم الحاسب، ولم يكن هناك أي اختلاف بيني وبين زميلاتي الطالبات إلا في الرسومات التي تستوجب النظر أما باقي المهام لا أستثنى منها .
- حدثينا بالتفصيل عن موقف قسم القبول والتسجيل في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل عند تسجيلك؟
توجه والدي لقسم القبول والتسجيل لمعرفة شروط القبول لذوي الإعاقة البصرية وكله فخر فقد حصلت على 99.80 ،ولكن الجامعة لم تقبل إلا باجتياز اختبار القدرات والتحصيلي ، وأخبرهم بأن لدي خطاب إعفاء من قياس،وكان الرد بأن هذا الخطاب مرفوض بالنسبة لجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالرغم أن باقي الجامعات تقبل هذا الخطاب لذوي الإعاقة، فقياس غير مجهز لاختبار ذوي الإعاقة البصرية ولم تعد اختبارات بلغة برايل، وقدمت خطاب للجامعة بأن تراعي إعاقتي البصرية وافادوني بأن الموضوع جاري دراسته كحالة استثنائية وإلى الآن لم يتم الرد.
- هل تواصلتم مع “قياس” بشأن رد الجامعة وعدم اعترافها بخطاب الإعفاء؟
تواصلت مع قياس وكان الرد بأن هناك خيارين لي: إما الاختبار أو الإعفاء بحكم إعاقتي البصرية، وسألت:هل اختبارات قياس مهيأة لذوي الإعاقة البصرية ؟ ولكن لم يتجاوبوا معي بخصوص هذا الموضوع والشيء الوحيد الذي أفاده بأن في حال قدمت الاختبار سيسقط عني الإعفاء.
- هل الرد بعدم القبول كان بسبب عدم الاعتراف بخطاب الإعفاء لقياس، أم بسبب عدم توفر مقاعد لذوي الاحتياجات الخاصة ؟وهل قدمت لك الجامعة بدورها حلول ؟
الجامعة رفضتني ورفضت الخطاب المعتمد من قياس بالرغم أن قياس هو المركز المعتمد في المملكة، وخطاب الإعفاء هو حق لكل كفيف، وتواصلت معلمتي مع كلية الجبيل وتم الرد عليها بأن من شروط الالتحاق سلامة البنية، وأن نظام الجامعة لا يستقبل ذوي الاحتياجات الخاصة، وافادوني بأن هناك جامعات محددة تقبل فئتي وهي جامعة الملك عبدالعزيز والملك سعود وجامعة الإمام محمد ، وقد أصبت بخيبة أمل بردهم ،فكيف لطالبة كفيفة تغترب عن أهلها مع فاقدة بصرها!!.
- هل شاركتِ قضية إكمال دراستك مع جهات أخرى؟
بعد رد قسم التسجيل والقبول طرحت مشكلتي في أجهزة التواصل الاجتماعي فأطلقت وسم #نطالب-جامعة-الامام-عبدالرحمن-بن-فيصل-بقبول-طالبات-الاعاقة-البصرية،وشارك فيه العديد من الزميلات والمعلمات، كما استضافتني إذاعة روتانا في برنامج #بين-الناس مع الأستاذ عمر النشوان في حلقة بعنوان المكفوفين وقبول الجامعات.
- كلمة أخيرة توجهينها.
أوجه كلمة لكل مسؤول في “جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل “وأقول لهم :ذوي الإعاقة بشر مختلفين بقدراتهم وميولهم ،لا تحرموهم حق التعليم، ولا تفرضوا عليهم تخصصاتهم فهذا تحجيم لقدراتهم وتحطيم لمستقبلهم ، وأتمنى أن يتغير مفهوم ذوي الإعاقة البصري، وأن تتطور الجامعات،وسوق العمل في قبول خدمة ذوي الإعاقة.
واخيراً …انطلاقاً من المسؤولية المجتمعية فعلى جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل النظر في فئة عزيزة على قلوبنا، وتوفير متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة، واحتوائهم ودمجهم وتمكينهم لمواجهة الحياة فهناك من لديهم إعاقات سمعية وبصرية وجسدية ولكنهم يتمتعون بعقول نيرة، والجامعة قادرة على تهيئتهم لخدمة مجتمعهم وفق قدراتهم وكفاءتهم، وإزالة العقبات التي تواجههم .وإعفاء قياس هو حق لكل كفيف بحكم أن قياس مركز معتمد في المملكة ولم يوفر الاختبارات بلغة برايل.
وانا ام والحمد لله بناتنا تخرجوا من نفس الثانويه وبناتنا يشهدون لزميلتهم دلال الدوسري بالاجتهاد والحيويه وحبها للدراسه ومن حبها اجتازت بقدرتها تبارك الرحمن الثانويه ومعدل ممتاز فالماذا لا يحق لها ان تكمل مابدأت وهي قادره على ذلك فليس ذنبها ان تفقد بصرها وعلينا جميعاً كأمهات ان نناشد كل من يقدر ويساعد هذه الفئه الرائعه من البنات والشباب على تسهيل امور دراستهم بما يناسب وضعهم ولكم مني كل احترام وارجو من الجميع النظر ثم النظر واعطاء الاوليه للالتحاق لهم بما يناسب قدراتهم فهم رمز العطاء