الكتاب

الجبيل الصناعية… ضحية قِلّة الذوق قبل قِلّة الوعي .. بقلم / عبدالله الغصنه

بقلم / عبدالله الغصنه

الجبيل الصناعية لم تُبنَ عبثًا، ولم تُنشأ لتكون ساحة للإهمال، بل صُممت لتكون أيقونة حضارية، وواجهة مشرّفة، ومدينة تليق باسم الوطن.

لكن الواقع يقول شيئًا آخر…

فهناك من يتعامل معها وكأنها أرض مهجورة، لا مدينة متقدمة.

أثناء ممارستي للمشي عند مرسى القوارب الموازي لفندق بودل، لم أشاهد جمال البحر فقط، بل شاهدت بقايا طعام متناثرة، عبوات فارغة، وحفاظات أطفال ملقاة تحت الأشجار وفي أحواض الزراعة، في مشهد لا يُغضب العين فقط… بل يُهين المدينة.

المؤلم حقًا ليس وجود القمامة… بل عقلية رميها.

لأن الحاويات ليست غائبة،

واللوحات التحذيرية واضحة،

والقوانين موجودة…

ومع ذلك هناك من يصر على ممارسة القذارة بسلوك “طبيعي”، وكأن النظافة خيار، لا واجبًا.

هؤلاء لا يسيئون للجبيل وحدها، بل يسيئون لأنفسهم قبل ذلك، ويتركون انطباعًا بائسًا عن المقيم قبل الزائر.

المشكلة ليست في البنية التحتية،

ولا في نقص الخدمات،

ولا في ضعف الجهات…

المشكلة في قلة ذوق مكشوفة، وغياب إحساس بالمكان.

ولذلك فإن السكوت عن هذا العبث هو مشاركة فيه.

آن الأوان لتفعيل الغرامات بلا استثناء،

ومضاعفتها على المتكررين،

وتشهيرٍ نظامي بالمخالفين عند الحاجة،

لأن الردع ليس قسوة… بل حماية للمدينة.

كما يجب أن يُقال بوضوح:

النظافة ليست اختيارًا شخصيًا، بل سلوك حضاري يُقاس به مستوى الشعوب.

الجبيل ليست مكبًا.

وليست استراحة عشوائية.

وليست مكانًا لتفريغ الفوضى.

الجبيل مدينة تستحق الاحترام،

ومن لا يحترمها… لا يستحق أن يعيش فيها.

ختامًا؛

من يرى القمامة ولا يتحرك،

ومن يرميها ولا يشعر بالذنب،

ومن يسكت عنها وكأنها شأن غيره…

كلهم شركاء في تشويه مدينة لا ذنب لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى