أخبار عاجلةالكتابالمقالات

“الجبيل الصناعية “منذ الإنشاء وحتى اليوم : رعايات ملكية واستدامة تنموية

بقلم | ناصر الشهري 

شهدت مدينة الجبيل الصناعية منذ إنشائها تطورًا ملحوظًا جعلها واحدة من أبرز المدن الصناعية في المملكة العربية السعودية والعالم، حيث تأسست المدينة في السبعينيات ضمن خطة طموحة لتطوير القطاع الصناعي، وقد نجحت في جذب استثمارات ضخمة من الشركات العالمية والمحلية على حد سواء.

تمتاز مدينة الجبيل الصناعية بنموذجها الفريد الذي يدمج بين الصناعة والحياة الاجتماعية، مما ساهم في تحسين جودة الحياة لسكانها، من خلال بنية تحتية متطورة تشمل شبكات طرق حديثة، ومرافق تعليمية وصحية على أعلى مستوى، أصبحت الجبيل الصناعية مثالاً يحتذى به في أنسنة المدن، فالمدينة لا تقتصر فقط على كونها منطقة صناعية بل تُعتبر مجتمعًا حيويًا يتمتع بمرافق ترفيهية ورياضية متكاملة، ونموذجاً على التشجير في كل أحيائها وحدائقها المتعددة والمتجددة وسواحلها المتنوعة.

ساهمت المدينة في تحقيق قفزة نوعية في مستوى التعليم من خلال استقطاب أفضل الكفاءات الأكاديمية وإنشاء مدارس ومرافق تعليمية تهدف إلى إعداد جيل متميز من الخريجين القادرين على قيادة المستقبل، كما تُعنى الجبيل الصناعية بالصحة من خلال مجموعة من المستشفيات والمراكز الطبية التي تقدم خدمات صحية تتكامل وتتشارك مع الجهات ذات العلاقة في وطننا الغالي وتحقيقاً لمستهدفات الصحة وفق رؤية السعودية 2030.

من ناحية الرياضة، تُوفّر الجبيل الصناعية منشآت رياضية متكاملة تشمل ملاعب كرة قدم، وصالات رياضية، وأحواض سباحة، ومراقبين سلامة على طول شواطئها العامة، ومضامير مشي وارصفه في كل الأحياء، مما يشجع السكان على ممارسة الرياضة واتباع نمط حياة صحي، وهذا بدوره انعكس إيجابيًا على صحة المجتمع وسعادته.

ووفقًا لموقع الهيئة الملكية للجبيل وينبع، تعتبر مدينة الجبيل الصناعية نموذجًا رائدًا في التنمية المستدامة، حيث تعتمد على تقنيات حديثة في إدارة الموارد الطبيعية والحفاظ على البيئة، واعادة تدوير المياه ومعالجتها، ومراقبة جودة الهواء، وادارة النفايات من الشركات الصناعية، وشبكات الصرف الصحي وشبكات الري والأمطار، وهذه المبادرات البيئية في الجبيل الصناعية تشمل برامج لإعادة التدوير بشكل عام وتحسين كفاءة الطاقة، مما يجعلها مدينة مستدامة بيئيًا.

يمكنني القول إن مدينة الجبيل الصناعية تجسد رؤية مستقبلية تجمع بين الصناعة والحياة العصرية، مما يخلق بيئة مثالية للعمل والعيش معًا.
هذه المدينة ليست فقط رمزًا للتطور الصناعي، بل أيضًا شاهدًا على كيفية تحسين جودة الحياة من خلال التخطيط المتكامل والتنمية المستدامة.

في الختام سنذكر بعضاً مما استضافته مدينة الجبيل الصناعية من فعاليات ومؤتمرات تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، وهو ما يعكس أهمية هذه المدينة الصناعية على مستوى المملكة، ومن أبرزها :

1- رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله- في عام 2006 للمخيم الدولي الكشفي تحت شعار (معا من أجل السلام) والذي تستضيفه الهيئة الملكية في الجبيل بالتعاون مع الاتحاد العالمي للكشاف المسلم وجمعية الكشافة العربية السعودية, حيث صادف هذا المخيم مشروع الاحتفال العالمي بمناسبة مرورو (مائة عام) على انطلاق الحركة الكشفية في العالم.

2- المنتدى السعودي للصناعات التحويلية:
حيث أقيمت بعض النسخ من هذا المنتدى برعاية خادم الحرمين الشريفين، بما في ذلك نسخة 2011 و2020، وتركز على تطوير قطاع الصناعات التحويلية في المملكة وتعزيز الاستثمارات فيه.

3- حفل تدشين مشروعات شركة سابك الصناعية:
في عام 2016، قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتدشين مجموعة من المشروعات الصناعية التابعة لشركة “سابك” في مدينة الجبيل الصناعية، وهي مشروعات تمثل جزءاً من رؤية المملكة لتعزيز القطاع الصناعي وزيادة الإنتاج المحلي.

4- حفل افتتاح مشروعات الهيئة الملكية بالجبيل وينبع:
في عام 2018، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تم افتتاح العديد من المشروعات الصناعية الكبرى في مدينة الجبيل الصناعية، وذلك ضمن جهود المملكة لتعزيز الصناعة والتوسع في مشروعات الطاقة والبتروكيماويات.

كما سنشهد خلال نهاية هذا العام 2024 إن شاء الله رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ في مدينة الجبيل الصناعية بالهيئة الملكية للجبيل وينبع وبالتعاون مع اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، فعاليات انطلاق المؤتمر الدولي السادس لمدن التعلم 2024م (ICLC6)، خلال الفترة من 3 إلى 5 ديسمبر 2024م.

رعاية خادم الحرمين الشريفين لهذه الفعاليات تعكس التزام القيادة السعودية بتطوير البنية التحتية الصناعية وما يرافقها من بنيات تنموية اخرى وجذب الاستثمارات العالمية إلى المملكة.

ناصر بن صالح الشهري
الجبيل الصناعية

Niiizalshehri@

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button