الكتابالمقالات

“الجذور الممتدة عبر الزمن: الاستعداد لما بعد المستقبل”.. بقلم: هيفاء عبدالله بن خميس

قبل  أيام قليلة اختتمت أعمال  مؤتمر مبادرة القدرات البشرية والمعرض الدولي للتعليم في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية برعاية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس ادارة برنامج تنمية القدرات البشرية، وقد استوقفني كثيرًا الرسالة التي نشرتها تلك المنصة الأولى من نوعها  في تنمية القدرات البشرية ” الاستعداد لما بعد المستقبل”  كوننا اعتدنا دائمًا على فكرة الاستعداد للمستقبل ولكن ربط الاستعداد  لما بعد المستقبل يضيف عمقًا استثنائيًا لهذا الحدث العالمي ، وهو ما يجعلنا نفكر كيف يمكن للجذور الإنسانية أن تكون دليلًا للابتكار والاستدامة في أزمان غير مستكشفة؟

وكيف يمكننا تجهيز أنفسنا للأحداث غير المتوقعة والتحديات القادمة بعد المستقبل، كيف يمكن أن نبني  روابط متينة بين الماضي والحاضر والمستقبل البعيد؟ كيف ينشئ الإنسان هوية متجذرة تستند إلى قيمه وتراثه وأصالته في عالم متغير، بينما ينظر ليس فقط إلى المستقبل القريب بل إلى ما وراءه.

هل للإنسان أن يتجذر في المستقبل؟  قد تكون الإجابات  صعبة لاستكشاف الروابط الإنسانية في المستقبل ولكنها ممكنة،

فعندما تمتد الجذور إلى الأمام يساهم الإنسان  في بناء مستقبل مستدام ومثمر ولعل ذلك يتحقق  من خلال استثمار الوقت في التعلم واكتساب المهارات الجديدة حتى نستطيع  التكيف مع التغيرات السريعة في العالم، فالتعليم المستمر  يمنح الشخص القدرة على التفكير النقدي ويعزز الابتكار لديه.

كذلك وضع الأهداف أمر في غاية الأهمية فلابد لكل فرد أن يضع أهداف واضحة وقابلة للتحقيق تساعده  في توجيه جهوده  وتحدد المسار الذي يرغب  في اتباعه لتحقيق رؤية شخصية أو مهنية ولا يهم أن  تكون تلك الأهداف قصيرة أو طويلة المدى، ولكن الأهم هو الالتزام والعمل نحو تحقيقها.

إن اتخاذ خطوات لضمان الاستدامة البيئية والاجتماعية يعكس وعياً بالمستقبل. يمكن أن تشمل هذه الخطوات تقليل الفاقد، استخدام الموارد بشكل مسؤول، ودعم المبادرات التي تعزز من رفاهية المجتمع والبيئة وجودة الحياة.

فالانخراط في الأعمال التطوعية والمبادرات المجتمعية يمكن أن يكون له تأثير كبير. فمن خلال المشاركة الفعالة، يمكن للفرد أن يسهم في تحسين مجتمعه وترك أثر إيجابي ينمو مع الزمن.

كذلك العلاقات الاجتماعية القوية مع العائلة، الأصدقاء، والزملاء تلعب دوراً مهماً في دعم الفرد وتعزيز شعوره بالانتماء. هذه الروابط تخلق شبكة من الدعم تساعده في مواجهة التحديات المستقبلية.

ولا ننسى ضرورة تطوير المرونة النفسية جميعنا بحاجة إلى تنمية القدرة على التكيف مع التغييرات والصدمات الحياتية لنعزز من قدرتنا على  مواجهة التحديات المستقبلية  ويمكن تحقيق ذلك من خلال ممارسات مثل التأمل، الوعي الذاتي، والاستشارة النفسية عند الحاجة.

من خلال اتباع هذه الطرق، يمكن للفرد أن يزرع “جذورًا” قوية تؤثر إيجابيًا على المستقبل وتساهم في الاستعداد لما بعد المستقبل ، ليس فقط لنفسه، ولكن أيضًا للأجيال القادمة.

بقلم: هيفاء عبدالله بن خميس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى