#الطلاق العاطفي… الأسباب والعلاج
تعد الأسرة هي الخلية الأساسية في تكوين المجتمع المسلم ومصدر الاستقرار النفسي الأول لأفراده، وقد حرصت المجتمعات الإسلامية على المحافظة على هذا الكيان السامي، وتعزيز دوره والعمل على تحقيق احتياجاته وحمايته من أي نوع من أنواع المهددات. ويعد الطلاق هو المهدد الأكبر لكيان الأسرة لما له من نتائج سبيلة على الفرد والمجتمع وقضية الطلاق هي من القضايا التي كانت ولا تزال محل اعتبار الكثير من الأكاديميين والمختصين في هذا مجلات التربية والإرشاد وعلم النفس. ولكن هناك مهدد آخر أكبر وأخطر بكثير على كيان الأسرة من الطلاق الرسمي ألا وهو الطلاق العاطفي.
الطلاق العاطفي هو ظاهرة سلبية خطيره تهدد المجتمعات بشكل عام وتهز كيان واستقرار الأسرة بشكل خاص ويعد هو المرحلة الأولي التي يتبعها في كثير من الأحوال الطلاق الرسمي. وإن ارتفاع نسبة الطلاق الرسمي في مجتمعنا ما هو إلا مؤشرا لازدياد حالات الطلاق العاطفي بين المتزوجين فما هو إلا المؤشر الأول لوجود شرخ في العلاقة الزوجية والتي تنتهي غالبا بالطلاق. ويعرف المختصون الطلاق العاطفي على أنه حالة من الفتور بين الزوجين وعدم التفاهم في كل الأمور البيئية والحياتية والأبناء وفقدان المودة والرحمة والسكينة بينهما، وعبر الأيام تتطور الى انفصال في كل شيء، وتسود مشاعر الغربة بينهما كأنهما أغراب تحت سقف بيت واحد. فبدلا من الحب والاحترام والتقدير والألفة والتواصل الصحي، يتصرف الأزواج المطلقين عاطفيا بشيء من القسوة والحدة تجاه بعضهم البعض وتكون العلاقة فيما بينهم جافه وخالية من أي تعاطف ومودة ورحمة حيث يعيش كل منهما عالمه الخاص به بعيدا عن الأخر وتصبح العلاقة بين الزوجين رسميه جدا. ويمر الطلاق العاطفي بمراحل حيث يبدأ بزعزعة الثقة ومن ثم زعزعة وفقدان الحب ثم التصرف بأنانيه نحو الطرف الأخر ويتبعه الصمت الزواجي إلي ان ينتهي الأمر بالطلاق العاطفي وهي المرحلة الأخيرة حيث يجبر الزوجين على البقاء تحت مظلة الزواج لأي سبب كان اجتماعيا، او ثقافيا، او دينيا، او نفسيا او ماديا يحول دون الوصول لمرحلة الطلاق البين الرسمي.
يعتقد البعض إن البقاء على الزواج وإن كان (مهشم داخليا) خيرا من الإقدام على خطوة الطلاق وذلك للحفاظ على كيان الأسرة والحرص على سلامة الأبناء النفسية من أثار الطلاق العارمة ولكن الحقيقة عكس ذلك، فالطلاق العاطفي هو الأسوأ والأظل سبيلا خاصة على الأبناء صغار السن واليافعين. فمهما نجح الزوجين في الحفاظ على صورة الزواج المثالية المصطنعة أمام المجتمع فإنهم بكل تأكيد لن يتمكنوا من الظهور بهذه المثالية أمام ابناءهم الذين يعشون تحت هذا السقف الركيك في بيئة غاب عنها الهدوء والسلام والعاطفة، يراقبون بصمت قاتل أعراض هذا الطلاق العاطفي الذي سيكون له أثر سلبي على كفاءتهم الذاتية وثقتهم بأنفسهم مستقبلا.
ليس الأثر السلبي للطلاق العاطفي هو مستقبلي فحسب إنما له تأثير بالغ على حاضرهم وسلام حياتهم اليومية. إن في حالات الطلاق الرسمي يمر الإباء و أبنائهم بسلسة من مراحل الحزن الخمس كما وصفها ( كوبلار و كيسلار) وهي كما يلي: الإنكار(لا يوجد خلل، نحن بخير)، الغضب (لماذا يحدث هذا معنا نحن تحديدا)، المساومة (نحاول أن نصلح الخلل، نحاول أن نكون بخير)، الاكتئاب (لا شيء يستحق)، ومن ثم القبول (سنتقبل الواقع كما هو عليه ونمضي). عند الوصول لمرحلة القبول تزول كل المراحل السابقة وتبدآ مرحله السلام والتسامح وقبول الواقع مع محاولة النظر للجانب الإيجابي خاصة إذا كان الطلاق بين الإباء صحي. أما في حالة الطلاق العاطفي فإن الأبناء يعشون كل المراحل المذكورة أعلاه بشكل دائم ومستمر مع غياب الرؤية الواضحة والموكدة للوضع الاسري مما يترتب عليه الشعور بعدم الأمان والقلق والتوتر والاكتئاب والإرهاق العصبي وعدم الاتزان النفسي والوجداني والشعور بالضياع والخوف من المجهول لدى الأبناء، وهكذا يكون الطلاق الخفي أشدا وطآ وسوءا من الطلاق البين الرسمي بين المتزوجين.
الطلاق العاطفي آفة خطيره قد تصيب الحياة الزوجية في أي مرحلة من مراحل الزواج، وتهدد هذه الآفة الأسرة وتسبب الأذى النفسي لأفرادها، وهي متواجدة بشكل ملموس في مجتمعاتنا العربية لأسباب ثقافية مختلفة، عليه فأنه يتوجب علينا تداركها قبل أن تتفاقم ويصبح من الصعب السيطرة عليها. إننا في هذه المرحلة من ظهورها بأمس الحاجة إلي تدخل سريع من قبل المتخصصين والمستشارين النفسيين للقيام على تفعيل البرامج التوجيهية والإرشادية والمعني بها الأزواج وفئة الشباب المقبلين على الزواج حيث تركز هذه البرامج على تقدم استراتيجيات إرشاديه فعالة لرفع مستوى الوعي بمسببات الطلاق العاطفي وكيفه التعامل معه في أوائل ظهوره و تداركه قبل أن يتفاقم، بالإضافة إلي تزويدهم بفنيات مواجهة المشكلات الزوجية، ورفع الكفاءة الذاتية لديهم و تفعيل فن الحوار فيما بينهم وتعزيز مبدأ الزواج و أهمية سلامته علي الفرد و المجتمع وكذلك التأكيد علي أهميه مناقشة التوقعات الزواجية خاصة للمقبلين على الزواج. كما أننا نوصي بتفعيل دور الإرشاد الأسري والذي يعتبر شبه غائب حاليا في مجتمعنا والمعمول به على يد المجتهدين الغير مختصين ولا مؤهلين للعمل في هذا المجال. كما نوصي الجهات المعنية باعتماد دورات التأهيل للزواج كخطوة إلزامية لاستكمال إجراءات الزواج على أن تقدم هذه الدورات تحت إشراف نخبة من المختصين والمستشارين النفسيين الأكفاء. كما نوصي وزارة التعليم العالي بإضافة مادة الإرشاد الزواجي كمادة منهجية في المرحلة الجامعية لما سيكون لها من أثر إيجابي في التقليل من نسبة الطلاق العاطفي ورفع كفاءه الزواج واستقراره الذي يؤدي إلى استقرار المجتمع بأكمله.
د. عبير بنت علي محمد رشيد
استشارة نفسية
أستاذ مساعد بقسم تطوير الذات ومساعد مدير مركز الاستشارة النفسية بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل
كلام جميل وبحث رائع تشكر عليه الدكتورة عبير
للأسف الطلاق آفة تهدم الأسرة وعواقبها على الأبناء تبقى طول العمر مهما كبروا يبقى الجرح غائر في نفوسهم
الف شكر لهذا البحث الرائع
ومنها للأعلى انشالله
موضوع شائك يخص المجتمعات العربية بقوة و طريقة التناول و التحليل أكثر من رائعة شكرا جزيلا للكاتبة على وضع حلول لهذه الآفة
مقال جميل جدا لتوعيه الزوجين في ظل تزايد الطلاق الرسمي والعاطفي.
ممتنه لك دكتوره عبير نحتاج الكثير من هذه المقالات لمساعده الزوجين لتفادي الوقوع في الطلاق العاطفي وان وقع كيف يمكن ان تداركه.
بالتوفيق
قضية مهمه طرحتها الدكتوره عبير اتمنى التركيز مستقبلآ اعلاميآ على هذه المشكله الاجتماعيه المسكوت عنها لما لها من آثار سلبيه مروعه على الاطفال وكما ذكرت الدكتوره آثارها اسوأ على الابناء من الطلاق الواضح
إبدعتي دكتوره عبير بهذا المقال البطططل …. وسلمت أناملك …
نحتاج في مجتمعنا لهذا الوعي ،،حيث انه مازالت هناك فئات من زمن ( تحملي ولاتتطلقين، وش يقولون الناس عنا )
اقترح يكون دورات لهذا النوع من الوعي بوسائل التواصل الاجتماعي مثل (تليجرام) لانه سهل على كثير من الفئات ويحترم خصوصيه الكثير من الذين يريدون الاستفادة وتغيير حياتهم
شكرا لأناملك عزيزتي ..
ف أنت من اروع ماعرفت في ٢٠١٨
مقال اكثر من رائع وفعلا يلمس موضوع هام وشائك جدا في مجتمعاتنا العربيه فهو لا يدمر أسره واحده ولكن يدمر كل أسره تنشأ من هذا المنزل شكرا لحضرتك جدا دكتوره عبير موضوع مميز فكرا وصياغة.
مقال اكثر من رائع وفعلا يلمس موضوع هام وشائك جدا في مجتمعاتنا العربيه فهو لا يدمر أسره واحده ولكن يدمر كل أسره تنشأ من هذا المنزل شكرا لحضرتك جدا دكتوره عبير موضوع مميز فكرا وصياغة.
روعة دكتورة عبير موضوع يستحق البحث و التقدير
و مجتمعنا فى حاجة شديدة له
و مع انتشار صفحات التواصل الاجتماعى
تعانى اسرنا فقدان التواصل العاطفى و العقلى
فتتذايد علامات الاستفهام ؟؟؟؟
و اكبر علامة استفهام هى ثغرة و فجوة تتساءل:
كيف ينجح البشر فى التواصل اليكترونيا
ثم يفشلون فى التواصل عاطفيا ؟؟؟
سؤالك مهم و رائع…سيكون لي دورة تدريبة قريباً في هذا الموضوع..
مقال ممتاز ويعالج مشكلة صامتة فى كثير من الأسر
فعلا اثر الطلاق العاطفي على الابناء اشد
يؤثر علي استقرار النفس وحتى المحصل الدراسي
اقتراحات مهمة من الدكتورة عبير لحل المشكلة اتمنى ان ينظر لها من قبل الجهات المختصة وان يكون هناك اختبار قبل عقد القران للتأكد من توافق الزوجين فكريا .. اتوقع ان اهميته تتساوى مع اهمية اختبار الامراض الوراثية
فعلا اثار الطلاق العاطفي اشد خطورة وتأثير على الأبناء
يدمرهم نفسيا ويؤثر حتى على المحصل الدراسي
الاقتراحات المقدمة من قبل الدكتورة عبير مهمة ويجب على الجهات المختصة أن تباشر العمل عليها وتنفيذها
اتوقع أن إختبار التوافق الفكري للمقبلين على الزواج يتساوى في الأهمية مع إختبارات الامراض الوراثية اللي تتم قبل عقد القران
فعلًا اتفق وبشدة مع كل حرف تمت كتابته،
أحيانًا الطلاق الرسمي أرحم بألف مرة على الأبناء من الطلاق العاطفي والذي ينتج عنه أبناء مدمرين نفسيًا يفتقرون لكل معاني الأمان والحب، والأبوين كذلك..
موضوع مهم جدًا.
كل الشكر للدكتورة عبير على طرحها
المقال راااائع ويحكي كثير من الواقع، وفعلا ياليت تدخل كمادة تدرس اتوقع بتفيد المجتمع اكثر من مادة الفلسفة خصوصا مع الاحصائيات اللي كل مالها وتزيد ارقام نسب الطلاق وهذا من غير اللي بينهم طلاق عاطفي و تجبرهم ظروفهم يستمرون.
وياليت يفرضون دورات قبل الزواج كشرط زيها زي الفحص الطبي لان فيه جهل و الغير سليمين نفسيا هالزمن اكثر من المرضى جسديا
موضوع جرئ وحساس غير مألوف وغير متوقع لأنه شديد الحساسبه والاهميه التي تهم كل اسره وجزاكم الله خير ا دكتورتنا المتفوقه خلقا وعلما وبحثا كل كلمه قيمه وتوجيه يحتاجها كل قاري هنا يعطيكم العافيه والصحه والبركه
بالتوفيق مقال واضح في الموضوع و يناقش حالات منتشرة في مجتمعاتنا و ياليت فعلا ينزلوا ثقافة الزواج و الاسرة كمنهج معتمد في مدارسنا
بالتوفيق مقال واضح في الموضوع و يناقش حالات منتشرة في مجتمعاتنا و ياليت فعلا ينزلوا ثقافة الزواج و الاسرة كمنهج معتمد في مدارسنا
شكرا دكتورة عبير على المقال السلس البسيط في الأسلوب والطرح والعميق في موضوعه.
الزواج أساس المجتمع وعلى أساسه تنهض الأمم أو تسقط.
فإن لم يُفهم الهدف منه لن تزدهر مجتمعاتنا.
فعلاً نحتاج وعي وتسليط الضوء على التحديات التي تواجه الزواج والأزواج.
مقال رائع…
شكرا لهذه المقالة المفيدة جدا
لقد لمست واقع العديد من الاسر ،،، فعلا الوضع خطير وفي حاجة للتنبيه ،، ومن الممكن تفاديه بتغيير ثقافة الرضاء بالامر الواقع والسعي لطلب المشورة والعون من اهل الاختصاص
شكرا لقلمك د عبير
أتفق مع كل حرف كتبته الدكتورة الغالية عبير،
أحيانًا يكون الطلاق الرسمي أخف وقعًا على الأبناء من الطلاق العاطفي الذي ينتج عنه أبناء مدمرين نفسيًا، يفتقرون لكل معنى للأمان.
قضية مهمة جدًا..
موضوع جداً مهم مقال رائع دكتوره يعطيك العافيه
ابدعت دكتورتنا الغالية
وحبذا لو ذكرنا اهم سبب في هذا الطلاق العاطفي استخدام وسائل التواصل والتي تقطع العائلة من بعضهم حيث ان كل شخص يكتفي بمن لديه في القروبات والسناب شات ولا يجد كلام مع الاسرة فعلا يبتعد بعدا كاملا وينزوي في ركن بعيد تنعدم فيه الكلمة والضحكة مع الابناء والطرف الاخر
مقال رائع دكتورة عبير بالفعل الطلاق العاطفي أقسى وأشد نفسياً على المرأة من الطلاق البين الذي قد تجتاز تأثيره النفسي بعد مدة زمنية محددة مقارنة مع الطلاق العاطفي الذي يعيش معها طالما أنها مستسلمة له ..
تمنياتي لك بالتوفيق دكتورة عبير
جميل
دراسة مختصة و عميقة تحاكي مشكلة خفيه في صلب الأسرة و المجتمع ؛لطالما كان موضوع الطلاق العاطفي و الهجران بين الأزواج و كتمان المشاكل الزوجية النتيجة الحتمية للهروب من قيود المجتمع او من لفظة “مطلقة” ،مآثرين المعاناة النفسية على مواجهة الحقيقة او المحاولة في ايجاد حلول لها
كل التوفيق للدكتورة الباحثة عبير بنت ارشيد
موضوع مهم جدير بالطرح .
يعاني منه شريحة من المتزوجين .
جميل الطرح .
بارك الله فيك د عبير
جميل أن يتم ذكر أسباب الطلاق العاطفي .
في المقال القادم . وهل الطلاق العاطفي ينتشر أكثر بين الزوجين عندما تكون الزوجة موظفة ؟ أم أن عمل المرأة وتحملها بعض مسؤوليات الرجل ليس له تأثير في حصول الطلاق العاطفي .
موضوع مهم ضروري يتم تسليط الضوء عليه .
القلم المهم يتناول موضوعات مهمة .
شكرا د عبير
موضوع مهم جدير بالطرح .
يعاني منه شريحة من المتزوجين .
جميل الطرح .
بارك الله فيك د عبير
جميل أن يتم ذكر أسباب الطلاق العاطفي .
في المقال القادم . وهل الطلاق العاطفي ينتشر أكثر بين الزوجين عندما تكون الزوجة موظفة ؟ أم أن عمل المرأة وتحملها بعض مسؤوليات الرجل ليس له تأثير في حصول الطلاق العاطفي .
موضوع مهم ضروري يتم تسليط الضوء عليه .
القلم المهم يتناول موضوعات مهمة .
شكرا د عبير
مقال متميز يحلل بشكل علمي ومنهجي المشكلة وابعادها ويطرح الحلول وفق رؤية واقعية تحمل في طياتها أهمية الموضوع وآثاره النفسية والاجتماعية وضرورة تظافر الجهود الرسمية والأكاديمية لعلاجه والحد من تداعياته على الأسرة والمجتمع.
بوركت جهودك يا دكتوره عبير ،،،جهد يستحق الإشادة والتقدير
مقال متميز يحلل بشكل علمي ومنهجي المشكلة وابعادها ويطرح الحلول وفق رؤية واقعية تحمل في طياتها أهمية الموضوع وآثاره النفسية والاجتماعية وضرورة تظافر الجهود الرسمية والأكاديمية لعلاجه والحد من تداعياته على الأسرة والمجتمع.
بوركت جهودك يا دكتوره عبير ،،،جهد يستحق الإشادة والتقدير٠
مقال متميز يحلل بشكل علمي ومنهجي المشكلة وابعادها ويطرح الحلول وفق رؤية واقعية تحمل في طياتها أهمية الموضوع وآثاره النفسية والاجتماعية وضرورة تظافر الجهود الرسمية والأكاديمية لعلاجه والحد من تداعياته على الأسرة والمجتمع.
بوركت جهودك يا دكتوره عبير ،،،جهد يستحق الإشادة والتقدير