الكتاب

العزف على البيانو . بقلم : فهد الخالدي

قال الله تعالى : { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }
ويقول :{ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ }
يقول عمر رضي الله عنه “لو عرضت الأقدار على الإنسان لاختار القدر الذي اختاره الله له”.

فكم لله من لُطفىٍ خفي !!

حتى نعطي لأيامنا العادية معنى غير الهدر ، نلجأ الى دهاليز شتى ، مُتدثرين بعاطفة الأمان وحنين الأمكنة من الصقيع والروتين!
ولأننا لسنا من المُبشرين بالحُزن والكأبه نقضي سحابةِ يومنا متفائلينَ بذلك الأمل الذي ننتظرهُ ونحن بكامل أناقتنا !
فالحياة بمجملها ليست عادله ، فترانا نتنفس فرحنا الغائب بكؤوس صنعتها الأيدي الحزينة ، وحين نُصاب بنوباتٍ من الحُب والغضب تجدُنا نُمارس طقوسنا بأدب وعلى طريقتنا الخاصه ، حتى يشرع وقت أذآن التسليم بالرضا ، فتتجلى أكثر اللحظات صدقاً وصفاءً ، تماماً كالعزف على البيانو في بهو فندق لا تنتبه لجمال موسيقاه الا حين يهدئ صخب النزلاء ويخف الزحام !!

” كورونا ” هذا الجندي الخبيث الذي بدأ معركتةُ الجديدة مع التاريخ والذي مازالت صفحاته تشتعل رغماً عنا ، قد أفرز دون قصدٍ منه بعضاً من هشاشتنا ، عجزنا ، تفكيرنا ، مدى صبرنا وتفائلنا

فُصحاء في بسط الشكوى …. اعجام في ذكر النِعم

نقرأ ونسمع بين فترةٍ وأخرى إمتعاض البعض وتأففهم ، فهم لا ينفقون مُكررين ما يُعانونه من حنق وضيق بسبب ما قامت به الدوله من إحتياطات مُتمثله ” بالحجر المنزلي ” فتقرأ عن تبرمهم وتمردهم ، وتشاهد بعضاً من صور وفديوهات بطولاتهم الزائفة بالخروج وقت المنع !
كل هذا بسبب الإعتياد على النعمه وإعتقادهم بدوامها ، فحين حُرموا منها رأيت التمرد على هيئة ثورة ، فزوال النعمه ليست في قواميسهم .

كتب يوماً شاب فلسطيني ما يلي :
فالحرب قضيتُ ٦٥ يوماً في المنزل دون حركة ، فالشحص يتفادى دخول دورة المياة لكي لا تُحمل جثته وهو شبه عاري .

فما بالك أخي وإنت بين أهلك مُعافى في بدنك ، تملك قوت يومك ، ما تحتاجه متوفر ، وما تريده قادر بالحصول عليه ، فقط ما يُراد منك أن تلزم بيتك !!

نِعمٌ توالت لو أردنا شُكرها …. لله بتنا راكعين وسُجدا

________________

فهد الخالدي
١٧/ابريل/٢٠٢٠

‫6 تعليقات

  1. شكرا فهد على المقال الرائع نعم انها نعم تترى لو اردنا ان نعدها او نحصيها لما استطعنا يقول احد اهل الشام حينما تذمر احد الناس من هذا الحجر فقال لهزانتم في نعمه احمدوا الله عليها الحكومة تقول لكم اجلسوا في بيوتكم خوفا عليكم ورواتبكم تصلكم كاملة وجميع مايلزمكم تم توفيره امانحن فحكومتنا اخرجتنا من بيوتنا وجردتنا من كل شي وقتلت من قتلت ومن سلم من القتل فهومغترب ويعيش في ذل (ياليت قومي يعلمون)
    شكرا اخي فهد وشكرا للاخوان في جريدة اليوم على اخبارهم الموفق ونشكر جهودهم الحباره على التغطيات الجميله والطروحات الراقية والمفيدة

  2. مقال اجتمعت فيه الايجابية وتعليم الجلد وقمعت فيه سلبية البعض
    نسأل الله ان يرفع البلاء والوباء عن عبادة
    اشكرك استاذ فهد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى