الكتابالمقالات

العقل البشري في الحجر المنزلي

بقلم | عبدالسلام الزهراني

اليوم أكملنا 35 يوماً من الحجر المنزلي و بمجارات الوضع الراهن بالتحليل والوقوف على بعض مانتعرض له بشكل يومي قد يساعدنا ذلك في التحكم بمشاعرنا وتحسين طريقة تعامل عقولنا معها.

قبل أن نبدأ دعونا نتذكر بأن قدراتنا كبشر تختلف من شخص إلى شخص اخر، فمنا من قد حمل نفسه مالا يطاق ، ولم يستطع المقاومة وبدأ بالانهيار منذ الأسبوع الأول ، فأبرز ماقد يقودنا إلى مرحلة الانهيار هي تلك الأرقام المتزايدة حول العالم لإعداد الوفيات التي يتم استعراضها وإبرازها بشكل يومي فالنتائج هذه يتفاعل معها العقل بطرح سؤال يقوم بتكراره بين الحين والآخر
( هل أنا وأسرتي في أمان ).

حين تقوم بالاجابة على هذا السؤال بنعم ، سرعان مايتلقى العقل معلومات وإشارات خلاف تلك الإجابة ،فهنا واعظ يخبرك بأن الله أباد شعوب وأمم جزاء بما فعلوا ، وهناك طبيب يتحدث بأسم منظمة صحية يشرح لك تركيبة هذا الڤايروس المعقدة ، وعلى شاشة تلفازك ذلك السياسي المخضرم الذي يؤكد لك بأنك ان نجوت فأنت من ضمن ال 40% الذين مازالت الدراسات غير مؤكدة على نجاتهم ، عقلك هنا مازال متماسك فتهرع لوسائل التواصل الاجتماعي التي لطالما عرفت بمحتواها الترفيهي فتجد انها تحولت الى غرفة إدارة الأزمة ذاتها ، فقد أمتلأت بمقاطع حصرية لحالات الوفيات حول العالم  وطرق التعامل مع الجثث في تلك الدول !!

جميع المحتويات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية منها أصبحت مربوطة بالوباء وعقلك يجب أن يتفاعل مع كل مايتلقاه ، فلو كنت أمام نهر وشجرة خضراء لأنشغل مخك بتحليل كيف للطير أن يسقي صغاره من ماء النهر.

ولكن ماهوا أمامك الان جعلك تحمل نفسك مسؤليات جميع الوزراء واقتصاد العالم وأمن المنطقة الإقليمي والدولي ،
فاعتزل كل ماهوا سلبي من حولك وأكتفي بأمور العبادة في هذا الشهر الفضيل وممارسة الرياضة والقراءة وتذكر قول الله

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾

ولا تقلق فإن بلدنا في صدارة قائمة الدول التي أثبتت للعالم جدارتها في ادارة الأزمة واحتوائها.

‫4 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى