#القرقيعان نكهة رمضانية شرقاوية الأطفال هم الرابح الأكبر

يحتفل أهالي المنطقة الشرقية بمناسبة شعبية تسمى “القرقيعان” وهي من أهم العادات الرمضانية الشعبية في المنطقه وتُعد أهم المناسبات عند الأطفال خاصة
وليالي القرقيعان في المنطقة الشرقيه هي ليالي (14، 15، 16) من شهر رمضان. والقرقيعان عبارة عن سلة كبيرة مصنوعة من سعف النخيل أو القماش المطرز والمرصع بالخرز يوضع بداخلها خليط من المكسرات من النخيي والفول السوداني “السبال” والجوز والتين المجفف إلى جانب بعض الحلويات، وتعود تسمية القرقيعان إلى كلمة “قرقيعان”، ومعناها الصحيح لغوياً: “قرة العين في هذا الشهر”. فالقرة هي ابتداء الشيء، وبمرور الزمان تحورت الكلمة، وصارت تُنطق “قرقيعان”.. أما حسب العادات والتقاليد بالمنطقة الشرقية فإن القرقيعان تعني الشيء المخلوط المتعدد الأصناف، والمقصود هنا المكسرات، وما تكاد الشمس تغرب حتى يتناول الأطفال إفطارهم على عجل، ثم يأخذون في التجمع والسير في شبه مظاهرة حاملين حول أعناقهم أكياس القرقيعان، مرددين أهازيج القرقيعان وأناشيده الشعبية.

ففي منتصف شهر رمضان من كل عام، يتجول الأطفال في المدن والقرى على المنازل وفي أيديهم “أكياس” يملأونها بالحلوى والمكسرات، عطايا القرقيعان وهذا تقليد سنوي متعارف عليه، فقد تحولت ليلة القرقيعان إلى مهرجان للفرح والاحتفال حيث تٌزين مداخل القرى وتّعمل البوابات التي تزينها الأضواء يستقبلون من خلال هذه البوابات المارة من السيارات يوزعون عليهم هدايا القرقيعان والمشروبات مع بعض الأناشيد الخاصة برمضان المبارك.

أولاد وبنات

وتختلف أناشيد البنات عن أهازيج الأولاد؛ فللبنات أنشودة خاصة هي:

“قرقيعان قرقيعان.. بيت قصير ورمضان.. عادت عليكم صيام.. كل سنة وكل عام.. يا الله سلم ولدهم.. يا الله خليه لأمه.. عسى البقعة لا تخمه.. ولا توازي على أمه.. أعطونا الله يعطيكم.. بيت يوديكم.. يا مكة يا العمورة.. يا أم السلاسل والذهب والنورة”.

أما الأولاد فيرددون أهزوجة قصيرة جداً هي: “سلم ولدهم يا الله.. خليه لأمه يا الله”. كذلك تجمع البنات القرقيعان من البيوت المجاورة والقريبة من منازلهن فقط، أما الأولاد فيمتد نشاطهم إلى خارج الحي الذي يسكنونه، ويستمتع الأطفال من الصبيان بالذهاب للأحياء الأخرى، وعادة ما تحدث مشاجرات بين الأطفال المنتمين إلى الأحياء المختلفة، ويحاولون خطف أكياس القرقيعان من بعضهم البعض، إلا أنها تعتبر من أمتع الألعاب في هذه المناسبة. ولم يعد القرقيعان مقتصراً على الأطفال بل يشارك فيه الكبار، وتقام له الاحتفالات وتوزع فيه أكياس “القرقيعان” على الجميع ابتهاجاً وفرحاً بأيام وليالي شهر رمضان الجميلة. جدير ذكره أن الاحتفالات مستمرة حتى نهاية العّشر الثاني وقبيل حلول ليالي العشر الأواخر من رمضان المبارك .