المريشد لـ ” الجبيل اليوم ” : الأسواق تتعافى وهناك تفاؤل ، وهذه أسباب أرباحنا

الجبيل اليوم | حوار : عبدالله آل غصنة
كشف الرئيس التنفيذي لشركة التصنيع الوطنية المهندس مطلق المريشد أن التصنيع استطاعت تخفيض إجمالي قروضها من 27 مليار ريال في نهاية عام 2015م إلى 13 مليار ريال في نهاية عام 2020 ، مؤكدا خلال حديثه لـ ” الجبيل اليوم ” أن الاقتصاد العالمي بدأ في التعافي بسبب الوصول إلى لقاحات كورونا وتوافد سلاسل الإمداد وازدياد الطلب على منتجاتنا مشيرا أن بيئة العمل في السعودية أصبحت جاذبة ، وهنا نص الحوار :
كيف أثرت كورونا على أسعار البتروكيماويات ومتى تتوقع انتعاش الأسعار ؟
بدأت أسعار المنتجات في النزول قبل بدء انتشار جائحة كورونا بسبب تأثير الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين آن ذاك وجاء انتشار الجائحة ليعمق من هبوط الأسعار، وشهدت جميع الأسواق تراجعا في الطلب على المنتجات، بدأ في آسيا وانتقل إلى دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة التي كانت أكثر تأثرا بانتشار الفيروس، وهذا أثر بالتالي على الأرباح. والآن بدأت الأسواق في التعافي ووصلت الأسعار إلى معدلات جيده، وأتوقع أن تستمر أسعارالبتروكيماويات في تلك المستويات للفتره القادمه حتى عام 2022.
ما الذي ساهم في انحسار خسائر الشركة وتحولها إلى تحقيق الأرباح خلال الفترة الماضية؟
مع بداية العام الحالي 2021م نجحت عدة شركات حول العالم في الوصول إلى لقاح ضد انتشار فيروس كورونا وبدأ الفيروس في الانحسار شيئاً فشيئاً وبدأ الاقتصاد العالمي في التعافي مع عودة الكثير من الدول إلى تقليل الإجراءات الاحترازية، ومن هنا بدأ الطلب على منتجاتنا يعود شيئاً فشيئاً وتحسن الأداء وارتفعت الأسعار بفعل تعافي الطلب وإرتفاع أسعار البترول والذي أدى إلى إرتفاع متوسط أسعار مدخلات الإنتاج كما أنها شهدت منافسه وإرتفعت أسعارها بسبب محدودية الحاويات حول العالم و سلاسل الإمداد. وعلى مستوى التصنيع ارتفع متوسط أسعارالبيع لجميع المنتجات مما أدى إلى ارتفاع حصة الشركه في أرباح الشركات الزميلة والمشاريع المشتركة، برغم ارتفاع متوسط أسعار اللقيم وانخفاض الكميات المباعة لبعض المنتجات نتيجة لعمليات الصيانة الدورية.
كما أدى تحسن أسعار بيع المنتجات الرئيسة للشركة إلى تحسن النتائج المالية منذ بداية العام، حيث حققت التصنيع صافي أرباح بلغت 333 مليون ريال خلال الربع الثالث مقارنة بصافي أرباح قدره 357 مليون ريال خلال الربع الثاني 2021م وصافي خسارة قدرها (42) مليون ريال للربع الثالث من العام الماضي. كما وصل صافي الأرباح إلى مبلغ 1,018 مليون ريال خلال فترة الأشهر التسعة الأولى 2021م مقارنة بصافي خسارة قدرها (274) مليون ريال خلال الفترة المماثلة من العام الماضي.
كيف نجحت التصنيع في إعادة جدولة قروضها وتخفيضها من 27 مليار إلى 13 مليار وما تأثير ذلك على المركز المالي للشركة؟
استطاعت التصنيع تخفيض إجمالي قروضها من 27 مليار ريال في نهاية عام 2015م إلى 13 مليار ريال في نهاية عام 2020، وهو ما يؤكد إدارة التدفقات النقدية للشركة بشكل جيد خلال الفترة الماضية، حيث تمكنا من سداد أكثر من 14 مليار ريال من القروض القائمة خلال السنوات الخمس الماضية. وتمكنت الشركة من تقليص ديونها عبر مسارين: الأول هو الاستفادة من التدفقات النقدية التشغيلية للشركة، والمسار الثاني هو إتمام صفقة استحواذ شركة ترونوكس على قطاع ثاني أكسيد التيتانيوم بشركة كريستل و توجيه عوائدها النقديه لسداد قروض الشركة. كذلك نجحت إدارة الشركة في إعادة جدولة القروض الباقية من خلال اتفاقيات إعادة تمويل مع البنوك المحلية بشروط وأسعار تنافسية.
ماهي استراتيجية الشركة خلال الفترة القادمة؟
التصنيع واحدة من الشركات الكبرى التي تنظر باستمرار إلى حافظة أعمالها ومنتجاتها وتعيد تقييمها وهيكلتها وصياغتها بما يتناسب مع ظروفها وإمكانياتها. وقد تمكنت إدارة الشركة خلال السنوات الخمس الماضية من إعادة هيكلة قطاعات أعمالها وجدولة قروضها ووضعها على المسار الصحيح ويمكنها من التركيز على النمو والتوسع في المشاريع البتروكيماوية ذات العوائد الجيدة داخل المملكة متى ما توفر اللقيم المناسب أو اقتناص الفرص الاستثمارية الواعدة التي تتكامل مع منتجات الشركة وتنسجم مع خطتها الاستراتيجية أو استطلاع أي من الفرص الخارجية المناسبة.
وهل ترى ان هناك تفاؤل بالاوضاع الحالية للاسواق ؟
نعم هناك تفاؤل بالأوضاع الحالية الجيدة للأسواق ونتمنى أن يستمر تنامي الطلب على المنتجات البتروكيماوية وتحسن أسواقها خلال الفترة القادمة مع تحسن أكثر في الأوضاع الصحية ومع زيادة الأعداد الحاصلة على اللقاحات حول العالم واتجاه العديد من الدول إلى تقليل الإجراءات الاحترازية.
كيف يؤثر الغاز الصخري بالولايات المتحدة والفحم بالصين على السوق وكمنافس للصناعات في المملكه ؟
بدون شك هناك تأثير كبير لاستخدام أمريكا للغاز الصخري، واعتماد الصين على الفحم الحجري كمنافسين للصناعات البتروكيماوية بالمملكة بشكل خاص ومنطقة الخليج بشكل عام، إضافة لما فُرض من الضرائب لدخول الأسواق الأوروبية والآسيوية، مما يجعل المنافسة أصعب، رغم أننا قادرون على تخطيها.
وكيف تنظر لبيئة العمل بالمملكة هل هي مشجعة ام ان هناك عوائق تساهم بشكلٍ سلبي في الانتاجيه والمنافسة؟
بيئة العمل بالسعودية تختلف عن بيئات عمل أخرى لا سيما في التركيز على المركزية ولكنها تحسنت بشكل كبير خلال الفترة الماضية، وهي تتحسن باستمرار في طريقها للبعد عن المركزية في اتخاذ القرار بمزيد من إعطاء الثقة والتفويض بالصلاحيات. وتتحسن بيئات الأعمال كلما ركزت على النتائج لا على الأشخاص، وكلما اعتمدت على منح الصلاحيات وإعطاء المديرين الثقة لاتخاذ القرارات المصيرية، والعمل على تقبل الأخطاء والتعلم منها وتصحيحها والعمل على عدم تكرارها، وهذا يعطي الموظف ثقة أكبر ويشعره بقيمة ما يقدمه وما يضيفه من قيمة للشركة، وهذا هو مجمل الثقافة الغربية في حين تهدف ثقافتنا إلى المثالية والكمال وهو شيء غير واقعي ولا يمكن تحقيقه.
كيف نجحتم في النهوض بشركة التصنيع لتكون واحدة من أفضل الشركات الصناعية؟
التصنيع شركة رائدة ولها تاريخ عريق ومن أفضل الشركات الصناعيه في المملكة بحكم تنوع منتجاتها وعملنا على تحسين أدائها من خلال إعادة الهيكلة حيث قمنا بترشيد التكاليف وإعادة هيكلة الشركة. ثم قمنا بإعادة جدولة القروض قصيرة الأجل وتحويلها إلى متوسطة وطويلة الأجل.
وتم توحيد قطاع الخدمات المساندة من خلال إدارة واحدة مجمعة تقدم الخدمات لجميع قطاعات أعمال الشركة تحت اسم وحدة الأعمال المساندة، وتم إعادة تقسيم وحدات أعمال الشركة إلى وحدات عمل استراتيجية؛ لتكون وحدة لأعمال البتروكيماويات ووحدة لأعمال التعدين ووحدة لأعمال الصناعات التحويلية، بالإضافة إلى وحدة للمالية ووحدة للتقنية والابتكار ووحدة للاستراتيجية والنمو. وما قامت به التصنيع في هذا الصدد يعكس توجهاً عالمياً يقوم على مركزية الخدمات حتى يتم ترشيد أعداد الموظفين والتخلص من تناظر الوظائف وتكرارها في كل شركة على حدة ويزيد من كفائة الأعمال والإنتاجيه والإستدامه.