الكتابالمقالات

المشاريع الجماهيرية بين النجاح والالتزام وتاثيرها على السمعة المؤسسية . بقلم : ناصر الشهري

عندما ينتهي المشروع… وتبقى المخلفات!

المشاريع الجماهيرية ليست مجرد فعاليات مؤقتة تنتهي بانطفاء الأضواء، بل هي امتداد لسمعة الجهة المنفذة وانعكاس لمدى احترافيتها، ومن المؤسف أن بعض المشاريع تنتهي لكن تبقى آثارها السلبية ماثلة للعيان بسبب الإهمال في مرحلة ما بعد التنفيذ.

في أحد المشاريع الترفيهية الجماهيرية وبعد انتهاء الحدث ظلت التجهيزات في موقعها دون إزالة معظمها تالف ومتناثر مما يشوّه المكان ويترك انطباعًا سلبيًا لدى الجمهور.
فهل تم الالتفات إلى هذا الأمر؟ وهل التزمت الجهة المنفذة بالمعايير المهنية التي تفرض إزالة هذه المخلفات؟

إدارة المشاريع… عقد ينتهي بمسؤوليات لا تنتهي

وفقًا لممارسات إدارة المشاريع، هناك بند واضح يشترط إزالة التجهيزات وتنظيف الموقع قبل تسليم المستحقات النهائية للجهة المنفذة، وهذا البند ليس مجرد إجراء تنظيمي بل هو ضمانة لالتزام الجهة بمعايير الجودة والمهنية، ومع ذلك نجد في بعض الحالات تجاهلًا لهذا الشرط إما بسبب الإهمال أو الافتقار إلى الرقابة الصارمة.

الانتهاء من المشروع لا يعني التخلي عن المسؤولية بل يشمل مرحلة ما بعد التنفيذ، والتي تُعد جزءًا لا يتجزأ من الالتزام المهني.
فكما أن مرحلة الإعداد والتنفيذ تتطلب دقة وانضباطًا فإن مرحلة الإغلاق والتنظيف لا تقل أهمية بل قد تكون العامل الحاسم في تقييم التجربة الكاملة للمشروع.

السمعة المؤسسية… رصيد لا يحتمل الإهمال

السمعة المؤسسية ليست مجرد مفهوم نظري بل هي رأس مال معنوي يُبنى على مدار سنوات من الالتزام والجودة والشفافية وكل مشروع تنفذه جهة ما هو فرصة لتعزيز هذه السمعة أو تقويضها، والإهمال في إزالة المخلفات بعد انتهاء المشروع قد يبدو تفصيلًا صغيرًا لكنه يترك أثرًا عميقًا في ذهن الجمهور والشركاء ويطرح تساؤلات حول مدى التزام الجهة بمسؤولياتها.

في عالم الاتصال والعلاقات العامة تلعب الصورة الذهنية دورًا محوريًا في تشكيل الانطباعات وترسيخ الثقة. والجمهور اليوم لم يعد مجرد متلقٍ سلبي بل أصبح ناقدًا واعيًا يراقب أدق التفاصيل ويتفاعل مع أي تقصير بوسائل متعددة سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال تقييمات مباشرة تؤثر على قراراته المستقبلية تجاه الجهة المعنية.

نصيحة أخيرة: الاحترافية تُقاس بالتفاصيل

لا تنتهي المشاريع بانتهاء فعالياتها بل تبقى آثارها شاهدة على مدى التزام الجهة المنفذة بمسؤولياتها.
إن الحرص على تطبيق معايير الإغلاق والتنظيف ليس مجرد إجراء إداري بل هو رسالة واضحة تعكس مدى احترام الجهة لمكانتها وللجمهور الذي تستهدفه.
فالمشاريع الناجحة ليست فقط تلك التي تحقق أهدافها، بل التي تترك أثرًا إيجابيًا حتى بعد رحيلها.

____________________
#ناصر_الشهري
#الاتصال_المؤسسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى