المملكة وخدمة الحجيج .. تاريخ حافل لا ينكره إلا جاحد ..

بزغ نُور العشر من ذي الحجة ، وأطل شهر الله الفضيل الذي يقصد فيه آلاف المسلمون – من كل حدب وصوب – مكة المكرمة لآداء فريضة الإسلام وخامس الأركان وهو حج البيت الحرام لمن استطاع إليه سبيلا ، قال تعالى: ( ( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ )
تقُوم بلادي بلاد المملكة العربية السعودية تحت قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن سلمان – حفظهم الله – اليوم ومنذ عقود باستقبال تلك الحشود الغفيرة الباذلة النفس والمال تجاه طاعة رب العباد بتوفير كامل الرعاية لخدمة ضيوف الرحمن دافعةً الغالي والنفيس لجعل كل صعب أمراً سهلاً ميسراً أمامهم بعيداً عن أي خلافات سياسية أو عراكات مذهبية ، إذ توفر جميع التسهيلات منذُ قدوم الحجاج أو المعتمرين وحتى عودتهم إلى ديارهم بالتنسيق مع سفاراتهم .
ولم تدخر المملكة جهداً ولا مالاً ولا أرواحاً في العناية بالزائرين ، حيث وجهت بالعناية الفائقة متمثلة بوزارة الحج والعمرة بتسهيل كافة متطلبات ضيوف الرحمن داخل المشاعر المقدسة وخارجها ، فأنشأت عام ١٤٣٣هـ قطار المشاعر والذي يخدم أكثر من مليون حاج في اليوم ، كما ساهم بشكل رئيسي في تسهيل حركة النقل بين المشاعر بصورة توفر الوقت والمادة ، وتخصص المملكة عدد كبيراً من الفرق الأمنية والعسكرية لضبط الأمن والفرق الصحية متمثلة في هيئة الهلال الأحمر وقوات الطوارئ والمراكز الصحية لأي حال طارئة، وقد وقف سمو سيدي ولي العهد قبل أيام على استعدادات قوات أمن الحج وجميع الأجهزة المعنية بشؤون الحج لتكون على أهبة الإستعداد لحج هذا العام.
كما تقدم المملكة نفسها في الحج كل عام من خلال أفضل الخدمات بل تحاول جاهدة ومن خلال لجان واجتماعات مكثفة بعد نهاية كل موسم أن تتلافى القصور إن حصل وتدرس الأسباب وتبحث عن الأفضل وتراجع الأخطاء وتسعى إلى التصحيح. كل ذلك من أجل راحة الحاج الذي من حقه أن يستمتع بأفضل الخدمات ويشعر بالأمان ويعود إلى أهله سالماً.إنّ من يتأمل في هذه الجهود العظيمة و المبذولة في تيسير آلية الحج سيدرك حجم المسؤولية وعظم ما تقدمه المملكة وسيقف وقفة احترام وتقدير لما تقدمه بكافة قطاعاتها وجهودها.
أخيراً يمكن القول بأنّ ما تصّرم من السنوات كان خير شاهداً وبرهان على نجاح وكفاءة حسن تدبير المملكة في إدارة شؤون الحج وهو حجة على كل حاقد أو قائل خلاف ذلك ؛ وهذا يعكس ويرد على ما أثير مؤخراً في محاولات باءت في الفشل في تأجيج الرأي العام حول ضعف إمكانيات المملكة وتقصيرها حول خدمة الحجيج ، والمملكة ترد وتؤكد وقفتها وقدرتها قلباً وقالباً في خدمة دين الله والمسلمين وصون تلك الأمانة الملقاة على عاتقها ولن يمنعها من ذلك كائناً من كان.
حفظك الله يا بلادي من كلّ شر ومكروه ، وتحية تقدير وقبلة وفاء لكل القائمين على خدمة ضيوف الرحمن، وأعانهم الله على أداء مهامهم ووفقهم لما يحب ويرضاه.