الكتابكلية الفيحاء الأهلية

ثلاثون عامًا من الامتنان لوطن احتضن الحلم وصنع المستقبل .. بقلم / شاجي سبير صاحب

بقلم / شاجي سبير صاحب

ثلاثون عامًا مرّت وكأنها فصلٌ جميل من العمر، بدأت منذ أن وطئت قدماي أرض المملكة العربية السعودية باحثًا عن فرصة عمل متواضعة، أحمل طموح شابٍ هندي غادر بلده البعيد ولا يعلم ما ينتظره. لم يخطر ببالي حينها أن هذه الأرض الطيبة ستصبح موطني الثاني، وأن شعبها سيكون أهلي وناسي، وأن مستقبلي سيُكتب بين ربوعها.

جئت موظفًا بسيطًا، أتعلم يومًا بعد يوم، وأسعى بكل جهدي، فبادلَتني المملكة بالعطاء وفتحت لي أبوابًا لم أتوقعها. احتضنتني بقيمها النبيلة، وأمنها واستقرارها، وباحترامها لكل من جاء إلى هذه الأرض ليعمل ويجتهد. هنا تعلّمت معنى العدالة في الفرص، ومعنى أن يكون الاجتهاد طريقًا للنجاح، وأن يعيش الإنسان في وطنٍ يمنح دون أن يسأل عن الأصل أو اللون أو اللغة.

وبفضل الله ثم بفضل هذه البلاد المباركة وقيادتها الرشيدة، انتقلت من موظف عادي إلى مستثمر يساهم في الاقتصاد، ويخلق فرص العمل، ويرد جزءًا من الجميل لهذا الوطن الذي كان شريكًا في رحلتي وتطوري. لقد كانت المملكة ولا تزال بلد الفرص، وموطن الخير، وواحة الأمان التي احتضنتني وأسرتي طوال ثلاثة عقود.

وأحمل في قلبي امتنانًا كبيرًا لكل سعودي التقيت به خلال هذه المسيرة؛ من زملاء العمل إلى الجيران والأصدقاء. وجدت فيهم الكرم، والنبل، والاحترام، والمحبة الصادقة. لم أشعر يومًا أنني غريب، بل كنت دائمًا واحدًا منهم، أشاركهم أفراحهم ومناسباتهم، وأتعلّم من عاداتهم وتقاليدهم التي أصبحت أعتز بها.

وفي ختام رحلتي التي ما زالت مستمرة، أتقدّم بخالص الشكر للمملكة العربية السعودية، قيادةً وشعبًا، على ما أولتني من فرص وأمان ودعم. سيبقى قلبي ممتلئًا حبًا ووفاءً لهذا الوطن، ودعائي الدائم أن يديم الله عليه نعمة الأمن والرخاء، وأن يبقى منارة خير، وبلدًا يحتضن كل مخلصٍ يسعى لمستقبل أفضل.

المملكة… بلد الخير والإنسانية، وموطن الأمان الذي لا يُقدَّر بثمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى