الثقافة

جمعية الثقافة والفنون إلى أين ؟ ومتى ستُفتح الأبواب ..؟

بقلم: بدر شاكر الشيخ

تأسست جمعية الثقافة والفنون على أهداف وأسس رفيعة أهمها النهوض بفنون وثقافة الوطن والحفاظ على إرثه، ولأنَّ كل حضارة تُبنى على إرث يتجدد ويتطور، كان هذا روح الفكرة التي الهمت أجيالًا مضت ساهمت وعملت بهِمّة وطموح في بناء هذا المشروع الهام والمؤثر على مدى بعيد، والمُحرك الأساسي لكل آليات العمل في هذا الصرح الثقافي كان متمثلًا في بناء الإنسان بالفن والخيال والإبداع، إيماناً بأهمية وعمق أثر الفن في خلق امتداد حضاري ينافس الأمم الطموحة، وكما تقول الحكمة “لا جديد تحت الشمس” كان هذا الإيمان بأن الجديد في العقول والقلوب التي تعطي بإبداع خلّاق وتبث روح التجديد في كل قديم.

ولكن هل لازال الصرح يمثل الأساس؟
هل لازالت جمعية الثقافة والفنون تؤمن بأن الإنسان المبدع هو المجدد والطاقة التي لا تنضب والشجرة التي لا تموت إلا وهي وارفة الظلال؟
أم أن جمعية الثقافة والفنون ابتعدت عن جادة الصواب ولحقت أوهامها البراقة التي لا أثر لها، إنّ النهوض بالفن والثقافة ليس حُلمًا ورديًا كما يتصوره البعض ولا حصادًا ننالهُ دون نفوس عظيمة تشارك في البناء والارتقاء بمستوى الثقافة والفنون بالمملكة، مرورًا برعاية الأدباء والفنانين السعوديين، والعمل على رفع مستواهم الثقافي والفني والاجتماعي، وتأمين مستقبلهم، وتوجيههم لما يخدم مجتمعهم، وصولاً لتبني المواهب الشابة، وإتاحة الفرص أمامها لإبراز تفوقها ونبوغها في ظل الإشراف والتوجيه، هناك تقصيرًا كبيرًا وانحرافًا عن الطريق المرسوم لأهداف الجمعية الأساسية.

وبالعودة للوراء لخمسة عقود مضت وتحديدًا لمحافظة الأحساء، سنرى مشهدًا في غاية النُبل يتكاتف فيه أبناء تلك المحافظة العريقة في بناء دارًا للفنون بأيديهم لتكون منبرًا لهم يزاولون فيه هواياتهم وينشرون من خلاله ثقافتهم وفنونهم، ويستقطبون فيه موهوبيهم. سميت في حينه “نادي الفنون” ومن ثم “جمعية الفنون الشعبية” لتتكون بعدها لوحة بديعة رسمها أعضاؤها بجهودهم الذاتية الفردية دون دعم أو رعاية من جهة رسمية في حينه. كانت تحتوي على خليط متنوع المجالات الفنية من مسرح وموسيقى وغناء وفنون شعبية، ممزوجةً بالرسم والتشكيل، محفوفةً بالثقافة بأنواعها من شعر وكتابة للنصوص المسرحية وما إلى ذلك من أدبيات. تلك الجمعية التي اجتذبت الكثير من الفنانين والمثقفين، لتصبح فيما بعد جمعية رسمية تحمل نفس الأهداف والمبادئ، مقرها الرئيسي في الرياض التي أُطلق عليها فيما بعد “الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون” انبثق منها فروع عديدة انتشرت في أرجاء الوطن لتكون حاضنة وداعمة لأصحاب الفن والثقافة والشباب الموهوب، مثريةً المشهد الثقافي بالأعمال الأصيلة التي تمثل كل منطقة وإرثها.

وبالعودة للطريق المرسوم، الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بفروعها وجِدت كمتنفس لفناني ومثقفي الوطن لممارسة هواياتهم وصقل مواهبهم، ونشر إبداعهم على الساحة ليستمتع به الجمهور، وإبراز ثقافة كل منطقة وما تحوي من إرث فني، وليس فقط كقاعة لإقامة المعارض والمؤتمرات والفعاليات تنتهي بانتهاء الحدث..!!

تستطيع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بكل بساطة أن تثري المشهد الثقافي على مستوى المناطق، والوطن، وخارج حدوده، بفتح باب المبادرات والأنشطة التطوعية، وهذا لا يحتاج إلى ميزانية، فقط إعطاء الفرصة للشباب الموهوب والمخضرمين المغمورين في جميع المجالات الفنية والثقافية لإظهار ما لديهم من إبداع، وكل ما يحتاجونه في البداية فقط الظهور، وبعدها سيجدون من يدعم أنشطتهم ويأخذ بأيديهم، فأعطوهم هذه الفرصة وافتحوا الأبواب.

‫20 تعليقات

  1. منذ خمسة عقود مضت ونحن على مقاعد الدراسة المتوسطة حدث تغيير في الوسط الفني و الثقافي ، تحقق حلم شباب ذلك الزمن في الأحساء لأنه أي التغيير ، هم من أحدثوه و بذلوا كل ما بوسعهم ليكون حقيقة ظاهرة للعيان ، و الذي تعمم على باقي مناطق المملكة ، هذا الحلم هو ” جمعية الثقافة و الفنون ” التي تأسست لترعى النشاطات الثقافية و الفنية ، فكانت تهتم بالمواهب الموسيقية و الأدبية و المسرحية و تقيم الحفلات و المسرحيات ، و الندوات التي اثرت المشهد الفني و الثقافي و شجعت و احتضنت الفنون كل المواهب ، فبرز فنانون يشار لهم بالبنان ، كانت جمعية الثقافة والفنون بيئة حاضنة و مشجعة . بعد فترة من الزمن ، توالت الإدارات التقليدية التي ركنت إلى الهدوء الفني و الثقافي ، فتغير ايقاع الاداء و انحرف عن المسار ، نتمنى من القائمين على الجمعية بفتح باب المبادرات لكل الناشطين من الفنانين و المثقفين المتطوعين ليسهموا في الإثراء و الارتقاء بجميع الفنون في المنطقة و إظهار موروثنا و هويتنا في داخل و خارج حدود الوطن ، بعض ممن أخذوا على عاتقهم و بذلوا كل ما بوسعهم ارتحلوا إلى جوار ربهم و رضوانه ، بينما البعض الآخر بقي مبتعداً مكتفياً بالحضور التقليدي .. شكراً جزيلاً الفنان بدر شاكر الشيخ على طرح هذا الموضوع الذي يهم كل الفنانين و المثقفين في جميع ارجاء الوطن

  2. ‏‎اعتقد بانه قد حان الوقت حتى يتم اعادة هيكلة لجمعية الثقافه والفنون
    وان تكون اسسها واضحه بعيده عن التحزبات

  3. جمعية الثقافة والفنون بفروعها تحتاج إلى إدارة واعية ومؤهلة للقيادة التي تتطلبها المرحلة للارتقاء بالأداء برؤية حضارية بعيداً عن القيادات التقليدية المتعاقبة والتحزب والشللية

  4. لا شك أن جمعية الثقافة والفنون صرح فني ثقافي أنشئ لتطوير الفنون بكل أنواعها و تطوير الفنانين أيضاً ، و الارتقاء بالثقافة و المثقفين .. في بداية الأمر كان القائمون على أنشطتها شباب متحمسون ، لكن الوقت بإيقاعه السريع المتطور لا يقف عند أحد ، يتطلب دماءً جديدة متوثبة و متحفزة تواقة للتطور و الاستمرار ، للنهوض بما بدأه أبناء الجيل السابق و إعادة النظر في كيفية الادارة و اعادة الهيكلة على نظام اتاحة الفرصة للكفاءات المتوفرة في مجال الثقافة والفنون التي لا تحتاج إلا فتح الأبواب على مصراعيها لتدخل الدماء الجديدة المواكِبة لنهضة البلد في جميع المجالات و رؤية 2030

  5. على الجمعية أن تفتح الأبواب للفنانين و تدعمهم و تبرزهم و أن تقوم بدورها الذي وجدت من أجله على أكمل وجه

  6. صحيح المواهب بحاجة لمن يدعمها ويبرزها وهذا ما يجب على جمعية الثقافة والفنون فعله

  7. واقع الجمعيات لايزال واقع مؤسف وأهدافها ورسالتها وأحلامها المرجو تحقيقها تحققت بشكل محدود جداً ولم تكتمل حتى الآن

  8. جمعية الثقافة و الفنون أنشئت للفنانين السعوديين من الجنسين بدون أي تفرقة لأننا جميعا المكون الرئيس للمجتمع ، و أيضاً إخواننا و أخواتنا المقيمين الذين لديهم مهارات و ميول فنية و اهتمامات ثقافية . للأسف لا نرى أي اهتمام من قبل القائمين على مجال الثقافة و الفنون أي اهتمام بالفنانات و المثقفات الا في حالات نادرة تكاد تكون معدومة . نحن فنانات و مثقفات الوطن نطلب اتاحة الفرص كاملة لنا لنسهم في رفعة بلدنا و العمل على المساهمة في رؤية 2030

  9. جمعية الثقافه والفنون فعلا إلى أين!!! عدم ترك الشللية والأحزاب في اختيار الطاقات والمواهب الموجودة سيدمر الفن وسيميت الإبداع بحيث يجعله مقتصر على أشخاص معينين … إلى متى سنجعل الفن والثقافة مقتصرة على فئه معينة.. اطلقوا المواهب واجعلوا الكل يعبر عن موهبته ولا تقتصروها على ناس معينين اجعلوا الموهوب يثبت نفسه ويعبر بر الأمان الى أن تصل موهبته لكل بيت وللعالم.

  10. من أبرز الإشكالات التي كانت سبباً رئيسياً في الواقع المتردي الذي وصلت له جمعيات الثقافة والفنون ، ضعف ونقص الدعم المادي من الجهات المعنية ، بنية تحتية متهالكة وغير ملائمة لطبيعة عمل ورسالة هذه الجمعيات ، الشللية والانغلاق وضعف الانفتاح والتواصل في المجتمع ، ضعف التركيز على بناء قدرات الكوادر ، نمطية الفعاليات المقامة والتركيز على جانبين أو ثلاثة من جوانب الفنون وإغفال بقية الفنون طوال هذه السنوات .

  11. منذ وقت ليس بالقصير و أنا أمارس الكتابة المسرحية بالإضافة إلى كتابة الحوارات و السيناريوهات للأفلام القصيرة . نصحني أحد الأقارب بالذهاب للمكان الطبيعي لمثل هذه النشاطات و المواهب ؛ هذا المكان هو جمعية الثقافة والفنون ، ذهبت بصحبة إحدى الأخوات ، كان في تصوري أنني سأُقابل بالترحيب و التشجيع ، حصل هذا لكن بشكل صوري أجوف مما جعلني أندم للذهاب هناك و أتحسر على الأيام الأولى لولادة هذا الصرح الفني الثقافي و أذكر بالخير من سعى لإيجاده و تبني فكرته و عمل على النهوض بالفنون و الثقافة . ليتهم يعودوا الآن ليروا زرعهم ذابل لا حياة فيه ، بانتظار من يعيد له الحياة من جديد ليكمل مشواره

  12. إن مجال الثقافة والفنون ركيزة أساسية في توسيع مدارك الناس، مما يساعدهم على تذوق ونقد الفن بكافة صوره، لأنهما كنزان يستحقان العناء والاهتمام والرعاية، على إعتبار أنهما يساهمان في بناء مجتمع ووطن طموح حيوي ومنتج، إن المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي مطالبين بوضع مخططات و برامج تروم الإرتقاء بالمجالين الثقافي والفني عبر دعمهما ماديا و معنويا، سعيا وراء تغيير الصورة النمطية التي أثرت سلبا على مختلف الإبداعات، لاسيما في ظل أزمة تداعيات انتشار فيروس كورونا، حيث أن الثقافة و الفن يعتبران رافدا قويا في إبراز كافة المؤهلات.

  13. كنا نتوقع تغييراً نوعياً في سياسة جمعية الثقافة والفنون في ظل رؤية ٢٠٣٠ ، لكن الحاصل المضي على سياستها في تعاقب القيادات التقليدية وتكرار نفس الوجوه وتهميش الكثير من المبدعين الشباب والفنانين ممن جار عليهم الزمن ، خاصة أن أهداف الجمعية تحث على رعاية الأدباء والفنانين السعوديين والعمل على رفع مستواهم الثقافي والفني والاجتماعي وتأمين مستقبلهم ، نريد من الجمعية فعاليات دائمة لا تتوقف من عروض مسرحية وموسيقية ونحت وشعر وسينما وقصة وفلكلور شعبي وخط عربي وغيرها من الفنون بشكل يومي ، ودعم المواهب واحتضانها وإبرازها خاصة المرأة السعودية فهي تستحق أكثر من مجرد حضور هامشي في فعاليات الجمعية

  14. جمعيات الثقافة و الفنون شاخت و هرمت و شارفت على التقاعد . مضى عليها خمسون عاماً وهي تراوح مكانها . يجب ان تكون الصدور و القلوب مفتوحة و مملوءة بحب العطاء و المبادرة بفتح الأبواب لاستقطاب الفنانين و الفنانات و المثقفين الذين هم أساس نهضة الثقافة و الفنون في البلد و اللبنة الأساسية لرؤية 2030

  15. قيادات جمعية الفنون تحتاج لتغيير وكذلك اللجان إلى تجديد وتطوير وتغيير مشرفيها وإتاحة الفرصة للشباب لتطويرها بتقديم عروض مبتكرة بأشكال مختلفة فلجنة الموسيقى والفنون الشعبية شبه معدومة ولجنة المسرح عروضها غير جاذبة من ناحية ما تقدمه من عروض ركيكة ولجنة الفنون التشكيلية والخط العربي مقصورة على شخصيات معينة وباقي اللجان دورها ضعيف جدا

  16. مقال جميل اخوي بوشاكر. اعتقد الان في ضل التغيير الجديد في وزارة الثقافة بانشاء هيئات ثقافية كهيئة المسرح و هيئة الموسيقى وغيرها حيث انها تعتبر منصات اضافية للمبدعين بتقديم ابداعهم و بالامكان التواصل المباشر معهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى