الكتابالمقالات

جيل السوشيال ميديا بين الهوس والفرصة .. بقلم: فاطمة سعد الغامدي

بقلم | فاطمة سعد الغامدي

ولأن الأيدي لم تعد تخلو من الجوالات  ، وأصبحت ”الإعجابات” والمشاهدات” مقياسا للنجاح، مما يجعلنا نعترف  أن هذا الجيل يعيش هوسًا حقيقيًا بوسائل التواصل الاجتماعي.

فيقضي كثير من الشباب ساعات طويلة في متابعة المحتوى الترفيهي، والتحديات الفارغة، وملاحقة الترندات الزائلة التي سرعان ما تُنسى.

لكن السؤال الجوهري ليس عن مدى ارتباط هذا الجيل بالسوشيال ميديا،

بل: كيف نُعيد توجيه هذا الارتباط ليكون محركًا للعلم والمعرفة وبناء الوطن؟

كيف نحوّل الترف الرقمي إلى نهضة علمية ؟

نعي أن وسائل التواصل الاجتماعي  ليست شرًّا مطلقًا، لكنها قد تكون سلاحا ذا حدين  كالسكين ”التي  قد تكون أداة للجريمة أو أداة  للطهو، كذلك السوشيال ميديا قد تكون أداةً للهروب، أو جسرًا نحو النمو والتطور.

الهوس حين يتحوّل إلى إدمان سلبي يُهدر الوقت والطاقة والهوية، يصبح عائقًا أمام تحقيق الذات يمتلك جيل اليوم ما لم تمتلكه أجيال سبقتهم : من منصات تعليمية متاحة مجانا ودورات علمية من جامعات عالمية (بضغطة زر.)

وإمكانية النشر والوصول لملايين من الناس. وفرص لبناء مشاريع رقمية، وربح من الاقتصاد المعرفي من تداول ومتاجر واستبانات مدفوعة وكتابة محتوى مدفوع وغيرها .

لكن المفارقة تكمن في أن كثيرًا من هذه الإمكانات تُركَن جانبًا، ويُستخدم الهاتف لغير ما صُنع لأجله.

لم نطلب أن يتحوّل كل شاب إلى عالِم أو مخترع، لكن من المهم أن يُدرك أنه جزء من وطن ينتظر منه المساهمة، لا الاستهلاك فقط. فلم لا يُنشئ محتوى تثقيفيًا هادفًا.

أو يُعرّف الناس بتراث بلاده وإنجازاته أو يشارك في التوعية المجتمعية أو التطوع الرقمي. أو يطوّر نفسه في مجالات البرمجة، التصميم، الذكاء الاصطناعي، وغيرها.

وفي خضم رؤية 2030، والانفتاح السعودي على التقنية والابتكار، ليس أمام الشباب إلا أن يكونوا على مستوى اللحظة التاريخية.

فالوطن يبنى بسواعد الشباب الطموح، المتزود بالعقل المتقد بالحلم والعلم. وجيل السوشيال ميديا لا ينقصه الذكاء، بل التوجيه.

ولا تنقصه الطاقة، بل الرؤية.

فلتكن التقنية جسرًا نحو العالمية، لا قيدًا في دوامة اللا شيء.

الكاتبة : فاطمة سعد الغامدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى