حين يرحل الرجال الكبار… ويبقى الأثر خالدًا: وداعًا سعيد حوام … بقلم / عبدالله الغصنه

بقلم / عبدالله الغصنه
بكل حزنٍ وأسى، نكتب رثاء رجلٍ لم يكن عاديًا في حضوره، ولا عابرًا في أثره، رجلٍ رحل جسدُه وبقيت سيرته شاهدةً عليه، العميد سعيد بن علي آل ذيبان (سعيد حوام) رحمه الله تعالى.
لم يكن الفقيد مجرد اسمٍ يُذكر، بل كان خُلُقًا يُحتذى، ووفاءً يُروى، وكرمًا لا يعرف ضيقًا ولا انتظار مقابل. عُرف بين الناس بقلبه الواسع، ويده الممدودة للقريب والبعيد، لا يفرق في عطائه بين معرفةٍ أو صلة، فكان عطاؤه إنسانيًا خالصًا، نابعا من قناعة راسخة بأن الخير لا يُجزّأ.
كان محبوبًا من الجميع، لأن محبته لم تُصنع بالكلام، بل بالمواقف. ومواقف العميد سعيد – رحمه الله – كثيرة، ثابتة، وصادقة، يشهد لها كل من عرفه أو تعامل معه. لم يكن يتأخر عن نصرة محتاج، ولا يتردد في الوقوف مع من ضاقت به السبل، وكان حضوره في الشدائد يسبق حضوره في الأفراح.
وأشهد – وأنا واحد من كثيرين – بوفائه ووقفته الكريمة معي شخصيًا، إذ كان له بعد الله فضلٌ كبير في مساعدتي على الحصول على وظيفة بعد قدومي إلى الجبيل، في وقتٍ كنت فيه أحوج ما أكون إلى من يأخذ بيدي. لم يكن ذلك منّةً ولا تفضّلًا، بل كان أسلوب حياة عنده، يقدّم الخير بصمت، ويمضي دون أن ينتظر شكرًا أو ثناء.
رحل العميد سعيد، لكن أخلاقه بقيت، وذكراه ستظل حاضرة في القلوب، وفي دعاء من أحسن إليهم، وفي حنين من عرفوا قيمته الحقيقية. نسأل الله أن يجعل ما قدمه في ميزان حسناته، وأن يوسّع له في قبره، ويجمعه مع الصالحين، وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
رحمك الله يا أبا الخير، وجزاك عنّا وعن الجميع خير الجزاء، وجعل ذكرك الطيب صدقةً جارية لا تنقطع.

