الكتاب

حين يشتدّ الهم… يولد الفرج … بقلم / عطية الزهراني

بقلم / عطية الزهراني @atiyazahrani

[الصبر ليس استسلامًا، بل وعيٌ عميق ]

لا يمرّ إنسان في هذه الحياة دون أن يختبر لحظات الانكسار، تلك التي تتراكم فيها الهموم حتى يخال صاحبها أن الأبواب أُغلقت، وأن الفرج أبعد مما يُحتمل.

في تلك اللحظات، لا يكون الألم في الوجع ذاته، بل في شعور العجز، حين يظن الإنسان أن ما هو فيه لن ينتهي.

لكن الحياة علّمتنا أن الهم لا يدوم، وأن الضيق مهما طال، لا بد أن ينحسر. الصبر ليس استسلامًا، بل وعيٌ عميق بأن لكل محنة نهاية، وأن الدعاء ليس مجرد كلمات، بل طمأنينة تُسكب في القلب فتُعيد إليه اتزانه.

اليأس لحظة ضعف، إذا تمكّن من الإنسان قطع به الطريق، وأثقل روحه، وأعمى بصيرته.

أما الرجاء، فهو القوة الخفية التي تُبقي القلب حيًا، متعلّقًا بالله، واثقًا بأن التدبير بيده وحده.

وكما قيل قديمًا، وكأنها تُقال لكل مهموم في زماننا:

يَا صاحبَ الهمِّ إنَّ الهمَّ مُنفرِجٌ أبشِرْ بخيرٍ

فإنَّ الفارِجَ الله

هي ليست أبياتًا تُتلى، بل رسائل طمأنينة، تُذكّرنا بأن ما عند الله أعظم، وأن الفرج قد يتأخر…

لكنه لا يُخطئ الطريق أبدًا. لا تيأس…

فالله لا يخذل قلبًا لجأ إليه، ولا يترك دعاءً صادقًا بلا أثر. اطمئن، فربّ الهم هو ربّ الفرج،

وما دام القلب معلّقًا بالله… فلن يضيع الطريق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى