خبراء لـ الجبيل اليوم: لقاء الرياض والقاهرة مهم وسيحسم عدة ملفات عربية

كشف خبراء سياسيون ان العلاقات بين السعودية ومصر متماسكة رغم الشائعات الكثيرة التي تناقلتها وسائل الإعلام و شبكات التواصل الإجتماعية التي تسعى ان توتر العلاقات المصرية السعودية مستغله التوترات السياسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط حيث تحاول بعض الفئات توتير العلاقات بين الشعوب واستغلال المواقف لبث رسائلها الكاذبة، فيما تشهد الرياض اليوم قمة مصرية سعودية قوية تؤكد العلاقات الاستراتيجية بين البلدين و أكد عدد من المحللين السياسيين إلى أن العلاقات الثنائية بين الرياض والقاهرة هي علاقات كبيرة وإستراتجية حيث تعتبر ضمانة لمستقبل العمل العربي المشترك في مواجهات الأرهاب والأزمات في البلدان العربية بشكل عام وفي سوريا والعراق بشكل خاص مشيرين إلى أهمية وقت الزيارة الحساس في ظلّ التطورات الحساسة في المنطقة التي تحتاج إلى حسماً عربياً
وقال المحلل السياسي مبارك ال عاتي أن نهج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز القائم على اختراق الجمود في العلاقات العربية العربية اثبت نجاحة بقوة في ازالة مايعتري تلك العلاقات من ضبابيبة وسوء فهم .
حيث نجحت السياسة السعودية المتجددة في الاقتراب كثيرا من العواصم العربية واعادتها من جديد الى محيطها العربي كما يحصل حاليا مع العراق او الى دفعها الى ممارسة مهمتها تجاه مسؤلياتها العربية كما هو جاري مع الشقيقة مصر التي تربطنا معها اوثق العلاقات الاخوية واعمقها.
واضاف ال عاتي قمة خادم الحرمين الشريفين والرئيس المصري
ضمانة لمستقبل العمل العربي المشترك وامنه ، وتقوية لصوته في المحافل الدولية من شأنها ان تسهم في توحيد و تقريب وجهات النظر مما يسرع حل كثيرا من ملفات منطقتنا ويحصنها من ان تكون ميدان استقطاب ونزاع دولي .
مؤكدًا أن مباحثات الزعيمين ستكون مفتوحة وستبحث مختلف جوانب العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل تعزيزها، ودعم التنسيق المشترك في ظل المصير الواحد و التحديات والتهديدات المشتركة التي تواجه البلدين ، القمة تأتي في إطار دفع وتطوير العلاقات الثنائية فى كافة المجالات، مؤكدة متانة وقوة العلاقات الراسخة بين البلدين والتي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ.
و اعتقد الإعلامي عضوان الأحمري أن زيارة الرئيس المصري مهمة في وقت حساس وهناك عدة ملفات تحتاج الى حسم في المنطقة العربية لافتًا أن بين السعودية ومصر علاقة تاريخية و الجميع يعرف ان الرياض والقاهرة هما مراكز بحث القرارات العربية الحقيقية والفعلية وتأثير السعودية ومصر كبير جدا في العالم العربي
وزاد الزيارة مهمة في توقيت مهم سيكون لها أثر إيجابي على عدد من الملفات في المنطقة وتوقع الأحمري مناقشة جميع الملفات في ظلّ وجود مجلس تنسيق سعودي مصري و زيارات بين كبار المسؤولين في البلدين شهدتها الفتره الماضية لبحث تعزيز هذا التنسيق وتصريحات كبار المسؤولين أيضا في الجانبين تثبت بأن العلاقة بين البلدين تاريخية وقوية لا تتأثر حتى بما يشاع في بعض وسائل الاعلامية او على بعض الشبكات الاجتماعية فهي علاقة راسخة كانت وستزال مستمرة ومن ركائز نجاح العالم العربي المشترك
ومن جانبه قال المحلل السياسي المصري د. معتز سلامة ان البيان الرسمي الذي صدر بخصوص القمة عن رئاسة الجمهورية في مصر، كان مقتضبا، وأشار إلى أن الزيارة “تتناول سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين، والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب”.
وبالتالي أظن أن هناك ثلاثة محاور لهذه الزيارة وهي: العمل على تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وهو ما يعني التحرك الجاد نحو تنفيذ الاتفاقيات التي شهدها لقاء القمة بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس السيسي في مصر. ومن ثم الهدف هو إعادة العلاقات المصرية – السعودية إلى طريقها الصحيح الذي كانت قد بدأته في إبريل 2016، وتجاوز مرحلة الفتور في الفترة الماضية، واردف سلامة أن الأزمات العربية ستكون حاضرة، وبالأخص أزمات سوريا واليمن والعراق، وثالثا أظن أن هناك بالأساس مسعى من البلدين نحو توحيد الرؤى إزاء ملف الإرهاب والخطاب الديني، وهو ما نلمسه من دعوة البعض إلى تشكيل تحالف بين البلدين بشأن ذلك، ويساعد على ذلك أن مهددات أمن البلدين متقاربة، فيما يتعلق بمستقبل الدين الإسلامي، والجماعات المتطرفة، وخطورة التطيّف الديني والسياسي.
فميا توقع سلامة أن تشهد علاقات البلدين تقدما مضطردا، لكن لن يترافق مع إعلانات مبالغ فيها، وسوف تتجه علاقات البلدين إلى التركيز على الخطوات العملية بالأساس، وليس البيانات والتصريحات التي تقفز على الخلافات أو الاختلافات في المواقف، وهو الدرس الأكبر لخلاصة علاقات البلدين من الفترة الماضية، حيث أثبتت التجربة، صعوبة إدارة العلاقات بنفس منهجية إدارتها خلال العقود السابقة، حيث أنه في ظل وجود أدوات التواصل الاجتماعي، والفضائيات والمترصدين سوءا بهذه العلاقات من جماعات ودول، لم يعد هناك مجال لغير الالتزام بالدقة والضوابط. فلا مانع أن يعلن البلدان أنهما يختلفان حول هذه القضية أو تلك وأنهما سيسعيان إلى التوافق وإدارة مزيد من النقاش حولها.
وفي الحقيقة، فإنه على الرغم من اختلاف الظروف واختلاف القضايا محل الاهتمام الأقصى في البلدين، إلا أن هناك تقاربا وتشابها في الأوضاع وفي الاستراتيجيات والرؤى على الأقل خلال عقد من الزمن وكلا البلدين يقفان على عتبة تغيير هائل وواسع، وهناك فرصة حقيقية لانطلاق علاقات استراتيجية أبدية؛ يساعد على ذلك توافر النوايا والرغبة على الجانبين، فليس لأنني مصري أقول بأنه ليس هناك شعب أكثر حبا لبلاد الحرمين من الشعب المصري، كما أننا في مصر ندرك عن يقين بأنه ليس هناك من هو أكثر حبا لشعب الكنانة من الشعب السعودي وشعوب دول الخليج بشكل عام، ويدلل على ذلك حجم وكثافة المتابعات لقضايا كل بلد في البلد الآخر، والروابط والعلاقات بين نخب الجانبين الثقافية والسياسية والدينية والأواصر الشعبية الكثيفة، التي لا تجعل المصري غريبا في المملكة ولا تجعل السعودي غريبا في مصر.
ومن جانب آخر اوضح المستشار والباحث في العلاقات الدولية سالم اليامي إلى أن تاريخ العلاقات السعودية المصرية يخبرنا بعدد من مستويات التفاعل بين الجانبين يجب ان يكون موجود احدها في فترات ومراحل السياستين العربية، والدولية، ومن هذه المستويات التواصل بين القيادات في البلدين، والتوافق على كثير من القضايا والملفات في الاطارين الثاني، والعربي العام، والتطابق في وجهات النظر والمواقف العامة وغالبا ما يكون في القضايا المهمة، والمصيرية.
وزعم اليامي ان اهم القضايا التي ستجد لها مكان على مداولات القمة السعودية المصرية المرتقبة بعد استعراض مسائل تعزيز العلاقات الثنائية، سيكون ملف الارهاب. في المقدمة كونه يشكل تهديد حقيقي لمنظومة العمل السياسي العربي، والدولي، وهذا الملف مرتبط به بشكل جذري مقاربة حلول لبؤر الصراع المشتعلة في المنطقة العربية، سوريا، واليمن وليبيا.
لافتًا انه تبقى التهديدات الايرانية للعالم العربي ملفا سيجد مكانه على محادثات هذه القمة خاصة بعد الاجماع العربي في قمة عمان على جدية التهديدات الايرانية ويعزز ذلك المواقف الدولية الجديدة التي تؤمن بخطورة المناسط والمخططات الايرانية في المنطقة العربية على الامن والسلم الدوليين.
وزاد إلى أن القضية الفلسطينة ستكون ملف بارز بعد التحركات السياسية في الامم المتحدة الاخيرة، مع غيرها من القضايا. معتقدًا ان هذه القمة ستكون محطة جديدة تنطلق منها العلاقات الى افاق ارحب، وأكد ” يجب ان نعرف ان الجانب المصري لا يستغني عن الدعم السياسي العربي عموما والسعودي الخليجي بصورة خاصة. هذه النقلة في العلاقات الثنائية اعزوها دائما لادراك القيادتين بدقة المرحلة الحالية في عمر النظام السياسي العربي، وللقناعة المشتركة بان اللقاءات على هذه المستويات المتقدمة تفتح افاق اكثر للتقارب وتزيل ما قد يطرا من احداث جانبية.”