خل لزعلك قيمة

حدثني صديقي ديفيد كزبرة عن حكاية حصلت له قبل سنوات. يقول فيها كنت صديق لأحدهم وكانت علاقتنا تتعدى الأخوة. كنت على يقين تام بأن الذي يجمعنا هو مدى التمازج الفكري بيننا. وحصل انه في يوم من الايام أن طرح علي صديقي فكرة المشاركة بمشروع. تحمست كثيرا لهذه الفكرة ولنجاح المشروع وبدأنا في إعداد دراسة الجدوى الخاصة بنا وعندما وصلنا لمرحلة التمويل لم يكن معي شخصيا راس المال الكافي ولكن كان العكس تماما مع صديقي. فاتفقنا أن يكون هو الممول وأن يكون التنفيذ والإشراف من خلالي وبدت رحلة بناء الحلم وتحقيقه من خلال النجاح اللي حصدناه سوياٌ. لدرجة أنه كان لما يذكر اسم كزبرة يذكر مباشرة إسم صاحبه.

بعد أشهر من النجاح بدأت مجموعة من السلبيين محاولة الوقوف امام هذا النجاح. فكان في كل مرة تظهر مشكلة بين كزبرة وصاحبه سببها من وجهة نظر العقلانيين (تافه). تسللت إلى نفس كزبرة وصديقه مشاعر بغض لكل منهم. لكن مافي احد عارف سببها الحقيقي.

فجأة قام كزبرة من مكانه, وجلس يتأمل أحد الصور لمدة.

بعدها إلتفت علي وفي عيونه دمعة ندم, وفي ملامحه حزن وأسى!!!

يقول كزبرة أنا السبب في كل ما وصلنا إليه. للأسف ( ما كان لزعلي قيمة) بل بالعكس كنت شديد العتاب والزعل على صاحبي لدرجة الانانية وعلى أقل شيء. كنت أثناء ما أستمع للمحبطين والسلبيين اللي حولنا أقول في نفسي كلامهم صح! والمفروض كذا بدل كذا وكثير من الأمور اللي تطورت حتى أوصلتني إلى فض الشراكة والصحبة مع هذا الصاحب الجميل.