رحيل مفجع في الغربة .. جدة تشيّع الشاب المثقف حسان الشهري بعد غرقه في بحيرة جنيف

جدة – جيل اليوم
وسط مشاعر حزينة وقلوب مكلومة، شيّعت جموع المصلين عصر الأربعاء الماضي جثمان الشاب السعودي حسان ظافر الشهري، الذي توفي غرقًا في بحيرة جنيف بسويسرا، حيث أُقيمت صلاة الجنازة عليه في جامع القريقري بمدينة جدة، ودُفن في مقبرة الصالحية، وسط حضور كثيف من الأهل والأصدقاء والمعزين.
شاب مثقف وطموح
ولد الفقيد حسان عام 2006، وكان يدرس تخصص الاقتصاد في جامعة لوقانو بسويسرا، ويتقن عدة لغات رغم صغر سنه، وقد عُرف بين أقرانه بحبه للمعرفة ونقل الثقافة السعودية إلى الخارج.
وكان حسان قبل سفره قد قضى وقتًا مع عائلته في مدينة النماص، واصطحب معه عددًا من أصدقائه السويسريين لتعريفهم بالتراث السعودي والموروث الشعبي، في مبادرة شخصية تعكس وعيه بدوره الثقافي كسفير غير رسمي لوطنه.
بعد تلك الزيارة، توجه حسان إلى مكة المكرمة حيث أدى مناسك العمرة، ثم عاد إلى مقر دراسته في جنيف.
تفاصيل الحادثة المؤلمة
وفي يوم الجمعة، أدى حسان الصلاة في أحد جوامع جنيف، وبعد صلاة العصر استأجر قاربًا صغيرًا ودخل البحيرة القريبة من مقر سكنه.
وحين تأخر عن موعد تسليم القارب وحل الظلام، بدأت الجهات المعنية في البحث عنه. وقد تم العثور على القارب في أحد أطراف البحيرة، وكانت جميع أغراضه بداخله بما في ذلك حقيبته وجهاز هاتفه، بينما لم يكن هو بداخل القارب.
تم الإعلان عن فقدانه، وسارعت فرق الإنقاذ والغواصين إلى تكثيف جهود البحث، في الوقت الذي تم فيه التواصل مع والده الذي كان حينها في مدينة النماص، فسافر على الفور إلى جنيف ووصل صباح السبت.
استمرت جهود البحث دون توقف حتى ظهر الأحد، حيث عثر الغواصون على جثمانه في قاع البحيرة على عمق 8 أمتار.
وقد أُعلن عن وفاته رسميًا في تمام الساعة 12:30 ظهرًا بتوقيت جنيف.
الصلاة والدفن
أُديت صلاة الميت على الفقيد ظهر يوم الاثنين في جنيف، ثم نُقل جثمانه إلى المملكة، ووصل إلى مدينة جدة في العاشرة مساء الثلاثاء، وتمت الصلاة عليه عصر الأربعاء، ووري جثمانه الثرى في مقبرة الصالحية.
شكر وتقدير
عبّرت أسرة الفقيد عن بالغ امتنانها وتقديرها للجهات الحكومية، وعلى رأسها وزارة الخارجية السعودية، والسفارة السعودية في بيرن، والقنصلية العامة بجنيف، لجهودهم الكبيرة وتعاونهم السريع في متابعة القضية وإجراءات البحث والنقل حتى وصول الجثمان إلى أرض الوطن.
يُذكر أن والد الفقيد يعمل في القنصلية العامة بجنيف، وقد سبق له العمل في سفارة المملكة بــ فنلندا.
“رحل حسان، لكن بقيت ذكراه حيّة في القلوب. كان شابًا نابغًا محبًا لوطنه، حمل الثقافة السعودية معه حيثما حلّ.
نسأل الله أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يُلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.”