“سعوديات” عاملات في محال التأنيث النسائية : الحاجة دفعتنا للعمل ونجحنا رغم المضايقات

مقدمة :

في ظل تزايد متطلبات الحياة وغلا المعيشه وارتفاع الأسعار اضطرت المرأه السعوديه أخيرا للخروج الى سوق العمل للمشاركه في حمل أعباء الحياة والوقوف الى جانب اسرتها في ذلك.متجاهلة ما قيدت به لزمن طويل من العادات والتقاليد الباليه التي لم تسهم في تحقيق سد الحاجه يوما ولم تكن الا للتقليد فحسب.فحيث ان البعض منهن حاصلات على شهادات علميه الا انهن قررن عدم انتظار الوظيفه الحكوميه او التعليميه و الخروج الى السوق وذلك بعد ان استحدثت لهن وزارة العمل وظائف نسائيه في اطار الشريعه يفترض ان تكون كفيلة بسد حاجتهن ..المرأة السعودية في سوق العمل استحداث جديد لسد الحاجه .ويبقى السوآل هل حققت المرأه السعوديه ما كانت تصبو اليه من خروجها الى سوق العمل وهل حصلت على مميزات كفيله بسد حاجتها ؟

حول هذا الموضوع التقت ” الجبيل اليوم ” بعدد من الأخوات اللآتي التحقن بهذا المجال للتعرف على اهداف وحقائق عمل المرأه السعوديه..

سعوديات يعترفن الحاجه الماديه اهم اسباب خروجنا لسوق العمل..

تقول السيده (ز.س) وهي تعمل في محل للملابس النسائيه ..خرجت الى العمل لمساعده زوجي في مصروف المنزل وحمل بعض الأعباء عنه فراتبه ضعيف جدا ولا يكفينا الى آخر الشهر فنضطر للتنازل عن بعض الضروريات دائما بالرغم ان راتبي 3500ريال الآانه ظهرت لدينا التزامات جديده مع التحقانا بالدوام اولها واهمها انني اضطررت لألحاق ابنائي بمدارس مسائيه لشغل اوقات فراغهم وعدم اشعارهم بأنشغالي عنهم او تسليمهم للفراغ.وقد كلفني ذلك مبلغا من المال جزء استقطعه من راتبي ..هذا عدا المواصلات ومصروف وجباتنا اثناء الدوام..

..والغلاء في تزايد مستمر سواء في المعيشه او غيرها..

اما الأخت ام ماجد وهي تعمل في محل للمكياج يديره ويملكه عدد من الأجانب فتقول خرجت للعمل بعد عناء طويل في البحث من مكان لآخر حتى رزقني الله بعمل في احدى المحلات التي يديرها اجانب وراتبي 2000 ريال سعودي وهو بالكاد يساهم في جزء من توفير لقمة العيش فقط.وتكمل حديثها بحسرة قائله انا واسرتي نمر بظروف قاسيه جدا فكل يوم يمر علينا لا يجلب لنا الا المزيد من الأسى والراتب زهيد جدا امام متطلبات الحياة انا اعيل اسرتي فزوجي عاطل عن العمل للأسف ..اضظطر احياننا الى ارسال ابنائي الى منزل عمهم لتناول الوجبات حيث انني اعجز عن توفيرلقمة العيش بسبب باقي الألتزامات .وتلتقط الحديث الأخت زهراء والتي تعمل في محل ادوات تجميل نسائيه قائلة بكل تأكيد الحاجه هي السبب الرئيسي لخروجنا للعمل ونحن نسعى الى سد حاجاتنا من خلال عملنا..فلم يعد هناك ما يسمى بالكماليات اصبحت كل اللوازم ضرورات لابد لنا من توفيرها..هذا عدا اهمية تواجد المرأه في سوق البضائع الخاصه بالسيدات لتوفير راحه اكثر للزبونات..

المرأه العامله تساهم في دفع الايجار والتهديد بالطرد شبح يطارد ام ماجد..ورسائل وهميه للآيقاع بذوي الحاجه من النساء..

عن الايجار حدثتنا (ز.س)قائلة بالطبع اشارك في دفع جزء من ايجار المنزل فراتب زوجي لا يكفي لمستلزمات الأسره ودفع الأيجار فأضطر للمشاركه ..ولللأسف منذ التحاقي بعملي لم يحدث أن اشتريت شيء خاص لي من راتبي فراتبي بالكاد يغطي احتياجاتنا والمساهمه في دفع الايجار لمنزلنا..وتكمل الحديث زميلتها ام محمد قائلة عني انا فأنا المسؤوله عن دفع الأيجار راتبي 3500 وهو اعلى من راتب زوجي وانا استقطع من راتبي شهريا مبلغ ادخره لدفع الايجار..وتلتقط الحديث ام ماجد بانفاس الاسى الحسرة قائلة اما انا اعتبر المسؤوله الأولى عن دفع الايجار بالكامل فزوجي عاطل عن العمل والتهديد بالطرد حقيقة تطاردني كل يوم فصاحب المنزل الذي نسكنه لا يتوقف عن طلب الايجار المتخلف علينا والتهديد باخراجنا من المنزل عنوة وهو شيء لا خيار لنا فيه..وبسبب عجزي وقلة حيلتي خصوص في هذا المجال فقط كدت اقع ضحيه لسيدات جئن الى المحل في فترات مختلفه وعرضن علي المساعده واخذن رقم جوالي بهدف الأتصال علي لاحقا وتقديم المساعده وتبين لي لاحقا انهن مجرد سيدات يتبعون عصابات منظمه للآيقاع بذوي الحاجه من النساء من خلال الرسائل والأرقام التي يرسلونها لنا انا وزميلاتي ..بعدها اصبحت اكثر حذرا ولكني استغرب مثل هذا التصرف المخيف بصراحه ..ارجو من جميع الأخوات الحذر وعدم التعامل مع الغرباء من النساء او اعطاء أي معلومات شخصيه..وبالطبع وافقتها زميلاتها هذا الرأي فأخبرتنا زهراء ان مثل تلك الرسائل تأتينا لكن لا ننشرها مطلقا..

اوقات الدوام من اهم المشكلات ..والمواصلت التي تستحوذ على اكثر من ثلث الراتب..!!

تحكي لنا السيده(ز.س) واهم مشكله لديها وهي المواصلات وتقول نذهب الى مقر عملنا بسيارة نقل خاصه من القطيف الى الدمام ..ندفع ايجارها 1300 ريال شهريا ويعتبر هذا اهم عائق لي حيث انه استحوذ على اكثر من ثلث راتبي!!اما بالنسبه لوقت دوامي فلا بأس به فتره واحده من الساعه الرابعه مساءا الى الحاديه عشره مساء يوميا والعطله يوم واحد فقط بالأسبوع ..وهناك مشكله ايضا نعاني منها وهي انه لا يحق لنا الغياب مطلقا حتى لو احضرنا أجازات مرضيه لا تقبل بل وتحسم قيمتها من رواتبنا!!نأمل تصحيح هذا الوضع فالمرض شيء ليس بأيدينا..وتستدرك قائلة ايضا نعاني عدم التنظيم ووجود اداره فصاحب المحل يصر على ادارة كل شيء بنفسه ويتعامل بالفواتير بدل الآت المحاسبه وهو امر يزعجنا كيف محل بحجه لا يوجد به محاسبه او كاشيير..وتلتقط الحديث الأخت زهراء قائلة بالنسبه لي المواصلات اجرتها 500 ريال في الشهر سياره خاصه تقلنا من الدمام الى السوق بالدمام مقر عملنا ولكن مشكلتي هي فترات الدوام انه فترتين تمنيننا لو تكون فتره واحده فقط ..وبالنسبه للتأمين الصحي لنا تامين صحي من جهة عملنا ولكنه يخصم من راتبنا بالطبع..اما ام ماجد فتنحصر مشكلتها مجددا في راتبها الضئيل جدا وقدره2000وتقول انها تتذهب الى مقر عملها بتاكسي تدفع اجرته شهريا 300 ريال شهريا..فالعلاج ليس هو مشكلتها مطلقا بل الراتب الذي لم يكفي معيشتهم ومستلزمات الدراسه ليتطرق الحديث الى علاجهم..في ظل بطالة ظروف تعطل زوجها عن العمل وحملها للمسؤوليه وحدها!!.

حين اثبتت اهمية مشاركتها استحقت المزيد من التقدير لجهودها..والنظر في تحسين اوضاعها..

اخيرا من خلال هذه الوقفة هاهي المرأه السعوديه تثبت فعاليتها في المجتمع وصمودها في وجهه التحديات الباليه فمن خلال هذا التقرير نجد ان المرأه السعوديه تحاول المساهمه في رفع المستوى المعيشي للأسره كونها عنصر فعال في المجتمع..فالاسلام حث على عمل المرأه ويبقى السؤآل الأهم متى سينظر في وضع رقابه صارمه على المحلات التي تقدم رواتب زهيده كحالة ام ماجد وخاصة المحلات التي يديرها الأجانب فهي الأكثر استغلالا لحاجة النساء..ومتى سينظر في امور تطويرمقومات عمل المرأه كرفع رواتبهن والنظر في الآجازات المرضيه واوقات العمل ..فحين توضع هيكله منظمه بأجور ثابته ورقابه صارمه على المخالفين ..لا شك سيزداد اقبال المرأه السعوديه على العمل وبذلك سنساهم في رفع المستوى المعيشي للأسر والحد من البطاله النسائيه وبالتالي ايقاف استقطاب العماله الأجنبيه او الحد منه ..