#سعود_الفيصل | الرحيل المختلف . بقلم ” رهف الدويش |
أمسينا على خبرٍ لم يكن كأي خبر عادي يمر على مسامعنا ، ولم يكن تأثيره على نفوسنا هيّن ! أستطيع أن أشبهه بالصاعقة في قوتها وألمها.
شهدت مواقع التواصل الإجتماعي الكثير من الصور وكلمات الرثاء على هذه الشخصية الفذّة ، مما أثار انتباهي ! أردت أن أعرف أكثر عن هذا الرجل ليس جهلًا به بل طلبًا للإستزاده ، بدأت رحلتي وأقل ما أسمِّيها رحله ! لأني كلما تعمقت وجدت بها كمًا أكثر من الحنكةِ والفطنةِ والحكمة.
سعود الفيصل لم يكن كأي وزير خدم عدة سنين ورحل ، هو الوزير الوحيد الذي خدم أكثر مدة زمنية في العالم ، 40 سنة كانت كفيلة لتبين أن هذا الرجال محض ثقة لأربعة ملوك.
كان عمله يتطلب منه التواصل مع مختلف الأجناس والشخصيات ، يتفهّم ما يريدون ويوصل ما يريده بمرونه ، لا يهاب أحدًا فالكلمة التي تختلج في صدره ينطق بها لسانه بكل سلاسه و دون تردد.
شق طريقه بنفسه صنع سيرته وجعل التاريخ يسجلها بين طياته ، فكان مثالًا يحتذى به ، ” وليس هنالك أجمل من أن يعتمد الإنسان على نفسه ليصنع من اللاشيء ‘شيء’ يكبر مع مرور السنين ” هذه العباره كنت أرددها في نفسي وأنا أقرأ سيرته.
الرجل المعاصر ، المخضرم ، الدبلوماسي كانت هذه الأوصاف تتكرر في كل بحث أجريه ، فهذا يدل على أن الجميع يتفق على حنكة هذا الرجل.
سعود الفيصل لم يكن وزيرًا فقط بل لديه عدّة إنجازات أخرى فقد تولّى العديد من المناصب الإدارية في وزارة النفط السعودية ، وله مشاركات عديدة في لجان عربية وإسلامية.
الصرامة والفطنة هي من الصفات التي جعلت سعود الفيصل إسمًا لامعًا في مجاله ، وليس ذلك بغريب فكما يُقال هذا الشبل من ذاك الأسد.
وعندما انتهيت تمنيت لو أنني أستطيع لقائه ليحكي لي أكثر و أكثر عن حياته ، رحيله ليس عاديًا لأنه ترك لنا تجربه رائعة يقرأها و يستطرب بجمالها وينتفع بها أجيالٌ و أجيال.
رحمه الله وأعاننا نحن على هذا الفقد العظيم.
رهف الدويش
الجبيل
أحسنتي وبالتوفيق قلم جميل وبدايه موفقه باذن الله