الكتاب

سُبل السلام ” بقلم : ضيف الله الهدباني”

 

عندما تتحول الرغبة في صناعة السلام الى رهبة يصبح الغباء الحل الاذكى  في عيون المبصرين، إن صناعة الحروب والمجاعات أصبحت من أسمى وأنبل قيم الانسان الجديد، وأصبح يبحث عن المزيد من القيم في جميع شهواته ورغباته، فآمن بالعنف والترهيب وكفر بالمحبة والسلام، وخلق كل مبررات احقاده لكي تكون سبباً لامتداد شهواته ورغباته، واوجد المحاربين الرافضين لغيرهم الحياة لبناء تاريخهم الجديد وصرحهم المجيد على جماجم الابرياء الضعفاء، إن ذكاء اقوى المحاربين فيهم على الجبهات يعادل غباء أوهن الحشرات في الجحور وتحت الأحجار، انهم يقتلون ولكنهم لا يعرفون من قتلوا او لماذا قتلوه ، هم يقتلون لانهم يبحثون عن القتل، يبحثون عن الدماء والاشلاء ، عن الصراخ ، عن أناشيد الموت ، ان جميع صراخهم يتحول الى ألحان و غناء في مواكب القتلى، وكلما زاد صراخهم زادت النشوة وزاد الاستمتاع، ان اقوى الوحوش والسباع تنكر ذلك القتل، ان جميع اهل الارض بدياناتهم وعقائدهم ومذاهبهم وجميع مبادئهم وافكارهم، كفروا بذلك ، وآمنوا بالضد، آمنوا بالتسامح والسلام، ولكي يعيش الانسان متسامحاً مع الانسان لابد ان يكون مؤمناً بالسلام صانعاً له، رافضاً و منكراً للقتل والعداء، و لابد ان يكون هناك طرائق وسبل لرفض هذه العداوة، لابد ان يكون هناك طرائق وسبل للمحبة والإخاء، ومن السبل التي لم تثوى في المقابر ولم ترثيها الاشعار حتى الان، سبل السلام ، ان للسلام تاريخاً مجيداً في حضارات الشعوب في أوطانهم ، في أعراقهم ، في ألوانهم ، في لغاتهم وحتى في أديانهم، ان أي فكره او دعوة لن تنجح او تنتصر الا بالتسامح والسلام، وكذلك الشعوب لن تتحد الا بالتسامح والسلام، ان صناع السلام في المجتمعات المتحضرة خاضوا المعارك مع شهواتهم وتفوقوا عليها ، هم ينعمون الان بنشوة السعادة ، بنشوة الانتصار، انتصارهم على جنون شهواتهم، انه لا شيء في الحياه احقر واتفه من جنون الشهوة، ولا شيء في الحياة أعظم من السلام والدعوة للتسامح والمحبة والاخاء وصناعتها في كل المجتمعات وفي جميع الاتجاهات، ان تغير وتطور المجتمعات المتأخرة يبدأ باندماجها مع الاخرى المتحضرة المتقدمة التي ستنتصر بعدلها وتسامحها انتصاراً سحيقاً ، انتصاراً يعادل جميع أبارنا وحقولنا النفطية، وما أعظم الهول لو انها انتصرت علينا، على أباءنا واجدادنا، على لغتنا وقصائدنا، على علمنا وجميع فضائلنا.

 

ضيف الله الهدباني

Deef121@hotmail.com

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى