الكتاب

“صحفي في وطن عظيم” .. بقلم: عطية الزهراني

في الحفل الذي رعاه سمو أمير المنطقة الشرقية لتدشين المخطط العام لمطار الملك فهد الدولي بأكثر من 1.6 مليار ريال، وبينما كنت أتجول كعادتي أسأل وأستفسر وأسجّل ملاحظاتي، اقترب مني مسؤول قدير، همس في أذني بابتسامة واسعة قائلاً: «دائمًا أسئلتك حاضرة، كأنك لم تتقاعد.. قل لي: هل الصحفي يتقاعد؟»

سؤال بسيط في ظاهره، من معالية عميق في جوهره.. وأكاد أجزم أنه سؤال من مسؤول بحجمه يستحق أن يُكتب عنه مقال.

في الحقيقة، مهنة الصحافة ليست مجرد وظيفة تؤدى من التاسعة صباحًا حتى الخامسة مساء، وليست بطاقة عمل تُسلّم عند نهاية الخدمة.. الصحافة حياة، إحساس، موقف.

حين يرى الصحفي منجزات وطنه تتصدر العناوين، واسم بلاده يلمع في المحافل الدولية، لا يستطيع أن يقف متفرجًا.. ثمة محرّك خفي يدفعه لأن يكتب، يوثق، يحتفي، يشارك فرح القيادة والشعب.

وحين يسمع حاقدًا «يهرف بما لا يعرف»، يندفع بحسه الوطني ليضع الأمور في نصابها، يدافع عن الحقيقة، ويرد على الباطل، ويعيد ترتيب الصورة في أذهان الناس.

لقد تقاعد الرقم الوظيفي، نعم.. لكن القلب لم يتقاعد، والحبر لم يجف، والغيرة على الوطن لم تهدأ.

الصحافة ليست مهنة عابرة، إنها التزام ممتد إلى آخر العمر..

لذلك أقول بكل يقين:

الصحفي لا يتقاعد.. بل يبقى متأهبًا، قلمه بين أصابعه، وصوته حاضر في كل موقف يستحق أن يُقال فيه شيء.

تحية لكل الزملاء الذين حملوا أمانة الكلمة يومًا وما زالوا أوفياء لها.

وشكرًا لذلك المسؤول الذي أطلق سؤاله العفوي، فأعاد إلى ذاكرتي معنى أن تكون صحفيًا في وطن عظيم.. وطن تتصدر فيه وزارة الإعلام قيادةً يتربع على رأسها صحفي كبير @SalmanAldosary

أخيراً:

يبقى الصحفي .. عين الوطن التي لا تنام شريك الإنجاز، وحارس الحقيقة، وقلمه الذي لا يجف، وصوته الذي لا يهدأ ما دامت هناك حقيقة تُروى وقصة تُكتب وراية تُرفع.

في وطن عظيم، لا يتقاعد الحبر.. ولا يشيخ الوفاء.

بقلم: عطية الزهراني

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى