عظّم الله أجركم | تعليم #الجبيل ينعى المعلمة #أمل_الحربي

خيمت مشاعر الحزن والأسى في مختلف أرجاء العالم لحادثة شهداء الحرم الذين نالوا شرف الزمان في ليلة الجمعة، وشرف المكان في الحرم ليكونوا ضيوفاً على الرحمن ، وتفاعل الكثير ببث الأدعية وعبارات الحزن في ساعة استجابةعلى مواقع التواصل الإجتماعي عبر وسم#سقوط_رافعة_الحرم، إلا أن وسم#أمل_الحربي كان مساوياً لاصداء هذا الحدث ووصل وسمها للترند في يوم مليء بالأحداث ،جعل العالم يتساءل من هي صاحبة الوسم التي ضج الناس بالدعاء لها وهم لايعرفونها ،والكثير تساءل ماالخبيئة التي جعلتها بينها وبين الله في خلوتها وادخرها لها الله في هذا اليوم الفضيل لتنال شرف الدعاء في ساعة استجابة ؟!، ولمن تساءل عن هذه الإنسانه إنها فقيدة تعليم محافظة الجبيل ، معلمة العلوم الدينية في الثانوية الخامسة ،تجردت من أنانيتها وأخلصت في عملها ،تنازلت عن بعض الراحة في حياتها لتقدم الكثير في مسيرتها التعليمية ،حلقت مع طالباتها في أفق الدعوة إلى الله حاملة معها أسمى الغرس لزهراتها ، حملت أمانة التعليم وحملت طفلها في أحشاءها ،والكثير من همومها ،ومع انتهاء رحلة الوهن قدر الله لها الراحة الأبدية يوم الجمعة ١٤٣٦/١١/٢٧، تاركه وراءها ألسن تعرفها ولاتعرفها تلهج لها بالدعاء ،وصحب ودعوها الوداع الأخير في مسجد الورثان ليوارى جسدها التراب .

بتلك الكلمات البسيطة أردنا أن يعرفك البعض إلا أن هناك كلمات أخرى هي لك أنتِ وحدك كلمات لن تعيدك لنا ،ولن توفيك حقك ،كلمات أصبحت شحيحة حين وقف الرحل لوداعك ، كلمات لن تسطر شقاءك وإخلاصك في مهنتك ، ولن تجسد لنا شخصك ، جمعنا معك هدف وهو تقديم العلم فامتزجت ذواتنا لتكون ذاتاً واحدة ونفساً واحدة في أجساد مُتفرِّقة ،  إلا أن روحك كانت الأجمل ، كلما خيم التعب سارعتِ لترسم البسمة على شفاهنا ، لن ننسى صرختك العابثة كلما سرحنا بفكرنا فتعيد كل من شت ذهنها بعيداً لتنظر نحو وجهك الباسم ، ولن ننسى اطفاءك لانارة الغرفة أثناء خروجك وكأن نورك يسبقك فيخفت ضوء أي مكان ترتحلين عنه،كم من هم وحزن رأيته في عيوننا فما كان منك إلا أن جاذبتنا أطراف الحديث حتى يتبدد الهم ويندثر الحزن وتشرق النفس ،أعطيتي واجزلتي بعطاءك فقدمتي الوقت والجهد ،تشهد بذلك لحظات خلدتها الصور لتجعلي المدرسة بيتاً لأبناءك ،منك تعلمنا التفاني والإخلاص مغلفاً بابتسامة تعلو محياك ، كلماتنا تتعثر وتختنق بلحظات فراقك ولا يسعنا سوى أن نسأل الله أن يسكنك فسيح جناته ومرافقة الشهداء والصالحين.