عودة حميدان التركي إلى السعودية بعد 19 عامًا في السجون الأمريكية

جيل اليوم – ريم الدوسري
حط المواطن حميدان بن علي التركي رحاله الخميس في الرياض، بعد أن قررت السلطات الأميركية الإفراج عنه عقب 20 عاماً من الاعتقال في الولايات المتحدة الأميركية بعد أن وجهت له تهمة الاعتداء على خادمته الإندونيسية.
الاعتقال والمحاكمة
حميدان بن علي التركي (مواليد 1969)، مبتعث لنيل درجة الدكتوراه في الصوتيات في الولايات المتحدة، اعتُقل عام 2006، بعد توجيه اتهامات له بالاعتداء والاحتجاز غير القانوني تجاه خادمة منزلية إندونيسية.
صدر بحقه حكم بالسجن 28 عامًا في أغسطس 2006، قبل أن يُخفَّف لاحقًا لتسع سنوات بحسب سجله وسلوكه.
مدى الاحتجاز والإفراج
قضى نحو 19 عامًا في سجن ولاية كولورادو قبل أن تُقر محكمة أمريكية في مايو 2025 تبرئته وتغلق ملف القضية، بحضور ممثل السفارة السعودية ومحاميه، ما مهد لإطلاق سراحه.
عملية الترحيل والعودة
عقب الإفراج، نُقل إلى إدارة الهجرة الأمريكية (ICE) تمهيداً لترحيله إلى المملكة.
غادر الولايات المتحدة في بداية أغسطس 2025، ووصل إلى الرياض بشكل رسمي في السابع من أغسطس.
لحظات مؤثرة عند العودة
فور وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي، سجّد التركي شكرًا لله وسط دموع الفرح، قبل أن يلتقي أسرته في مشهد مؤثر.
وشوقت ابنته أروى المتابعين بمقطع عبر “سناب شات” لثياب تفصيلية قامت بصنعها بنفسها باستخدام “متر ورقي” داخل السجن، معبّرة عن التشوق لهذا اللقاء المنتظر.
وفي مشهد دافئ، ظهر التركي يداعب حفيدته قائلاً: “أطول مني صرتي أنا وأبوك”، وسط أجواء محبة ومؤثرة.
واليوم في لمسة روحية خاصة، صلّى حميدان التركي يوم الجمعة الأول بعد عودته إلى وطنه وسط أهله وناسه، مؤديًا صلاة الجمعة في مسجده المحلي، في مشهد يُعبّر عن استعادة الأمل والسلام النفسي بعد سنوات الغربة والابتعاد ردود الفعل والتضامن الشعبي.
ولاقت القضية متابعة واسعة من وسائل الإعلام وأثارت نقاشًا حول عدالة المحاكمات وتأثير التحامل بعد أحداث 11 سبتمبر.
وعبر نجل التركي عن امتنانه الكبير عبر حسابه على منصة “إكس”، مقدمًا الشكر للقيادة السعودية والسفارة التي لعبت دورًا فاعلًا في تسهيل العودة.
وتُختتم رحلة حميدان التركي بعد قضاء قرابة عقدين في السجون الأمريكية، بعودة ملحمية ومحفوفة بالمشاعر استعاد حريته عائدًا إلى وطنه وأسرته، بعد صبر طويل وجهود دبلوماسية وقانونية متواصلة.
وتمثل عودته اليوم انتصارًا للإنسان قبل أن يكون انتصارًا قانونيًا.