قرية ” أزميل ” التراثية .. ماضٍ يجري في دم الحاضر

الذكريات كتاب أغلقته حياتنا ووضعته على رف الحاضر فتراوده أنفسنا بين الحين والآخر تفتحه متباهية تارة بما كان فيه من مواقف جميلة وتارة تشعر بالحنق لمواقفه المؤلمة، والجميل في أعيننا أنها تنظر لما بذاك الكتاب من أسطر جميلة وتغمض جفنها عن الأسطر المعكرة بحياة بدائية تفتقد لأبسط مقومات الحياة الكريمة، هذا يجعلني أشعر بالفخر لانتمائي لوطن كرس ملوكه جل وقتهم لتسريع عجلة الحياة ونقلها بسرعة من حياة بائسة لحياة رغيدة نعيش خيراتها الان ونقارن حديثنا عنها بأحاديث أجدادنا الذين لم يجدوا ذات فقر ما يسدون به رمق جوعهم، كتاب الذكريات تصفحته كما لو كنت من كتبه إبان زيارتي لقرية إزميل، هذه القرية التي تدرجت بنا في عقود الماضي وشهدت على عصر تليد ، المتجول في هذه القرية هذا العام يشعر بأنه يزورها للمرة الأولى ..قرية قديمة متجددة، ماض بائد يسكن قلب الحاضر، وللانصاف فهناك من يقف خلف هذه القرية الجميلة ، رجل وهب جل وقته للعبور بمراكب عقولنا بحر الماضي، وأعادنا لنتأمل كيف كنا ثم نشكر الله على ما وصلنا إليه، لقد كان وما زال للأستاذ( عبدالرحمن الجبر ) بصمات تواقة للعلو في زمننا،  وجهد بارز لا تخفيه كل الجهود المبذولة من أشخاص أو شركات ، فنجده في كل مجال داعم ومساند وواهب ، جعل من هذه  القرية ملاذا للباحثين عن عبق الماضي المغرمين بما فيه من حياة بدائية ، تنتشر الحرف القديمة بين جنبات القرية  فالحياكة والصناعة والطهي والسكن والملبس كلها تجتمع في هذه القرية ، إلى جانب ما تخبئه أركان القرية من مفاجات تعتمد على الأعوام البائدة، فهذه السيارات الفارهة في زمنها والساحرة في زمننا تصطف لتأسر النظر قبل الألباب وتلك المخطوطات الغارقة في غياهب الماضي تسند محتواها على وسائد القرون الماضية، وتستمع لأحاديث الماضي بروايات الحاضر في جلسات ثقافية ماتعة .. لقد أعادنا الأستاذ عبدالرحمن الجبر بقرية أزميل لماض عاشه الأجداد واستمتع بسماع أحاديثه الأحفاد فله من الشكر أوفره ومن الثناء أحسنه ومن التقدير أعلاه وأجزاه فمثله نتمنى الكثير في هذا الوطن المبارك نريد (ابو فهد ) في الغرب والجنوب والشمال ونجد ونريد ( أزاميل )كثيرة في جميع المناطق، حتى يتواصل أبناؤنا مع ماضيهم ويفخرون بما تحقق بفضل الله في حاضرهم  .