الكتابالمقالات

قطار الاختبار .. محطات مهمة .. بقلم: الأستاذ معن حسين بي

يعد الاختبار وسيلة للكشف عن قدرات طلابنا واستخلاص المنتج التعليمي عبر عام دراسي حافل بالتزود المعرفي ثراء أو فقراً.

فكيف نتعامل مع هذا الزائر الجديد القديم؟

لا بد أيها الطالب أن تدرك أن تحصيلك العلمي والمعرفي يبدأ من قاعة الدرس، نعم من قاعة الدرس، فبمقدار كون تركيزك واهتمامك بشرح مدرسك أبدى وأظهر وأميز ستتحدد صعوبة أو سهولة تحضيرك للاختبار، ويحضرني ها هنا مدرساً من جيل الطيبين كان يتبع طريقة رائعة في التدريس، فقد كان يشرح الدرس فقرة تلو الأخرى، وينبه الطلاب قبل كل فقرة بأن من سيعيد الشرح بعده سيضع له درجة الشفهي، وبهذه الطريقة يضمن اجتذاب انتباه الطلبة -لله دره-.

إذاً فحضورك وانتباهك أثناء شرح مدرسك يعدان نصف عملية التحضير للاختبار.

ضع جدولاً للدراسة ولا تترك الأمور عشوائية، فالتنظيم أداة سحرية، على أن تبدأ من المادة الأخيرة في الجدول وتنتهي بأوله ( الدراسة العكسية )، ولا بأس في مساعدة الأهل الطالب في ذلك، واحرص بكل ما أوتيت من قوة على إنجازه تاماً.

امزج بين مادة نظرية وأخرى عملية في اليوم الواحد حرصاً على التنويع بين الحفظ والفهم، فيتحصل بذلك عدم الملل.

ابدأ بالدراسة بعد الفجر مباشرة، واحرص على قيلولة بسيطة ظهيرة كل يوم، واعلم أن ما تدرسه بين الفجر والظهر قد يعادل ما ستدرسه فيما تبقى من اليوم.

نم بعد العشاء مباشرة استعدادا للاستيقاظ لصلاة الفجر، ومن ثم الانطلاق في الدراسة.

احرص على أن تكون وجبات الطعام هي بمثابة استراحة واسترخاء فكري وبدني.

واظب على المراجعة مرة بعد الحفظ مباشرة، وعلى التدريب العملي في حل التمارين للمواد التطبيقية كالرياضيات والفيزياء، واعلم أن الحل الصحيح سيشعل في نفسك الثقة فضلاً عن الدربة والمراس.

كما أسلفنا في الدراسة العكسية لجدول الاختبار على أن تشمل جميع المواد، ومن ثم يكون الاختبار بمثابة المراجعة النهائية، وهنا لا بد من التنبيه على عدم اليأس من احتمال النسيان في المراجعة فهذا طبيعي، ما عليك إلا الإعادة أكثر من مرة للاستذكار وتثبيت المعلومة، ويتعلق ذلك بالفروق الفردية بين أبنائنا الطلبة.

استخدم حاسة البصر كأداة موثقة للحفظ في المواد النظرية، وهي أداة سحرية منقذة وملهمة للاستذكار.

من الحسن تنويع أماكن الدراسة فتارة في الغرفة وتارة في حديقة منزلك … فهذا مما يصرف عنك الإحساس بالحبس والتقييد.

إن كنت أباً أو أماً فلا بد أن تُشعر ابنك بالأمان والطمأنينة والمؤازرة الدائمة خلال فترة الاختبار بشتى الطرق المادية والمعنوية، وهذا مما يطرد عنه الإحساس بالخوف والهلع. ولا بأس من مكافأة مادية أو معنوية يومياً لشحذ هممه وإشعاره بلطف المتابعة وبريق الاهتمام.

أذكر أن أباً كان يرتب جدولاً للعبة قصيرة يومية مع أبنائه لإشعارهم بطبيعية الحياة وتفريغ شحنة الرهبة أثناء تلك الفترة العصيبة.

أخيراً ما عسانا سوى أن تلهج ألسنتنا بالابتهال لله تعالى كي يوفق أحباءنا الطلبة في تلك الاختبارات، فيفخر بهم وطنهم وأسرهم.

بقلم الأستاذ معن حسين بي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى