الكتاب

قلوب النساء !

‏بقلم| د. رائد القطشان

أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الأول للوفيات في جميع أنحاء العالم ، مما يؤدي إلى ما يقدر بنحو ١٧.٩ مليون حالة وفاة كل عام.
أمراض القلب والأوعية الدموية هي مجموعة من الاضطرابات التي تشمل أمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية وأمراض القلب الروماتيزمية.

في عام 2016 ، كانت أمراض القلب التاجية السبب الرئيسي للوفيات التي تعزى إلى أمراض القلب والأوعية الدموية في جميع أنحاء العالم حيث شكلت ٤٣.٢٪؜ ، تليها السكتة الدماغية ١٦.٩ ٪؜ ثم فشل العضلة القلبية ٩.٣٪؜.
في عام 2014 ، كان معدل الوفيات من امراض القلب المعدل حسب العمر لكل ١٠٠,٠٠٠ شخص / سنة ٢١٠.٩ للرجال و ١٣١.٨ للنساء. بينما كان معدل الوفيات بسبب السكتة الدماغية كان للرجال ٣٦.٩ و ٣٥.٦ للنساء.

على الرغم من ما تظهره الارقام السابقة من أن النساء أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب التاجية و تبعاتها أمراض القلب والأوعية الدموية من الرجال ، فقد أبرزت بيانات متزامنة اختلافا واضحا و هاماً بين الجنسين في أحد مظاهر امرض القلب التاجي الا وهو احتشاء عضلة القلب.

حيث اظهر مسح استقصائي لبيانات تقارير الخروج للمستشفى الوطني بالولايات المتحدة للفتره بين عامي ١٩٩٧ و ٢٠٠٥، ان معدل وفيات النساء داخل المستشفى أعلى من معدل الوفيات بين الرجال ( ١٤.٩ ٪؜ مقابل ١٠.٢ ٪؜ للرجال). كما ان النساء اللواتي نجون من المرحلة الحادة من احتشاء عضلة القلب كن عرضة بشكل أكبر للوفاة في السنة الاولى من الرجال.

كل ما ذكر سابقاً فيما يخص الاختلافات بين الجنسين في معدلات الاصابة و الوفاة، كان يعتمد في الاساس على نتائج أبحاث اجريت في دول العالم الأول ذات الدخل الفردي المرتفع مما يجعل صحة تعميم نتائجها على سائر المجتمعات امراً جدلي بامتياز و سؤال مشروع.

أما الجديد و المتميز في الدراسة التي سوف نتناول نتائجها اليوم فيتمثل بكونها منبثقة من دراسة احصائية استقصائية تسمى (PURE study ) .

و (PURE study ) هي دراسة احصائية وبائية مستقبلية واسعة النطاق درست حتى الان ما يقرب من ١٩٠,٤١٤ فرد يقيمون في أكثر من ٦٠٠ مجتمع في ٢٧ دولة مختلفة من حيث دخل الفرد بين المنخفض و المتوسط وعالي الدخل في جميع أنحاء العالم. وكانت المملكة العربية السعودية من ضمن الدول التي شملتها العينة البحثية من خلال فريق بحثي بقيادة البروفيسور خالد الحبيب و فريقه.

هذه الدراسة المنبثقة من (PURE study ) والتي نشرت بتاريخ 20 مايو 2020 في مجلة The Lancet الطبية العريقة، للباحث مرجان والى عطائي وزملاؤه، تناولت موضوع الاختلافات في ما يخص أمراض القلب والأوعية الدموية بين النساء و الرجال من خلال عينة واسعة وبلدان مختلفة من حيث معدلات الدخل للفرد و التطور الاجتماعي.
خلصت الدراسة الى ان عوامل الخطورة للاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ، أقل لدى النساء من الرجال. كما كانت استراتيجيات الوقاية الأولية من تنظيم عوامل الخطورة العلاجية او السلوكية أكثر تواترا في النساء من الرجال.
ايضا كان معدل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أقل لدى النساء مقارنة بالرجال لكل ١٠٠٠ شخص – عام. وذلك بعد تعديل المعايير الاحصائية للمتغيرات المختلفة لضمان درجات الدقة في النتائج.

نماذج المخاطر

ايضا النساء سجل لديهن معدلات وفيات اقل لجميع مسببات الوفاة الناتجة عن الامراض القلبية الوعائية من الرجال.

من النتائج المثيرة للانتباه في هذه الدراسة ايضا، ان الفرق في معدلات الوفيات لجميع الأسباب المرتبطة بأمراض القلب و الاوعية الدموية في البلدان ذات الدخل المرتفع كان قليلاً و كبر هذا الفرق في البلدان ذات الدخل المنخفض.

اختلفت هذه الدراسة عن سابقاتها من حيث النتائج في امر هام، حيث اثبتت ان من بين الأفراد المصابين بمرض الشريان التاجي ، كانت النساء أقل عرضة للوفيات في ال ٣٠ يومًا و حتى السنة اللاحقة للاصابة الحادة للشرايين التاجية ، بما في ذلك احتشاء عضلة القلب ، على الرغم من ان إجراءات إعادة التروية الدموية العلاجية (القسطرة العلاجية او عملية القلب المفتوح) استخدمت بشكل اقل من استخدامها في الرجال.

في الخلاصة:
من المهم عدم التهاون في تشخيص أو علاج المرضى سواء كانوا من الرجال او النساء، حيث ان الامراض القلبية الوعائية هي المسبب الأول للوفيات في الجنسين
تحسين الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وعلاجها ​​، ضرورة ملحة في كل من النساء والرجال.

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى