الكتاب

‏كعلمٍ الخضر وخاتم سليمان..

بقلم | ابتسام الشمري

ليس بالأمر البسيط أن تستيقض كل يومٍ باكراً متجهاً إلى مكانٍ مكتض بالطلاب ومليئ بالكتب، حاملاً معك بعضاً من المعلومات وكماً من القيم التي يجب أن تخرج منك من تغير نبرات صوتك إلى تحديد إيماءاتك إلى تغليف قيم وأخلاقيات المهنه،  فهذا المجمل التعليمي التربوي لا يخرج معك حين تغادرهم بل يصل إلى أذهان طلابك ويلامس قلوبهم ويبقى في ذاكرتهم إلى المدى البعيد..
‏من هم المعلمون ؟..هم الرسل ..‏من هم المعلمون؟..هم الحفظة ، هم المهندسون ، هم الأطباء…‏فيا عزيزي القارئ إن خُيّل لك بأن التعليم تلك العملية النمطيه التي ترتكز على فرض سيطرة المعلم فما أنت فيه الا حالةً من الجهل او الأوهام . ‏أشد الناس بلاءاً هم الرسول والأنبياء، ورسالة الرسل التعليم، فكيف نسندها إلى التسخيف والتهميش.
‏إن التعليم لعمليةٌ سامية فيها تقرعُ العقول وتربطُ الأفئده ويقع على عاتق المعلم التوازن مابين ذاك وذاك، فإن الطالب ليرى معلمهُ موسوعة ويكبيديا والمعجم الوسيط وبداية ونهاية ابن كثير  ولغوية الفراهيدي ورازي الاحياء وخوازمي المنطق، فمالا يعلمه الكثيرون بإن المعلم يتعلم مدى حياته ولا يقتصر تعليمه على استلام شهادته فكيف إذاً يشبع تلك العقول الراغبة ، وكما أن التعليم عملية مستمرة للطالب فهي كذلك للمعلم وزيادةً على ذلك كلنا نعلم بإن المنهج الخفي أحد أهم انواع المناهج المراعاة تربوياً والذي يرتكز على القيم المكتسبة والتطبع السليم والتوحد مع سلوك المعلم إن كان باكتساب قيماً جديدة او بإستبدال قيماً أخرى او بمحو قيمة مسبقة، فيكتسب بالخبرة مالا يكتسبه من الكتب والاختبارات والأوراق. 
‏وليؤدي ذلك المنهج، فإن المنهج قائم على إدارته الصفية التي تُحتم عليه أن يكون كعلم الخضر، ويجعلهم تحت سيطرته فيراعيهم معرفياً ووجدانياً وحسياً فيجعلهم كخاتم سليمان بيده، فما كان التعليم بتلك البساطة وإلا لم يشرعها الله للرسول وللأنبياء.‏أثاب الله معلِمينا وأكسبهم أُجورهم ورزقنا الأخلاص في تأدية رسالة .

____________________
‏أ. ابتسام هليّل الشمري

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى