كيف أجد صاحبا وفيا ؟

بقلم | إبراهيم الحربي
بينما وأنا جالس ذات يوم أتناول أطراف الحديث مع صاحبي ونحتسي كوبًا من القهوة التي لا زلت أستطعتم مرارتها وكنت أنظرُ إلى عينيه التي تلمع من الدمع وكأنَّ في عينيه بعضَ التساؤلات التي يخفيها عني، والعيون مرآة الكلام وكذلك العيون تضفحُ صاحبها ، فقلت له ما بك هل تخفي عني أمرًا ما فأجاب بصوت خافت خالطت نبرته شيء من الحزن فقال عندي سؤالاً مشغل خاطري فأتمنى أن أجد إجابته عندك فقلت تفضل فقال لي كيف أجدُ صاحبًا وفيًّا : فكرت قليلًا وقلبت الرأي يمينًا وشمالًا أبحثُ عن إجابة مشفية لهذا الرجل فقلت له، الكثير منّا يا صاحبي يتساءل هذا السؤال وليس سؤالك أنت فقط بل سؤال المجتمع بأكمله كيفَ يجدُ صاحبًا وفيًّا، يشاركه في آلامه وأفراحه، ويوجهه إذا أخطأ الطريق ويقفُ معه إذا تعثَّرت به الطرق ، ويكونُ لهُ نورًا إذا أظلمتْ به دنياه، ويأخذُ بيده من متاهات الحياة، ويكون جزءه الذي لا يتجزأ وهل أنت بحاجة أيَّها القارئ لهذا الصاحب ؟ ؛ نعم أنتَ بحاجة لمثل هذا الصاحب؛ فقد قال الله -جلَّ جلاله – في كتابه حين أوجس الخوف قلبَ أبي بكر الصديق رضي الله عنه ﴿ اذ يقول لصاحبه لا تحزن إنَّ الله معنا ﴾ عندما تلاحظ أيَّها القارئ جمعت هذه الآيةُ الكريمة مابين المواساة والتطمين، إنها سمة الصاحب الذي يلملم جراحك حتى لو كان يعاني مثل ما تعاني ويطمئنكَ عند خوفك، يالله! ما أجملها من معانٍ، وأجمل ماقيل في الصحبة في السنَّةِ النبوية، قولُ أبي بكرٍ: « فشرب النبي حتى ارتويت »، يالله شرب ذاك وارتوى شخص آخر، ومن الأبيات الجميلة التي قيلت في الصحبة:
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صَديقٌ صَدُوقٌ صادق الوعد منصفا
وفي النهاية وليس أخيرًا الصاحب: هو الأخ الذي لم تلده أمك ولكن ولدته لك الحياة، والصاحب هو من يعلم أنك حزين دون أن تتلفظ بكلمة واحدة والصاحب هو من يعطيك الأمان عند الخوف ويذكرك عند غفلتك ويقاسِمَك ظروف الحياة.
|| والصاحب هو بلسم الحياة || …