الكتاب

كيف تفهم من حولك؟ فهم الآخرين فن .. لغة لا يتقنها الجميع .. بقلم / عطية الزهراني

بقلم / عطية الزهراني

في إحدى المساحات طُرح سؤال أثار اهتمامي: كيف تفهم من حولك؟

تعددت الإجابات، وتباينت وجهات النظر، لكنّ أغلبها دار بين من يرى أن الفهم ضرورة للتعامل، ومن يعتقد أن الأهم هو الاحترام والتقدير المتبادل.

شخصيًا، أرى أن الفهم لا يُقاس بمدى قدرتك على تحليل الآخرين، بل بقدرتك على تقبّل اختلافهم. فليس من الحكمة أن نحكم على أحد مما نسمع، بل مما نعيش ونختبر.

كثيرون وُصِفوا بأوصافٍ لا تشبههم، حتى اقتربنا منهم فوجدنا خلف المظاهر قلوبًا نقية، وأخلاقًا رفيعة.

أذكر أن أحد الزملاء قال: حين بدأت عملي الجديد، أخبروني أن المدير معقّد وصعب، لكن بعد أن تعاملت معه اكتشفت أنه من أطيب الناس وأعدلهم. هنا أدركت أن الحكم المسبق ظلم للتجربة قبل أن يكون ظلمًا للناس.

الفهم لا يعني أن تتفق، بل أن تستوعب. أن تدرك أن لكل إنسان طريقة تفكير وبيئة وتجربة تختلف عنك. فالحوار الهادئ، والموقف الصادق، والملاحظة الذكية، كلها مفاتيح للفهم الحقيقي.

وكم من علاقة انتهت لأن أحدهم لم يُرِد أن يفهم، وكم من سوء تفاهم زال حين جلس الناس وتحدثوا بصدق.

أما من يتعمّد ألا يفهم، فمشكلته ليست في الفهم بل في النية.

في النهاية، الفهم وعي، والاحترام خلق، والمواقف مرآة النفوس.

ولا أجمل من أن تفهم من حولك لتتعايش، لا لتحاكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى